النفايات الإلكترونية
(Electronic Waste)
تعريف النفايات الالكترونية E- Waste Definition تُعرَف النفايات الإلكترونية باسم المُخلَّفات
الإلكترونية أو النفايات الرقمية؛ وهي أجهزة إلكترونية قديمة أوشك عمرها الافتراضي على
الانتهاء، واستُبدِل بها أجهزة أُخرى جديدة أو حديثة.
ومن الأمثلة عليها: الحواسيب، والهواتف المحمولة، وأجهزة التلفاز، والأجهزة الإلكترونية المنزلية.
تحتوي النفايات الإلكترونية على مواد خطرة وسامَّة مثل: الزئبق، والرصاص يُمكِنها أنْ تُلوِّث
البيئة، وتضرَّ بالصحة العامة إذا لم يحسن التخلُّص منها بصورة آمنة. وهي تُعَدُّ مصدرًا رئيسًا ومَعينًا
لا ينضب للنفايات الصُّلْبة العالمية، التي تتراكم بكمِّيات ضخمة سنويًّا، ولا يعاد تدوير معظمها بطرائق صحيحة؛ ما يُلحِق ضررًا كبيرًا بالبيئة.
تشير كثير من الدراسات المُتخصِّصة إلى أنَّ النفايات الإلكترونية هي أسرع نموًّا بين النفايات
الصُّلْبة على مستوى العالَم؛ إذ تزداد بمُعدَّل يفوق نموَّ السُّكّان بنحو ثلاثة أضعاف. وبحسب
بيانات مُنظَّمة الصحة العالمية، فقد شهد عام 2019 م تدوير أقل من ربع النفايات الإلكترونية
على المستوى الرسمي في مختلف دول العالَم، علمًا بأنَّ هذه النفايات تحوي موارد قيِّمة يُمكِن
استعادتها والاستفادة منها إذا أُعيد تدويرها بصورة صحيحة؛ ما يجعلها مصدرًا مُهِمًّا للدخل. غير
أنَّ البلدان ذات الدخل المُنخفِض أو الدخل المُتوسِّط لا تُلقي بالًًا إلى هذا الجانب، وتعاني نقصًا
في القوانين وضعفًا في التدريب وخللًًا في البِنية التحتية؛ ما يُعرِّض سُكّانها لمخاطر جَمَّة.
ثمَّ جاء تقرير الأُمم المتحدة الرابع عن النفايات الإلكترونية GEM مُبيِّنًا أنَّ توليد النفايات الإلكترونية وتكدُّسها ينمو بسرعة تفوق خمسة أضعاف مُعدَّل إعادة التدوير المُوثَّقة، أنظر الشكل ( 1-1 ) ففي عام 2022 م، أنتج العالَم قرابة 62 مليون طن من النفايات الإلكترونية، بزيادة نسبتها 82 على عام 2010 م. ومن المُتوقَّع أنْ يصل الرقم إلى نحو 82 مليون طن بحلول عام 2030 م.
أمّا ما جُمِع وأُعيد تدويره من هذه النفايات فكان أقل من الربع، بما نسبته 22.3 % من المجموع
الكلي للنفايات الإلكترونية؛ ما تسبَّب في هدر كثير من الموارد الطبيعية التي بلغت قيمتها 62
مليار دولار، وزاد من مخاطر التلوُّث بصورة كبيرة. ولا شكَّ في أنَّ التحدِّيات التي تُواجِهها كثير من دول العالَم )مثل: التقدُّم التكنولوجي، وزيادة الاستهلاك، ودورة الحياة القصيرة للمُنتَجات قد أسهمت في زيادة الفجوة واتِّساع الهُوَّة بين توليد النفايات والجهود المبذولة لإعادة تدويرها.
