المغالطاتُ المنطقيةُ
أنْ يقعَ الإنسانُ في خطأٍ من دونِ قصدٍ فهذا من طبائعِ البشرِ، أمّا أن يقعَ في خطأٍ مقصودٍ فهذهِ إشكاليةٌ أخلاقيةٌ.
المغالطاتُ المنطقيةُ: المفهومُ والأهميةُ
المغالطاتُ المنطقيةُ: هي الأشكالُ الشائعةُ لكلامِ الناسِ التي تبدو للوهلةِ الأولى كلامًا يتّفقُ معَ قواعدِ المنطقِ، إلّا أنَّها تحتوي على خطأٍ ما.
أتأمّلُ البطاقةَ الآتيةَ، ثمَّ أجيبُ عمّا يليها:
تُسهمُ دراسةُ المغالطاتِ المنطقيةِ في معرفةِ الصوابِ والخطأِ في الكلامِ الذي يقولُهُ الآخَرونُ، والتوصّلِ إلى نتائجَ صحيحةٍ منطقيةٍ، وتساعدُ على تجنّبِ الوقوعِ في هذهِ المغالطاتِ. |
- أفكّرُ: كيفَ أستطيعُ أن أتحقّقَ من صحةِ أيِّ معلومةٍ؟
من خلال معرفةِ الصوابِ والخطأِ في الكلامِ الذي يقولُهُ الآخَرونُ، والتوصّلِ إلى نتائجَ صحيحةٍ منطقيةٍ
الاستدلالُ يُسمّى أيضًا الحُجَّةَ، ويمكنُ للإنسانِ ترتيبُ الكلامِ الذي يقولُهُ على صورةِ مقدّماتٍ ونتائجَ، وأيُّ خطأٍ في هذا الترتيبِ يُسمّى مغالطةً منطقيةً أو استدلالًا فاسدًا. |
هل تعلمُ؟
أتحقق من تعلمي
- أبيّنُ أهميةَ معرفةِ المغالطاتِ المنطقيةِ ودراستِها.
تُسهمُ دراسةُ المغالطاتِ المنطقيةِ في معرفةِ الصوابِ والخطأِ في الكلامِ الذي يقولُهُ الآخَرونُ، والتوصّلِ إلى نتائجَ صحيحةٍ منطقيةٍ، وتساعدُ على تجنّبِ الوقوعِ في هذهِ المغالطاتِ.
أنواعُ المغالطاتِ المنطقيةِ
تُقسَمُ المغالطاتُ المنطقيةُ إلى نوعينِ، هما: مغالطاتٌ شكليةٌ، ومغالطاتٌ غيرُ شكليةٍ.
أوّلًا: المغالطاتُ الشكليةُ
ويُقصَدُ بها المغالطاتُ التي ترتبطُ بأنواعِ الاستدلالاتِ التي درسْتُها سابقًا؛ سواءٌ أكانَ استنباطيًّا بنوعيهِ المباشرِ وغيرِ المباشرِ، أم كانَ استدلالًا استقرائيًّا بنوعيهِ ناقصٍ وتامٍّ ، إذ إنَّ أيَّ استدلالٍ يخالفُ أيَّ شرطٍ من الشروطِ التي يجبُ توفّرُها فيهِ، أو كانَتْ مقدّماتُهُ كاذبةً (أيْ لا تطابقُ الواقعَ بالتجربةِ) يُعَدُّ استدلالًا فاسدًا أو مغالطةً شكليةً.
والمغالطاتُ الشكليةُ عدّةُ أنواعٍ، منها:
- مغالطةُ لا إنتاجَ من جزئيتينِ: وهذا النوعُ محصورٌ بالاستدلالِ الاستنباطيِّ غيرِ المباشرِ، بحيثُ تكونُ المقدّمتانِ جزئيتينِ.
مثالٌ:
- بعضُ الطلبةِ يفضّلونُ اللعبَ على الدراسةِ. ( مقدّمةٌ)
- بعضُ المبدعينَ هُمْ طلبةٌ.( مقدّمةٌ)
- بعضُ المبدعينَ يفضّلونَ اللعبَ على الدراسةِ. ( نتيجةٌ)
- مغالطةُ لا إنتاجَ من سالبتينِ: وهذا النوعُ أيضًا محصورُ في الاستدلالِ الاستنباطيِّ غيرِ المباشرِ، بحيث تكونُ المقدمتانِ سالبتينِ.
مثالٌ:
- لا ناجحَ ليسَ مهملًا. ( مقدّمةٌ)
- بعضُ المهملينَ لا ينامونَ في الليلِ.( مقدّمةٌ)
- بعضُ الناجحينَ لا ينامونَ في الليلِ. ( نتيجةٌ)
- مغالطةُ لا إنتاجَ من مقدّماتٍ كاذبةٍ: وهذا النوعُ يشملُ أنواعَ الاستدلالِ كافةً، بحيثُ تكونُ المقدّماتُ لا تُطابقُ أرضَ الواقعِ بالتجرِبةِ.
