التربية الإسلامية فصل ثاني

السادس

icon

الفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ

  • تَناوَلَتِ الْآياتُ الْكَرِيمَةُ دَعْوَةَ سَيِّدِنا نوحٍ عليه السلام قَوْمَهُ.
  •  وَاسْتِخْدامَهُ عِدَّةَ أَساليبَ لإِقْناعِهِمْ بِتَوْحيدِ اللهِ تَعالى وَتَرْكِ عِبادَةِ الْأَصْنامِ.
  •  وَصَبْرَهُ عَلَيْهِمْ مَعَ أَنَّهُمْ عانَدوهُ وَلَمْ يُؤْمِنوا بِدَعْوَتِهِ.

 

إِضاءَةٌ

أَساليبُ الدَّعْوَةِ: هِيَ الطُّرُقُ الَّتِي اتَّبَعَها الرُّسُلُ عليهم السلام وَأَتْبَاعُهُمْ مِنَ الدُّعَاةِ؛ لِتَعْرِيفِ النَّاسِ بِاللَّهِ تَعالى وَكَيْفِيَّةِ عِبادَتِهِ. 

 

أَلْفِظُ جَيِّدًا:

(دُعَائِي)، (وَاسْتَغْشَوْا)، (يُرْسِلِ السَّمَاءَ)، (وَيُمْدِدْكُمْ).

 

أَفَهَمُ وَأَحْفَظُ

بسم الله الرحمن الرحيم

(قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)).

 

الْمُفْرَداتُ وَالتَّراكيبُ

فِرَارًا: بُعْدًا.

اسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ: غَطّوا بِها وُجوهَهُمْ.

غَفَّارًا: كَثيرَ الْمَغْفِرَةِ.

مِدْرَارًا: غَزيرًا.

يُمْدِدْكُمْ: يَرْزُقْكُمْ.

جَنَّاتٍ: بَساتينَ عَظيمَةً في الدُّنْيا.

 

أَسْتَنيرُ

المَوْضوعاتُ الرَّئيسَةُ لِلْآيَاتِ الْكَريمَةِ

الْآيَاتُ الْكَريمَةُ (٥-٩) مَوْقِفُ قَوْمِ سَيِّدِنَا نُوحٍ عليه السلام مِنْ دَعْوَتِهِ

الآياتُ الْكَريمَةُ (١٠-١٢) فَضْلُ الِاسْتِغْفَارِ

 

أَوَّلًا: مَوْقِفُ قَوْمِ سَيِّدِنا نُوحٍ عليه السلام مِنْ دَعْوَتِهِ

  • تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ أَنَّ سَيِّدَنا نوحًا عليه السلام دَعَا قَوْمَهُ إِلى عِبادَةِ اللَّهِ تَعالى مُدَّةً طَويلَةً، فَلَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ.
  •  فَشَكا أَمْرَهُ إِلى اللهِ تَعالى مُبَيِّنًا أَنَّهُ اسْتَمَرَّ فِي دَعْوَتِهِمْ إِلى الْإِيمانِ سائِرَ الْأَوْقاتِ، قالَ تَعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا).
  •  إِلّا أَنَّهُمْ مَعَ ذلِكَ لَمْ يَسْتَجِيبوا لَهُ، وَكانَ مَوْقِفُهُمْ أَنَّهُمْ:

أ. ابْتَعَدوا وَأَعْرَضوا عَنْ دَعْوَتِهِ، قَالَ تَعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا).

ب. وَضَعوا أَصابِعَهُمْ في آذانِهِمْ؛ كَيْ لا يَسْمَعوا دَعْوَةَ الْحَقِّ، قالَ تَعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ).

ج. غَطَّوا وُجوهَهُمْ بِثِيابِهِمْ؛ كَيْ لَا يَرَوْهُ، مُظْهِرينَ كُرْهَهُمْ إِيّاهُ وَالدّينَ الَّذي يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ، قال تعالى: (وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ).

د. أَصَرّوا عَلى الْكُفْرِ، وَتَكَبَّرُوا عَنْ قَبولِ الْإِيمانِ، قالَ تَعالى: (وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).

