الآيات الكريمة:
قال الله تعالى: (مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُومًا مَّدْحُورًا(18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا(19) كُلاًّ نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا(20) انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُتَفْضِيلاً(21) لاَّ تَجْعَل مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً(22)).
معاني المفردات والتَّراكيب:
- الْعَاجِلَةَ : ما يتعجُّله الإنسان من نعيم في الحياة الدُّنيا.
- مَّدْحُورًا: مطرودا من رحمة الله تعالى.
- مَحْظُورًا: ممنوعاً.
تفسير الآيات الكريمة (الأفكار الرئيسية في الدّرس):
- بيّنت الآيات الكريمة الأساس الّذي يحدّد سعي الإنسان في حياته الدّنيا؛ وذلك بدعوته إلى: الموازنة بين الدّنيا والآخرة؛ بأن يعمل في الدّنيا ذاكراً للآخرة، وأن يعمل للآخرة دون إهمال للدّنيا.
- حدّدت الآيات الكريمة نوعين من النّاس في سعيهم في الحياة الدّنيا.
أنواع الناس في سعيهم في الحياة الدّنيا:
النّوع الأوّل: من يسعون للدّنيا دون النّظر إلى الآخرة
- التّعريف بهم: هم من جعلوا الدّنيا أكبر همّهم، حتى لو حصلوا على متاعها بمعصية الله تعالى، أو تضييع أوامره، متناسين الأجر والثَّواب الذي أعدّه الله تعالى للمطيعين والمحسنين.
- جزاؤهم في الدنيا والآخرة:
أ.يعجِّل الله تعالى لهم، ويعطيهم ما كتب لهم من الأرزاق والمنافع والمكاسب في الدّنيا، يقول تعالى: (عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ).
ب.جزاؤهم يوم القيامة دخول نار جهنّم مهانين بعيدين عن رحمة الله، بسبب عدم إيمانهم أو إخلاصهم النية في العمل لله تعالى، يقول تعالى: (مَذْمُومًا مَدْحُورًا ).
النّوع الثّاني: من يسعون للآخرة دون ترك للدنيا
- التّعريف بهم: هم من يجعلون الآخرة أكبر همّهم، فإيمانهم بالله تعالى وإخلاص نيّتهم، وإيمانهم بالآخرة والجزاء العادل فيها، كل ذلك يدفعهم للعمل وإتقانه، وهم لا يريدون جزاء ولا شكورًا من أحد، ولا يريدون بعمله رياء أو شهرة، وإنّما يسعون لرضا الله تعالى والفوز بالجنّة، مع أخذ نصيبهم من الدّنيا.
- جزاؤهم في الدّنيا والآخرة: يقبل الله تعالى أعمالهم، ويبارك لهم في الدّنيا والآخرة، يقول تعالى: (فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا).
المعاني الرئيسة التي بيّنتها الآيات الكريمة:
1. بيّنت الآيات الكريمة تفاوت النّاس في الدّنيا والآخرة.
- في الدّنيا: فضّل الله تعالى بعض النّاس على بعض، فمنهم الغني والفقير، والصحيح والسقيم، المنجب والعقيم، لحكمة عظيمة أرادها الله تعالى.
- في الآخرة: تكون درجات المؤمنين أعظم وأكبر، وتتفاوت درجاتهم حسب إخلاصهم وتقواهم، قال تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ).
2. خُتمت الآيات الكريمة بالنّهي والتَّحذير من الشرك بالله تعالى، وإلا كان الإنسان في الدنيا والآخرة، يقول تعالى: (مَذْمُومًا مَدْحُورًا)، فعمله مذموم، وهو مخذول لا يجد من ينصره من جزاء أعماله السيئة.
القيم المستفادة من الدّرس:
1.أخلص في عملي طلبا لمرضاة الله تعالى.
2.أرضى بما قسم الله تعالى لي.
3.أستثمر وقتي وأنظمه بما يرضي الله تعالى.