لو طرحت عليكم سؤالا:
أين أنتم الان؟ وكيف وصل إليكم سؤالي؟
نعم صحيح، نحن الان نتواصل من خلال جهاز الكتروني (حاسوب،جهاز لوحي، هاتف،...) متصل بشبكة الانترنت.
اذن نحن نعيش في عصر أصبحت الانترنت فيه جزءا من حياتنا اليومية،بحيث أصبحنا نستخدم الانترنت في معظم مجالات الحياة، مثل التواصل ،التسوق، البحث العلمي والتعلم عن بعد. وكوني جزء من هذا العالم الافتراضي، اذن أنا مواطن أنتمي الى هذا العالم الرقمي، أي أنني اصبحت مواطنا رقميا يجب عليه أن يطبق تعاليم المواطنة الرقمية.
فما هي المواطنة الرقمية؟ ومن هو المواطن الرقمي؟
تُعرف المواطنةُ الرَّقْميّةُ ( Digital Citizenship) بأنَّها الاستخدامُ المسؤولُ والمنتظمُ للتكنولوجيا منْ قِبلِ أيِّ فردِ يستخدمُ الأجهزةَ الرَّقْميّةَ وشبكةَ الإنترنتْ للتفاعلِ معَ المجتمعِ على أيِّ مستوى.
وتشمل المواطنة الرقمية مجموعة من السمات والكفاءات اضافة الى السلوكات والمهارات التي تساعد المستخدم على التفاعل الإيجابي مع المجتمع الرقمي واستخدام الإنترنت بشكل أمن وفعال يضمن مراعاة احقوق الآخرين وفهم الحقوق والمسؤليات الواجبة على الأفراد اثناء استخدتم الانترنت.
أمثلة على المواطنة الرقمية
- الاستخدام الآمن للبريد الألكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي
- الالتزام بالمعايير والقوانين الخاصة المواقع الالكترونية
- عدم نشر معاومات خاطئة أو مضللة عبلر الانترنت
- الحفاظ على خصوصية الآخرين والاحترام المتبادل عند التواصل واستخدام شبكة الانترنت
- نشر المحتوى الهادف والمفيد للمجتمع
- ممارسة السلوك الإيجابي والذي يعزز استخدام مسؤول للتكنولوجيا بشكل آمن أثناء العمل على الانترنت.
أمّا، المواطن الرقمي ( Digital Citizen ) فهوَ الشخصُ الذي يستخدمُ شبكةَ الإنترنتْ بانتظامٍ وفعاليةٍ،ويشاركُ في المجتمعاتِ عبرَ الإنترنتْ تمامًا كما يشاركُ الأشخاصَ في مجتمعاتِ الحياةِ الواقعيةِ.
أي انك مجرد دخولك على شبكة الانترنت وتفاعلك من خلال شبكة الانترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، قراءة مقال، إرسال بريد الكتروني، اجراء مكالمة فيديو، التعلم عن بعد، وغيرها من الأمور جعلت منا مواطنين رقميين.
إالا ان هذا المواطن الرقمي كما المواطن العادي، ممكن ان يكون صالحا وممكن أن يكون شخصا غير صالح. فما هي الخصائص التي تجعل مني مواطنا رقميا صالحا ؟؟
صفاتُ المواطنِ الرَّقْميِّ الصالحِ
يتبع القوانين والأنظمة
وهذا يعني الالتزام بالقوانين المتعارف عليها أثناء استخدام شبكة الانترنت والتي تتضمن :
مراعاة حقوق النشر والملكية الفردية
الاستخدام الآمن والفعال للانترنت
اتباع القواعد والتعليمات للمواقع
يحترم نفسه والآخرين
وهذا يتطلب مني معاملة الناس بالطريقة التي أرغب أن يعاملوني فيها من خلال:
احترام خصوصية الآخرين
عدم نشر المعلومات الخاطئة والمضللة.
التحقق من أي معلومة قبل نشرها.
مراقبة البصمة الرقمية
كما ان لنا بصمة تميزنا في حياتنا، نتركها على الأشياء حين لمسها، كذلك لا بد من الانتباه للأثر الذي نتركه خلال العمل على الانترنت،فهناك سجل يمثل كل ما تقوم بكتابته او نشره . لذا على المواطن الرقمي الانتباه والتفكير جيدا قبل نشر أي معلومة عبر الانترنت ولا أريد أن يعرفها الجميع.
