أَتَوَقَّفُ
سورة الأعراف مكَِّية، وعدد آياتها ( 206 ) آيات.
سُمِّيت بذلك لأنَّها ذكرت حال أهل الأعراف.
الأعراف: مكان بين الجَنَّة والنار يوجد فيه أُناس تساوت حسناتهم وسيِّئاتهم، ثمَّ يكون مآلهم إلى الجَنَّة في نهاية المطاف.
أولًا: التمتُّع بما أحلَّ الله تعالى من الطيِّبات
ستر العورات واجب.
الزينة: اسم جامع لكلِّ ما يُتزَيَّن به من لباس ساتر جميل.
- تخصيص المسجد بالذِّكْر في الآية الكريمة فيه إشارة إلى مكانة بيوت الله تعالى، وتحفيز للمسلم على تعظيمها واحترامها.
ثمَّ دعت الآية الكريمة الناس إلى التمتُّع بما أنعم الله تعالى عليهم من طيِّبات الطعام والشراب بتوسُّط واعتدال من دون مجاوزة الحدِّ المعتاد. قال تعالى: ﴿كلوا واشربوا ولا تسرفوا﴾. وفي هذا دلالة على إباحة جميع المطعومات والمشروبات إلّا ما جاء الدليل على تحريمه.
وقد جاء تأكيد عدم الإسراف في قوله تعالى: ﴿إنه لا يحب المسرفين﴾؛ لبيان أنَّ الإسراف أمر لا يُحِبُّ الله تعالى فاعله، ولِما يُسبِّبه من ضرر لصاحبه. وفي هذا دعوة للمسلم أنْ يعتدل في طعامه وشرابه ولباسه.
أتوقف
تنصُّ القاعدة الفقهية على ما يأتي:
(الأصل في الأشياء الإباحة، إلّا ما حرَّمه الشرع).
يستنكر الله تعالى على مَنْ يُحرِّمون ما أحلَّ الله تعالى للناس من الطيِّبات، قال تعالى: ﴿قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾.
وفي هذا رَدٌّ على ما كان يفعله المشركون من تحريم ما أحلَّ الله تعالى لهم من لباس وطعام من عند أنفسهم بغير دليل.
تفضَّل الله تعالى على الناس جميعًا بأنْ جعل لهم الرزق والطيِّبات في الدنيا، وأباح لهم كافَّةً التمتُّع بها. أمّا في الآخرة فإنَّ ذلك كله خاصٌّ بالمؤمنين المُلتزِمين بأمر الله سبحانه، ولا يُشارِكهم فيه أحد غيرهم. قال تعالى: ﴿قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة﴾.
اختُتمِت الآية الكريمة بقوله تعالى:﴿كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون﴾، في إشارة إلى أنَّ الله تعالى هو الذي يُبيِّن هذه الأحكام، ويُفصِّلها لكلِّ مَنْ يريد معرفتها والالتزام بها.
ثانيًا: اجتناب المحرمات
حقَّ التحريم والتحليل هو لله تعالى وحده، قال تعالى: ﴿قل إنما حرّم ربي﴾.
وفيما يأتي بعض ما حرَّمه الله تعالى على عباده:
أ . الفواحش.
ب. الإثم.
ج. البغي.
د . الشِّركُ بالله تعالى.
هـ. الكذب على الله سبحانه.
ثالثًا: الآجال بيد الله تعالى
أشارت الآية الكريمة (٣٤) أنَّ للأُمم آجالًا مُدَّدةً مثلما أنَّ للأفراد آجالًا مُحدَّدةً.
(الأجل) لفظ يُطلَق على الوقت المُحدَّد الذي تنتهي به مُدَّة الإمهال التي جعلها الله تعالى للأفراد والأُمم في الدنيا.
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
بعض ما يحتجُّ به الكافرون من مُبَرِّرات لفعل الذنوب والكبائر، مثل:
أ . تقليد آبائهم وأجدادهم الذين سلكوا هذا الطريق على غير بصيرة أو تعقُّل.
ب. الادِّعاء أنَّ الله تعالى هو الذي أمرهم بفعلها.
أربط باللغة
الاستفهام الموجود في قوله تعالى: ﴿قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق﴾ هو استفهام إنكاري، يُقصَد به الإنكار على هؤلاء الذين يُحَرِّمون على أهوائهم بغير دليل من الله تعالى.
القيم المستفادة
1. أَحْرِصُ على التمتُّع بما أنعم الله عليَّ باعتدال من دون إسراف.