التربية الإسلامية فصل ثاني

السادس

icon

الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ

  • الْكَعْبَةُ الْمُشَرَّفَةُ هِيَ قِبْلَةُ الْمُسْلِمينَ في صَلاتِهِمْ.
  •  وَقَدْ بَناهَا سَيِّدُنا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام وَابْنُهُ سَيِّدُنا إِسْمَاعيلُ عليه السلام بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ تَعالى.

 

أَسْتَنيرُ

بَيْنَما كانَ لَيْثٌ وَأُخْتُهُ يُتابِعانِ بَرْنَامَجًا عَنْ شَعائِرِ الْحَجِّ، إِذْ سَأَلَتْ سَلْمَى وَالِدَتَها: ما هذا البِناءُ الَّذي يَطوفُ حَوْلَهُ النّاسُ يا أُمّي؟

الأُمُّ: إِنَّها الْكَعْبَةُ الْمُشَرَّفَةُ، وَهِيَ أَوَّلُ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لِعِبادَةِ اللَّهِ تَعالى، فَقَدْ سَأَلَ أَبو ذَرٍّ الْغَفارِيُّ رضي الله عنه سَيِّدَنا رَسولَ اللهِ ﷺ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قالَ: "الْمَسْجِدُ الحَرامُ". قالَ: ثُمَّ أَيُّ؟ قالَ ﷺ: "ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصى". قَالَ: كَمْ كانَ بَيْنَهُما؟ قَالَ ﷺ: "أَرْبَعُونَ" [رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ].

لَيْثٌ: وَلِماذا يَطوفونَ حَوْلَها هكَذا؟

الأُمُّ: إِنَّهُ مَوْسِمُ الْحَجِّ يَا بُنَيَّ، وَهذا الطَّوافُ عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِ الْحَجِّ.

سَلْمى: وَأَيْنَ تَقَعُ الْكَعْبَةُ يَا أُمّي؟

 الْأُمُّ: تَقَعُ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ، وَهِيَ أَرْضُ اللَّهِ الْمُبارَكَةُ، فَفيها الْبَيْتُ الْحَرامُ وَقِبْلَةُ الْمُسْلِمِينَ.

لَيْثٌ: الْبَيْتُ الْحَرامُ؟! مَا هُوَ الْبَيْتُ الْحَرامُ يَا أُمّي؟

 الْأُمُّ: الْبَيْتُ الْحَرامُ هُوَ اسْمٌ آخَرُ لِلْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ، قَالَ تَعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ) [المائِدَةُ: ٩٧].

 

أَتَعَلَّمُ

  • الطَّوافُ بِالْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ عَمَلٌ مِنْ أَعْمَالِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ.
  •  وَعَدَدُ أَشْواطِهِ سَبْعَةُ أَشْواطٍ بِعَكْسِ اتِّجَاهِ عَقَارِبِ السّاعَةِ.

 

لَيْثٌ: مَنْ بَنى الْكَعْبَةَ يَا أُمّي ؟

الْأُمُّ: بَناها سَيِّدُنا إِبْراهيمُ عليه السلام بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ تَعالى، وَسَاعَدَهُ عَلى بِنائِها ابْنُهُ سَيِّدُنا إِسْماعيلُ عليه السلام.

سَلْمى: حَدِّثينا أَكْثَرَ يا أُمّي عَنْ قِصَّةِ سَيِّدِنا إِبْرَاهيمَ عليه السلام حينَ بَنى الْكَعْبَةَ.

الْأُمُّ: كانَ سَيِّدُنا إِبْرَاهِيمُ عليه السلام يَسْكُنُ مَعَ زَوْجَتِهِ السَّيِّدَةِ هاجَرَ رضي الله عنها وَابْنِهِما سَيِّدِنا إِسْماعِيلَ عليه السلام في فِلَسْطينَ، فَأَمَرَهُ اللَّهُ تَعالى أَنْ يَنْتَقِلَ بِهِما إلى وادي مَكَّةَ ويَتْرُكَهُمَا هُناكَ، وَكَانَتْ مَكَّةُ الْمُكَرَّمَةُ في ذلِكَ الْوَقْتِ بِلادًا خالِيَةً مِنَ الْمَاءِ وَالزَّرْعِ وَالنّاسِ، وَمَعَ ذلِكَ لَمْ يَتَرَدَّدْ سَيِّدُنا إِبْراهِيمُ عليه السلام في تَنْفِيذِ أَمْرِ اللَّهِ تَعالى.