إدارة النفايات الإلكترونية E-waste Management
تهدف إدارة النفايات الإلكترونية إلى استعادة النفايات الإلكترونية، ومعالجتها، وإعادة تدويرها، أو تجديدها؛ للاستفادة منها، واستخدامها في مختلف مناحي الحياة مَرَّة أُخرى. غير أنَّ عملية إعادة التدوير الإلكتروني تُواجِه تحدِّيًا كبيرًا؛ نظرًا إلى طبيعة هذه الأجهزة؛ فهي مُعقَّدة، ومصنوعة من
الزجاج والمعدن والبلاستيك بنِسَب مُتفاوِتة.
تشمل عملية إدارة النفايات الإلكترونية المراحل الآتية:
- جمع النفايات؛ إذ يتمُّ تجميع النفايات الإلكترونية من مصادر مختلفة.
- تفكيك النفايات؛ إذ يتمُّ فصل مكونات النفايات الإلكترونية بعضها عن بعض؛ لتحديد ما يُمكِن أنْ يعاد استخدامه.
- تنظيف البيانات؛ أيِ التأكُّد أنَّ البيانات لم تَعُدْ صالحة للاستخدام.
- إعادة التدوير؛ أيْ فصل الأجزاء والمواد لاستخدامها في مُنتَجات جديدة.
- التجديد؛ أيْ إعادة استخدام الأجزاء القيِّمة لإطالة أَمَدِ عمر المعدّات الأُخرى.
تمرُّ عملية معالجة النفايات الإلكترونية بالمراحل الآتية:
- التفكيك؛ أيْ إزالة المُكوِّنات المُهِمَّة من النفايات الإلكترونية لتجنُّب التلوُّث بالمواد السّامَّة خلال العمليات اللاحقة.
- المعالجة الميكانيكية، وهي تشمل عملية السحق وعملية الفرز للنفايات الإلكترونية؛ ما يُسهِّل استخراج المواد القابلة لإعادة التدوير، وفصل المواد الخطرة.
- التكرير؛ إذ يساعد التكرير على استعادة المواد الخام من دون إلحاق ضرر كبير بالبيئة. وفي هذه المرحلة، يتمَّ تنقية الكسور أو تعديلها؛ استعدادًا للبيع بوصفها مواد خام ثانوية، أو للتخلُّص منها بصورة آمنة.
يُذكَر أنَّ عملية التفكيك تُفْضي إلى إزالة المُكوِّنات الأساسية، في حين تؤدّي المعالجة الميكانيكية
إلى فصل المواد القابلة لإعادة التدوير، ومعالجة المواد الخطرة، وتصفية الانبعاثات الغازية،
ومعالجة المُخلَّفات؛ ما يَحُدُّ من تأثيرها الضارِّ بالبيئة.
الحل :
الفرق بين مصطلحات إعادة التدوير و إعادة التصنيع و التقليلهذه مصطلحات تتعلق بالاستدامة و لها أهميتها الكبيرة في الحفاظ على البيئة.إعادة الاستخدام (Reuse): تشير إعادة الاستخدام إلى استخدام منتج أو مادة مرة أخرى للقيام بنفس الوظيفة أو وظيفة مختلفة، دون الحاجة إلى تعديلها بشكل كبير. أمثلة على إعادة الاستخدام:
إعادة التدوير (Recycle): تعني إعادة التدوير تحويل المواد القديمة إلى مواد جديدة قابلة للاستخدام. يتضمن ذلك جمع المواد القابلة للتدوير، ومعالجتها وتحويلها إلى منتجات جديدة. أمثلة على إعادة التدوير:
إعادة التصنيع (Upcycling): تعتبر إعادة التصنيع عملية تحويل منتجات أو مواد قديمة إلى منتجات جديدة ذات قيمة أعلى. يتم ذلك من خلال إعادة تصميم المنتجات أو استخدامها بطريقة مبتكرة لإنشاء شيء جديد وفريد. أمثلة على إعادة التصنيع:
التقليل (Reduction): يشير مصطلح التقليل إلى تقليل كمية النفايات التي ننتجها، من خلال تقليل استهلاكنا للمنتجات والمواد. يعتبر التقليل من أهم خطوات الحفاظ على البيئة، حيث يمنع توليد النفايات في المقام الأول. أمثلة على التقليل:
الخلاصة: تعتبر هذه المصطلحات مفاهيم مهمة للحفاظ على البيئة. من خلال تبني هذه الممارسات، يمكننا تقليل كمية النفايات التي ننتجها، والحفاظ على الموارد الطبيعية، وبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة. |
استراتيجيات إدارة النفايات الإلكترونية
تُعَدُّ إدارة النفايات الإلكترونية عملية مُهِمَّة لضمان تطبيق مبادئ الحوسبة الخضراء، والحدِّ من
التأثير البيئي الضارِّ للأجهزة الإلكترونية المُهمَلة
تشمل استراتيجيات إدارة النفايات الإلكترونية ما يأتي:
1 . التقليل، وإعادة الاستخدام، وإعادة التدوير: يُقصَد بذلك تحفيز الأشخاص على تقليل استهلاكهم للأجهزة الإلكترونية، وإعادة استخدام الأجهزة قَدْر الإمكان، وتعزيز عملية إعادة التدوير المسؤولة للأجهزة التالفة أو المُستهلَكة.