مثالٌ: كلُّ الأُسودِ لها أجنحةٌ، إذًا بعضُ مَنْ لهُ أجنحةٌ هُمْ من الأُسودِ.( المقدّمةُ كاذبةٌ، والنتيجةُ كاذبةٌ).
مثالٌ:
- كلُّ سكانِ الأردنِّ يملكونَ سياراتٍ. (مقدّمةٌ)
- كلُّ مَنْ يملكُ سيارةً غنيٌّ. (مقدّمةٌ)
- كلُّ سكانِ الأردنِّ أغنياءُ. (نتيجةٌ)
- مغالطةُ المقدّمةِ الكلّيّةِ في الاستدلالِ: وهذا النوعُ محصورٌ في الاستدلالِ الاستقرائيِّ بنوعيهِ: التامِّ، والناقصِ، بحيثُ توجدُ مقدّمةٌ كلّيةٌ بينَ مقدّماتِهِ.
مثالٌ:
- الذئبُ حيوانٌ مفترسٌ. (مقدّمةٌ)
- النمرُ حيوانٌ مفترسٌ. (مقدّمةٌ)
- كلُّ الحيواناتِ التي لها أربعةُ أرجلٍ مفترسةٌ. (مقدّمةٌ)
- كلُّ الحيواناتِ مفترسةٌ.(نتيجةٌ)
مثالٌ:
- كلُّ الفنادقُ الفاخرةُ فيها مسبحٌ. (مقدّمةٌ)
- الفندقُ (س) يوجدُ فيهِ مسبحٌ. (مقدّمةٌ)
- الفندقُ (ص) يوجدُ فيهِ مسبحٌ. (مقدّمةٌ)
- كلُّ الفنادقِ يوجدُ فيها مسبحٌ. (نتيجةٌ)
- أطبق:
أعطي مثالًا لكلِّ نوعٍ من أنواعِ المغالطاتِ الشكليةِ الواردةِ في الجدولِ الآتي:
المغالطةُ |
المثالُ |
مغالطةُ لا إنتاجَ من جزئيتينِ. |
بعضُ الطلبةِ يفضّلونُ اللعبَ على الدراسةِ. ( مقدّمةٌ) - بعضُ المبدعينَ هُمْ طلبةٌ.( مقدّمةٌ) - بعضُ المبدعينَ يفضّلونَ اللعبَ على الدراسةِ. ( نتيجةٌ) |
مغالطةُ لا إنتاجَ من سالبتينِ. |
لا ناجحَ ليسَ مهملًا. ( مقدّمةٌ) - بعضُ المهملينَ لا ينامونَ في الليلِ.( مقدّمةٌ) - بعضُ الناجحينَ لا ينامونَ في الليلِ. ( نتيجةٌ) |
مغالطةُ لا إنتاجَ من مقدّماتٍ كاذبةٍ. |
|
مغالطةُ المقدّمةِ الكلّيةِ في الاستدلالِ. |
|
ثانيًا: المغالطاتُ غيرُ الشكليةِ
ويُقصَدُ بها الوقوعُ في خطأٍ منطقيٍّ لا يرتبطُ بأشكالِ الاستدلالاتِ السابقةِ وأنواعِها، ويأتي هذا النوعُ من المغالطاتِ على شكلِ مواقفَ تحدثُ أو يراها الشخصُ في يومِهِ ويظنُّ أنَّها صحيحةٌ، في حينِ أنَّها تحتوي على تناقضٍ ذاتيٍّ، أو أنَّها تحتاجُ إلى إثباتٍ، ويُعَدُّ هذا النوعُ من المغالطاتِ الأكثرَ شيوعًا بينَ الناسِ.
والمغالطاتُ غيرُ الشكليةِ عدّةٌ أنواعٍ، منها:
- التعميمُ المتسرّعُ: هو أن يتوصّلَ شخصٌ إلى تعميمٍ على شيءٍ ما أو أشخاصٍ آخَرينَ بناءً على عددٍ من المشاهداتِ القليلةِ.
مثالٌ: يقولُ شخصُ لصاحبِهِ الذي رآهُ يدرسُ: لا تدرسْ وسوفَ تنجحُ؛ لأنَّ صديقي مروانَ لم يدرسْ ونجحَ، وصديقي أيمنُ لم يدرسْ ونجحَ، ومن ثمَّ لا تدرسْ وسوفَ تنجحُ.
- مغالطةُ الردِّ إلى الخبيرِ: هو أن يتوصّلَ الشخصُ إلى نتيجةٍ بناءً على رأيٍ صادرٍ من شخصٍ آخَرَ يفترضُ أنَّهُ مختصُّ ومن دونِ تقديمِ دليلٍ وإثباتٍ.
