النقوش الصخرية:
رموز ومُخربَشات متناثرة على الصخور، كتبها أصحابها بأنفسهم، أو بإملائها على من كتبها من أصحابهم ومرافقيهم في السفر أو في الرعي، عن طريق الحفر أو النقر على الصخور؛ لرسم أشكال آدمية وحيوانية وغيرها، وكتابة الحروف، أو الجمع بين الرسم والكتابة.
أهمّية النقوش الصخرية.
- •دليل على ترحال البشر، وطرق التبادل التجاري.
-•التعرّف إلى الخطوط المستخدمة قديمًا.
-•دليل على الوجود البشري.
-•أحد مصادر التاريخ العربي القديم.
يزخر الأردنّ بالنقوش التي خلّفتها الأمم والشعوب منذ قديم الزمان، ولعل أكثرها انتشارًا هي النقوش الصفائية (الصفوية)، والنقوش الثمودية، والنقوش النبطية.
أوّلًا: النقوش الصفائية (الصفوية)
سُمّيت النقوش الصفائية هذا الاسم نسبة إلى منطقة الصفاة الواقعة إلى جنوب شرق مدينة دمشق، وسُمّيت القبائل البدوية التي كتبت بهذا الخطّ القبائل الصفائية. ترجع هذه النقوش إلى الفترة الممتدّة بين القرن الرابع قبل الميلاد والقرن الرابع الميلادي.
اشتُقّ الخطّ الصفائي من الكتابة الجنوبية الغربية لشبه الجزيرة العربية والمعروف بالخطّ المُسنَد، ويتميّز باللين وعدم الانتظام بطريقة الكتابة. وتتألّف الأبجدية الصفائية من ثمانية وعشرين حرفًا، وهي خالية من التشكيل والتشديد وحروف العلة والمقاطع، وكان يُكتب من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين أو من أعلى إلى أسفل ومن أسفل إلى أعلى.
ثانيًا: النقوش الثمودية
سُمّيت الثمودية نسبة إلى القبائل العربية الثمودية التي ذُكرت في الكتابات الآشورية، وهي مجموعة من النقوش من لهجة عربية شمالية قديمة معروفة قبل الإسلام، وتنتشر في شمال شبه الجزيرة العربية وجنوب الأردن.
يُشتَهر وادي رمّ بمجموعته الفريدة من النقوش؛ إذ يمكن العثور على نقوش ثمودية عند سفوح المنحدرات وعلى جانبي الأودية، وتتضمّن الرسومات الثمودية صورًا للإنسان وصورًا للحيوانات مثل الوعل والجمال، وصورًا لمشاهد الصيد.
ثالثاً: النقوش النبطية
كتب الأنباط بالخطّ الآرامي الذي تطوّر تدريجيًّا في ما بعد إلى الخطّ العربي، وعدد حروفه اثنان وعشرون حرفًا تُكتب من اليمين إلى اليسار. وانتشر في أنحاء المملكة النبطية وخارجها بسبب التجارة.
الوسم عند القبائل البدوية
استخدمت القبائل البدوية الوسم بوصفه علامة مميّزة على أجساد المواشي (الإبل والأغنام والماعز) التي تمتلكها، وتشمل هذه الرموز رسومًا وحروفًا وأرقامًا عربية قديمة، ويُستثنى من الوسم الخيل إكرامًا لها، وكان العرب يعرفونها بأسمائها وينسبونها لسلالاتها، ويتعهّدونها بالرعاية والاهتمام. وكان لكلّ قبيلة وسم خاص بها تختلف فيه عن القبائل الأخرى، علمَا بأنّ هذا الوسم لا يزال مستخدمًا لدى القبائل البدوية.
لم يقتصر الوسم على المواشي، بل تعدّاها إلى أشياء أخرى لها ارتباطها في المعيشة، فقد نقشوا الوسم على الصخور في حدود المنطقة التي يتنقلون فيها ويطلقون عليها اسم (الديرة)، مثلما نقشوا وسومهم على الآبار، وشواهد قبور موتاهم.