2 . مسؤولية المُنتَج طويلة المدى: يشمل ذلك التزام الشركات المُصنِّعة للأجهزة الإلكترونية
بتطبيق البرامج التي تُحمِّلها مسؤولية دورة الحياة لمُنتَجاتها، بما في ذلك التخلُّص الآمن منها
بعد انتهاء عمرها الافتراضي.
3. التشريعات والتنظيمات: يجب سَنُّ القوانين التي تدعم إدارة النفايات الإلكترونية، بما في
ذلك ضوابط التخلُّص الآمن من النفايات الإلكترونية، وأهداف إعادة التدوير.
4 . التوعية العامة والتعليم: يتمثَّل ذلك في تثقيف أفراد المجتمع، وتوعيتهم بأهمية إدارة النفايات
الإلكترونية على نحوٍ مسؤول، وتعريفهم بمزايا إعادة التدوير.
5 . البِنية التحتية اللازمة لجمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها: يكون ذلك بإنشاء نقاط تجميع مُعتمَدة للنفايات الإلكترونية.
6 . أمان البيانات: يُقصَد بذلك مسح جميع البيانات الشخصية والبيانات المُهِمَّة قبل إعادة تدوير
الأجهزة الإلكترونية.
7 . التجديد والتبرُّعات: يُقصَد بذلك تجديد الأجهزة الإلكترونية، ثمَّ التبرُّع بها للمدارس، أو للمُنظَّمات غير الربحية، أو لفئات المجتمع المحرومة.
8 . التصميم البيئي: يُقصَد بذلك تبنّي ممارسات التصميم البيئية التي تُسهِّل عملية إعادة التدوير.
9 . التعاون والشراكات: يجب تعزيز أواصر التعاون بين الشركات المُصنِّعة، والتُّجّار، والمُنظَّمات
ذات العلاقة، والحكومات.
10 . البحث والابتكار: يجب دعم البحوث العلمية التي تهدف إلى تطوير تقنيات إعادة التدوير.
الآثار البيئية الناجمة عن سوء إدارة النفايات الإلكترونية
إنَّ التعامل الخطأ مع المُخلَّفات الإلكترونية، وغياب شروط السلامة العامة والوقاية الضرورية أثناء
التعامل مع المواد السّامَّة في هذه المُخلَّفات؛ يُمثِّل خطرًا على الصحة، وتهديدًا للموارد الطبيعية،
وبخاصة التربة والمياه.
يُبيِّن الجدول( 2- 1) أبرز العناصر والمواد السّامَّة الموجودة في النفايات الإلكترونية بحسب ما
أوردته وزارة البيئة الأردنية.