مثالٌ: يقولُ قتيبةُ لصديقِهِ: لا تصاحبْ مَنْ يختلفونَ معكَ في الرأيِ، لأنَّني شاهدْتُ على التلفازِ مقابلةً معَ شخصٍ خبيرٍ في العلاقاتِ الإنسانيةِ يقولُ ذلكَ.
- مغالطةُ لزومِ ما لا يلزمُ: هو أن يتوصّلَ شخصٌ إلى نتيجةٍ بناءً على ربطِ موضوعينِ ليسَ لهما علاقةٌ ثابتةٌ ببعضِهِما البعضِ.
مثالٌ: تقولُ أملُ لزميلتِها في الصفِّ: لا تشتري الأطعمةَ المكشوفةَ؛ لأنَّ بعضَ مَنْ يبيعونَها لا يُراعونَ النظافةَ.
- مغالطةُ التجريحِ: وتكونُ عندَما يهاجمُ الشخصُ الآخَرينَ ويُظهِرُ عيوبَهُمُ الشخصيةَ بدلًا من أن يناقشَ الفكرةَ التي يقدّمونَها.
مثالٌ: يقولُ قَصِيٌّ لصاحبِهِ: لا تستمعْ إلى مَنْ يرتدي الملابسَ العصريةَ؛ لأنَّهُ لا يلتزمُ اللباسَ التراثيَّ.
مثالٌ: طالبٌ جامعيٌّ يقولُ لزميلِهِ: لا تسجّلْ مادةً لدى الدكتورِ (س)؛ لأنَّهُ درسَ في جامعةٍ أجنبيةٍ، وفكرُهُ بعيدٌ عن عاداتِنا وتقاليدِنا.
- أطبّقُ: أعطي مثالًا لكلِّ نوعٍ من أنواعِ المغالطاتِ الشكليةِ الآتيةِ:
المغالطةُ الشكليةُ |
المثالُ |
مغالطةُ التعميمِ المتسرّعِ. |
يقولُ شخصُ لصاحبِهِ الذي رآهُ يدرسُ: لا تدرسْ وسوفَ تنجحُ؛ لأنَّ صديقي مروانَ لم يدرسْ ونجحَ، وصديقي أيمنُ لم يدرسْ ونجحَ، ومن ثمَّ لا تدرسْ وسوفَ تنجحُ. |
مغالطةُ الردِّ إلى خبيرٍ. |
يقولُ قتيبةُ لصديقِهِ: لا تصاحبْ مَنْ يختلفونَ معكَ في الرأيِ، لأنَّني شاهدْتُ على التلفازِ مقابلةً معَ شخصٍ خبيرٍ في العلاقاتِ الإنسانيةِ يقولُ ذلكَ. |
مغالطةُ لزومِ ما لا يلزمُ. |
تقولُ أملُ لزميلتِها في الصفِّ: لا تشتري الأطعمةَ المكشوفةَ؛ لأنَّ بعضَ مَنْ يبيعونَها لا يُراعونَ النظافةَ. |
مغالطةُ التجريحِ. |
طالبٌ جامعيٌّ يقولُ لزميلِهِ: لا تسجّلْ مادةً لدى الدكتورِ (س)؛ لأنَّهُ درسَ في جامعةٍ أجنبيةٍ، وفكرُهُ بعيدٌ عن عاداتِنا وتقاليدِنا. |
هل تعلمُ؟
اغتيالُ الشخصيةِ: هو مجموعةٌ من الممارساتِ الهجوميةِ، وتُستخدَمُ فيها الشائعاتُ والاتهاماتُ، وتُلَفَّقُ فيها الأكاذيبُ والرواياتُ غيرُ الموثوقةِ؛ لتشويهِ سُمعةِ شخصٍ ما أو مؤسّسةٍ ما. |
أتحقّقُ من تعلُّمي
أملأُ الجدولَ الآتيَ بما يناسبُهُ من السببِ أو النتيجةِ:
السببُ |
النتيجةُ |
المقدمتان سالبتين |
ظهورُ مغالطةِ لا إنتاجَ من مقدّمتينِ سالبتينِ. |
كلُّ مقدّماتِ الاستدلالِ الاستنباطيِّ غيرِ المباشرِ جزئيةٌ. |
ظهور مغالطةل إنتاج من جزئيتين |
ما أوجُهُ الشَّبَهِ والاختلافِ بينَ المغالطاتِ الشكليةِ والمغالطاتِ غيرِ الشكليةِ؟
- أوجه الشبه:
كلاهما من أنواع المغالطات
- أوجه الاختلاف
-المغالطات الشكلية: ترتبطُ بأنواعِ الاستدلالاتِ؛ سواءٌ أكانَ استنباطيًّا بنوعيهِ المباشرِ وغيرِ المباشرِ، أم كانَ استدلالًا استقرائيًّا بنوعيهِ ناقصٍ وتامٍّ
- المغالطات غير الشكلية : الوقوعُ في خطأٍ منطقيٍّ لا يرتبطُ بأشكالِ الاستدلالاتِ السابقةِ وأنواعِها