المحافظة على التوازن الصحي
يجب الانتباه عند التعامل مع شبكة الانترنت من الوقوع في مصيدة الإدامان الرقمي، لذا يتوجب علي خلق توازن ما بين شخصية المواطن العادي وممارسة الحياة اليومية والعيش مع الأفراد، وحياة المواطن الرقمي والعيش من خلال شبكة الانترنت.
حماية الخصوصية
يتوجب على كل مواطن رقمي حماية معلوماته الشخصية وعدم نشرهذه المعلومات على الإنترنت لان كل ما ينشر يمكن ان يراه الآخرون ومشاركته مع الغير مما يترتب عليه بعض المخاطر. وكمواطن رقمي يجب اتباع كافة الطرق للوقاية من المخاطر الامنية مثل الاختراقات والفيروسات.
المشاركة الإيجابية في المجتمع الرقمي
المواطن الرقمي الصالح يجب ان يكون له أثر ومساهمة فعالة في تعزيز السلوكيات الرقمية الإيجابية ومكافحة السلوكيات السلبية مثل نشر الشائعات الإلكترونية والتنمر الإلكتروني.
والأن بعد أن تعرفنا على مفهوم الموطنة الرقمية والمواطن الرقمي، تُرى أين تكمن أهمية المواطنة الرقمية؟
كما سبق وتحدثنا،نتيجة التطور الكبير والسريع في عالم التكنولوجيا، ودخول الانترنت في معظم البيوت، ظهرمصطلح المواطنة الرقمية الذي تحدثنا عنه سابقا، وتعلمنا أنه أنه من خلاله يمكن للمجتمع أن يحقق تقدما وطنيا من خلال مشاركة المواطن الرقمي الصالح بشكل فعال وأيجابي. وفيما يلي بعض النقاط التي تلخص
أهمية المواطنة الرقمية:
حمايةُ المعلوماتِ الشخصيةِ:
أي ان الفرد يجب عليه أن يكون لديه العلم والدراية الكافية بكيفية حماية معلوماته الشخصية وتجنب انتهاك الخصوصية أثناء العمل على الانترنت ويجب أن يكون لديه المقدرة على حماية نفسه من عمليات الاحتيال الالكتروني وغيرها من المخاطر
التعاملُ معَ المحتوى الرَّقْميِّ بشكلٍ مسؤولٍ:
أن المواطنة الرقمية تعمل على تعليم المواطن الرقمي آلية التعامل مع المحتوى الرقمي بشكل صحيح بحيث يعمل على التحقق من صحة المعلومات التي يقرأها قبل إعادة نشرها ومشاركتها وهذا من دوره ان يقلل من نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة.
تعزيزُ التواصلِ الآمنِ والاحترامِ المتبادَلِ:
من خلال الموطنة الرقمية يتعلم الأفراد أهمية احترام الاخرين أثناء العمل على الأنترنت وكيفية فرض احترام الذات، مما يجعل بيئة العمل على الانترنت بيئة رقمية إيجابية خالية من السلوكيات الخاطئة والسلبية.
التعرّفُ إلى الحقوقِ والمسؤولياتِ:
إن التعرف على المواطنة الرقمية يمكنك من التعرف على الحقوق التي لك والحقوق التي عليك في العالم الرقمي، مثل مفهوم حرية التعبير وعدم انتهاك حقوق الملكية الفكرية للآخرين.
بناءُ مهاراتِ التفكيرِ الناقدِ:
تساهم المواطنة الرقمية في تطوير قدرات الأفراد من خلال مساعدتهم على تحليل المعلومات والمواقف المتواجدة في العالم الرقمي، وهذا ينمي لدى الأفراد مهارات التفكير الناقد ويساعد الأفراد على اتخاذ القرارات.
التفاعلُ معَ التكنولوجيا بشكلٍ إيجابيٍّ:
ان مفهوم المواطنة الرقمية ظهر نتيجة التعامل الواسع على شبكات الانترنت، لذا فإن المواطنة الرقمية تعلم الأفراد كيفية استخدام التكنولوجيا بشكل إيجابي وفعال مهما اختلفت بيئة العمل الرقمية(التواصل الاجتماعي،التعلم عن بعد،العمل عن بعد،...)
الاستعدادُ للمستقبلِ الرَّقْميِّ:
تتسارع وتيرة التقدم في العالم، ويتزايد عتماد العالم على التكنولوجيا في جميع نواحي الحياة،لذا تلعب المواطنة الرقمية دورا هاما في إعداد الأفراد وتجهيزهم للتعامل مع الفرص المتاحة ومواجهة التحديات المستقبلية.