![]() |
![]() |
الإدارة الفردية للنفايات الإلكترونية
في ما يأتي بعض النصائح التي تُسهِم في تخلُّصي من النفايات الإلكترونية بطرائق صحيحة وآمنة:
1 . الوعي بمفهوم النفايات الإلكترونية: يتعيَّن عليَّ إدراك مخاطر النفايات الإلكترونية، مُمثَّلةً في
المواد السّامَّة التي تحويها، والتي قد ينتهي المَطاف بمعظمها إلى مَدافن النفايات. ولهذا، فإنَّ
تعرُّفي مُكوِّنات النفايات الإلكترونية يُعَدُّ أُولى خطوات التخلُّص منها.
2 . تقليل كَمِّ النفايات الإلكترونية: يُمكِنني الحدُّ من النفايات الإلكترونية بشراء ما يَلزمني فقط،
واختيار المُنتَجات طويلة الأجل، والمُنتَجات المُوفِّرة للطاقة، وإطالة أَمَدِ عمر الأجهزة بإصلاحها بدلًًا من استبدال أجهزة جديدة بها.
3 . التعاون مع المؤسسات والوزارات، والمشاركة في المشروعات التي تُعْنى بتدوير النفايات
الإلكترونية على المستوى المحلي.
مشروعات محلية في الأردن، تُعْنى بإدارة النفايات الإلكترونيةتُعنى العديد من الجهات في الأردن بإدارة النفايات الإلكترونية، وتعمل على جمعها ومعالجتها بشكل آمن وصديق للبيئة. من أهم هذه الجهات: 1. وزارة البيئة: لها دور كبير في :
2. أمانة عمان الكبرى: لها دور كبير في :
3. شركات خاصة لإعادة التدوير:
4. منظمات غير حكومية:
5. الجامعات ومراكز البحث:
بالإضافة إلى الجهات المذكورة، يُساهم العديد من القطاعات الأخرى في إدارة النفايات الإلكترونية، مثل:
من خلال تضافر جهود هذه الجهات والقطاعات، يسعى الأردن إلى تحقيق إدارة فعّالة للنفايات الإلكترونية، والحفاظ على البيئة وصحة الإنسان |
تُعرَّف البصمة الكربونية الرقمية بأنَّها التأثير السلبي في البيئة الناجم عن استخدام التكنولوجيا
الرقمية وممارسة الأنشطة الرقمية عبر شبكة الإنترنت، مُمثَّلًًا في انبعاثات الكربون، واستهلاك
الطاقة؛ فكل عمل نقوم به في شبكة الإنترنت، أو في أجهزتنا الرقمية، ينتهي به الحال إلى التخزين،
وهو جزء من بصمتنا الكربونية الرقمية التي تُؤثِّر سلبًا في البيئة.
مثال:
إذا اعتدْتُ مشاهدة جهاز التلفاز مُدَّة ساعة واحدة أو ساعتين يوميًّا كل عام، فهذا يعني أنَّني أستخدِم
ما يكفي من الكهرباء لتشغيل ثلّّاجتي مُدَّة تصل إلى نصف عام تقريبًا. وفي عام 2020 م، بلغت
البصمة الكربونية لإحدى القنوات ما يُعادِل تشغيل مدينة تحوي ( 150000 ) منزل.
أُراعي ما يأتي بعد دراسة موضوع (النفايات الإلكترونية):
- الاستخدام المسؤول للتكنولوجيا: أحرص على شراء الأجهزة الإلكترونية الضرورية فقط، وأختار المُنتَجات التي تُوفِّر قَدْرًا كبيرًا من الطاقة، وتمتاز بعمرها الافتراضي الطويل.
- إعادة التدوير والتبرُّع: أتبرَّع بالأجهزة الإلكترونية التي لا تزال تعمل، أو أُعيد تدويرها بصورة صحيحة في مراكز إعادة التدوير المُعتمَدة.
- التوعية بالمخاطر والتثقيف: أُشارِك أفراد العائلة والأصدقاء في المعلومات المُتعلِّقة بمخاطر النفايات الإلكترونية وأهمية إعادة التدوير الآمن لها.