سَلْمى: وَهَلْ قَبِلَتِ السَّيِّدَةُ هَاجَرُ رضي الله عنها بِهَذَا الْأَمْرِ؟

الْأَبُ: نَعَمْ، لَقَدْ كانَتِ السَّيِّدَةُ هَاجَرُ رضي الله عنها مُؤْمِنَةً بِاللهِ تَعالى، مُطِيعَةً لَهُ، رَاضِيَةً بِقَضائِهِ، فَكافَأَها اللهُ تَعالى بِأَنْ أَنْبَعَ ماءَ زَمْزَمَ لِتَشْرَبَ مِنْهُ هِيَ وَسَيِّدُنَا إِسْمَاعِيلُ عليه السلام، فَأَصْبَحَتِ الْأَرْضُ الَّتي لا يَنْبُتُ فيها الزَّرْعُ أَرْضًا صالِحَةً لِلْعَيْشِ وَالْحَياةِ، يَأْتيها النّاسُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ وَيُقيمونَ فيها.

لَيْثٌ: وَكَيْفَ بَنى سَيِّدُنا إِبْرَاهيمُ عليه السلام الْكَعْبَةَ الْمُشَرَّفَةَ؟

 الأُمُّ: بَعْدَ مُدَّةٍ مِنَ الزَّمَنِ، قَدِمَ سَيِّدُنا إِبْرَاهيمُ عليه السلام إِلى مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ وَقَدْ أَصْبَحَ سَيِّدُنَا إِسْماعيلُ عليه السلام شابًّا، فَأَوْحى اللَّهُ تَعالى إِلَيْهِ أَنْ يَبْنِيَ في مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ بَيْتًا يَأْتي إِلَيْهِ النّاسُ مِنْ كُلِّ مَكانٍ لِيَعْبُدوا اللَّهَ تعالى، فَبَنِى عليه السلام الْكَعْبَةَ، وَسَاعَدَهُ عَلى بِنائِها ابْنُهُ سَيِّدُنا إِسْماعيلُ عليه السلام، وَبَعْدَ أَنْ أَنْهَيا بِناءَها دَعَوا اللهَ تَعالى أَنْ يَتَقَبَّلَ مِنْهُما هذا الْعَمَلَ، قالَ تَعالى: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) [الْبَقَرَةُ: ۱۲۷) (الْقَوَاعِدَ: أَساسَ الْبِناءِ).

الْأَبُ: ثُمَّ أَمَرَ اللهُ تَعالى سَيِّدَنا إِبْرَاهِيمَ عليه السلام بِدَعْوَةِ النّاسِ إِلى حَجِّ بَيْتِ اللهِ الْحَرامِ، قالَ تَعالى: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) [الْحَجُّ : ۲۷] (أَذِّن: ادْعُ. ضَامِرٍ: إِبِلٍ. فَجٍّ: طَرِيقِ). وَمُنْذُ ذَلِكَ الْوَقْتِ بَقِيَتِ الْكَعْبَةُ الْمُشَرَّفَةُ مَقْصِدَ الْمُسْلِمِينَ لِأَداءِ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَالصَّلَاةِ، وَالدُّعَاءِ.

سَلْمى وَلَيْثٌ (مَعًا): حَقًّا إِنَّها قِصَّةٌ جَميلَةٌ، وَمَليئَةٌ بِالدُّروسِ وَالْعِبَرِ.

 

أَسْتَزيدُ

  • تَشْتَمِلُ الْكَعْبَةُ الْمُشَرَّفَةُ عَلَى مَعالِمَ عِدَّةٍ، مِنْ أَهَمِّها:
    •  مَقامُ سَيِّدِنا إِبْرَاهيمَ عليه السلام، وَهُوَ حَجَرٌ أَثَرِيٌّ مُرَبَّعُ الشَّكْلِ، كانَ سَيِّدُنا إِبْراهيمُ عليه السلام يَقِفُ عَلَيْهِ عِنْدَ رَفْعِ قَوَاعِدِ الْكَعْبَةِ.
    • وَيُسَنُّ لِمَنْ يُنْهي الطَّوافَ حَوْلَ الْكَعْبَةِ صَلَاةُ رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ هذا الْمَقامِ، قالَ تَعالى: (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى) [الْبَقَرَةُ: ١٢٥].

 

أَرْبِطُ مَعَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ

  • الْكَعْبَةُ في اللُّغَةِ: كُلُّ بَيْتٍ مُرَبَّعِ الْجَوانِبِ.
    •  وَجَمْعُهَا: كَعَباتٌ، وَكِعابٌ.
  • وَمِنْ أَسْمَاءِ الْكَعْبَةِ الْمُشَرَّفَةِ:
    •  الْبَيْتُ الْحَرامُ.
    •  وَالْبَيْتُ الْعَتيقُ.
    •  وَبَكَّةُ.
    •  وَالْحَمْساءُ.