وكما تعلمنا أهمية المواطنة الرقمية وصفات المواطن الرقمي الصالح، دعنا الآن نتعرف الى مجموعة من المباديء الأساسية التي يجب أن يتحلى بها المواطن الرقمي والتي تمثل :
مباديء المواطنة الرقمية
الاستخدام الصحي والمتوازن والذي يعني عدم الافراط في استخدام التكنولوجيا والموازنة بين الحياة العادية التي اعيش والحياة الرقمية.
الامان والخصوصية : أي أن احرص على المحافظة على معلوماتي الشخصية وعدم نشرها أو مشاركتها مع الآخرين والعمل على حماية بياناتي ومعلوماتي من السرقة من خلال استخدام كلمات مرور قوية لا يسهل توقعها.بالاضافة الى استخدام برامج الحماية من الفيروسات وتحديثها بشكل مستمر وتجنب الدخول الى المواقع غير الآمنة او تلك التي لا تتناسب مع عمري.
آداب التعامل عبر الانترنت: والتي تتمثل باحترام خصوصية الآخرين واتباع التعليمات والقوانين الخاصة بالمواقع والتطبيقات.
الوعي المعلوماتي : ويقصد به استخدام التكنولوجيا والانترنت بشكل واعي وفعال للحصول على المعلومات أثناء البحث عبر شبكة الانترنت بحيث أستخدم الكلمات الأساسية للبحث. وممن يندرج تحت الوعي المعلوماتي أن أقوم بنسب الصور او النصوص الى أصحابها حتى لا أتهم بخرق قانون حماية الملكية الفكرية.
التفكير الناقد: كما سبق وتكلمنا بأن المواطنة الرقمية تساهم في بناء التفكير الناقد،أي ان على المواطن الرقمي الا يتقبل أي معلومة دون ان يتحقق من صحتها من خلال أن يطرح على نفسه هذه الأسئلة:
من أنشأ هذه المعلومة؟
من يستفيد من نشر هذه المعلومة؟
هل هناك دليل على صحتها من خلال توثيق أو مراجع؟
متى تم العمل على تحديث هذه المعلومة أخر مرة؟
كيف يمكن أن أتأكد من صحة المعلومة ؟
إن جميع الأسئلة التي تم طرحها هي أساس عملية التفكير الناقد.
مما سبق يمكننا أن نستخلص سويا أهم عناصر أساسية للمواطنة الرقمية نتضمنها في الشكل التالي:
وفيما يلي شرح مختصر عن كل عنصر:
الوصول الرقمي: ويقصد به أن كل شخص لديه القدرة على التعامل مع التكنولوجيا والدخول الى شبكة الانترنت من خلال التعليم والتدريب لغايات القضاء على الفروقات الرقمية بين المستخدمين.
التجارة الرقمية:توضيح آلية التعامل مع عمليات البيع والشراء (التجارة الإلكترونية ) من خلال الانترنت بشكل آمن يضمن حقوق المستهلك وأصحاب الأعمال.
التواصل الرقمي: ضمان عملية التواصل عبر الإنترنت بشكل مسؤول ،آمن ، فعال ويضمن احترام الآخرين واحترام البيئة الرقمية.
الثقافة الرقمية: التعامل مع المعلومات الرقمية بشكل فعال مع القدرة على تمييز المحتوى الالكتروني الموجود هل هو حقيقي يمكن الوثوق به أم مزيف يقصد به التضليل.
آداب التعامل الرقمي: تبادل الاحترام أثناء العمل عبر الانترنت من خلال الالتزام بالقواعد والمعايير التي تضمن السلوك المناسب والتي تحاكي سلوك الفرد في الحياة الواقعية.
القانون الرقمي: معرفة وتطبيق القوانين والقواعد التي تحكم استخدام التكنولوجيا وذلك لتجنب السلوكيات الخاطئة وغير القانونية أثناء العمل عبر الإنترنت.
الحقوق والمسؤوليات الرقمية:فهم ومعرفة ما لك من حقوق وما عليك من مسؤوليات أثناء العمل عبر الانترنت وذلك لضمان حماية نفسك والآخرين من عمليات الاذى الالكتروني.
الصحة والرفاهية الرقمية: ضمان عدم دخول الفرد في حالة إدمان على إستخدام الإنترنت بشكل مفرط لضمان تجنب الأضرار المحتملة والحفاظ على التوازن الصحي.
الأمان الرقمي: توفير الحماية لمعلومات المستخدمين الشخصية من السرقة او الاحتيال بالاضافة الى حماية الأجهزة نفسها من البرمجيات الخبيثة والهجمات الإلكترونية.