اللغة العربية فصل أول

العاشر

icon

أتعرّفُ الشّاعرَ

أبو الطّيب المتنبّي ( 303 هــ - 354 هـــ )  ( 915 م - 965 م ) .

هو أحمد بن الحسين الجعفي الكنديّ .

شاعر عباسيّ وُلِد في كِندة إحدى مناطق الكوفة بالعراق .

يُعدّ من أعظم شعراء العرب وأكثرهم تمكُّنًا من اللّغة العربيّة ، بقواعدها ومفرداتها وأصول البلاغة فيها .

له مكانة لم تُتحْ لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام .

اشتُهر بحدّة ذكائه ، وظهرت موهبته الشعريّة مبكِّرًا .

عاش أفضل أيّام حياته وأكثرها عطاءً في بلاط سيف الدولة الحمدانيّ في حلب ؛ فكان من مُقرّبيه ، وكان بينهما مودّة واحترام ، وحدثت بينه وبين سيف الدّولة فجوة وسّعها كارهوه وحُسّاده ، وكانوا كُثُرًا في بلاط سيف الدّولة .

=============================================================================== 

                                                          أَتَعَرَّفُ جَوَّ النَّصِّ 

      نظم المتنبّي هذه القصيدة حين بلغه أنّ قومًا نعوه في مجلس الأمير سيف الدولة بحلب وهو بمصر ؛ فاختلقوا الأوهام بأنّ المتنبّي قد مات ، وأنّ سيف الدولة قد فرح بخبر موته .

      وقد كان أن أفسد الوُشاة والحسّاد علاقة المتنبّي بسيف الدولة ، فجفاه الأمير وصدّ عنه ؛ أيقن المتنبّي عندئذ أنّ المقام في بلاط سيف الدولة أصبح مستحيلًا محفوفًا بالمخاطر ؛ فاضطُرّ إلى مغادرة حلب ، ولم يقف منه موقف السّاخط المعادي ، وإنّما كرِه الجوَّ الذي ملأه حُسّاده ومنافسوه من حاشية الأمير.

     ارتحل المتنبّي إلى مصر ، حيث رحّب به ملك مصر كافور الإخشيديّ ، وأقام عنده نحو أربع سنين ، وكان يسعى إلى أنْ يُلبّي كافور رغبته في أن يكون واليًا على إحدى المناطق ، لكنّه لم ينلْ ما أراد .