  • ثُمَّ بَيَّنَ سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام أَنَّهُ اتَّبَعَ مَعَهُمْ كُلَّ الْوَسائِلِ لِدَعْوَتِهِمْ إِلى الْإِيمانِ.
    •  فَقَدْ دَعاهُمْ عَلَانِيَةً، قالَ تَعالى: (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا).
    •  وَدَعاهُمْ جَماعاتٍ وَأَفْرادًا، قالَ تَعالى: (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا).

 

ثانِيًا: فَضْلُ الِاسْتِغْفارِ

  • تُبَيِّنُ الْآياتُ الْكَريمَةُ أَنَّ سَيِّدَنا نوحًا عليه السلام دَعا قَوْمَهُ إِلى تَرْكِ عِبادَةِ الْأَصْنامِ.
    •  وَطَلَبِ الْمَغْفِرَةِ مِنَ اللهِ تَعالى؛ لِيَغْفِرَ لَهُمْ ذُنوبَهُمْ، قالَ تَعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا).
  •  ثُمَّ بَيَّنَ لَهُمْ أَنَّ الِاسْتِغْفَارَ لَهُ فَوائِدُ كَثيرَةٌ تَعودُ عَلى الْإِنْسانِ بِالْخَيْرِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا، مِنْها أَنَّ اللَّهَ تَعالى:

أ. يُنْزِلُ الْمَطَرَ الْغَزيرَ الَّذي يَرْوي الْأَرْضَ، قالَ تَعالى : (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا).

  ب. يَزيدُ الرِّزْقَ في الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ، قالَ تَعالى: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ).

  ج. يَجْعَلُ الْبَسَاتينَ وَالْأَنْهارَ لِيَتَمَتَّعوا بِخَيْراتِها الْكَثيرَةِ، قالَ تَعالى: (وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا).

  • وَهذا يَدُلُّ عَلى أَنَّ عِبادَةَ اللهِ تَعالى وَحْدَهُ، وَالْحِرْصَ عَلى الِاسْتِغْفارِ سَبَبٌ لِدَوامِ النَّعَمِ وَاسْتِمْرارِها.

 

أَسْتَزيدُ

  • بَذَلَ سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام كُلَّ جُهْدِهِ في دَعْوَةِ قَوْمِهِ إِلى عِبادَةِ اللَّهِ تَعالى وَحْدَهُ.
    •  وَاسْتَخْدَمَ في ذلِكَ أَساليبَ عَديدَةً تُراعي أَحْوالَ النّاسِ وَطَبائِعَهُمْ، فَمِنْ ذلِكَ أَنَّهُ:
  • دَعاهُمْ لَيْلًا وَنَهارًا.
    • لِأَنَّ مِنَ النّاسِ مَنْ يَكونُ وَعْيُهُ وَإِدْراكُهُ في النَّهارِ أَكْثَرَ مِنْهُ في اللَّيْلِ، بِحَسَبِ طَبِيعةِ نَشاطِهِ وَسَعْيِهِ فِي الْحَياةِ.
    •  وَمِنْهُمْ مَنْ يَكونُ أَكْثَرَ تَقَبُّلًا لِلْمَوْعِظَةِ بِاللَّيْلِ، حَيْثُ يَغْلِبُ الْهُدوءُ وَالتَّأَمُّلُ.
  • دَعَاهُمْ سِرًّا وَجَهْرًا.
    • لِأَنَّ بَعْضَ النّاسِ يَرْفُضُ قَبولَ الدَّعْوَةِ إِذا وُجِّهَ لَهُ الْكَلامُ أَمامَ الْجَميع؛ إِمّا اسْتِكْبارًا عَنْ سَماعِ الْحَقِّ، أَوْ خَوْفًا مِنْ أَهْلِهِ وَعَشيرَتِهِ.
    •  وَمِنْهُمْ مَنْ يُحِبُّ الْمُحاوَرَةَ أَمامَ الْجَمِيعِ؛ لِيُبَيِّنَ لِلْآخَرينَ شَجاعَتَهُ في إِثْباتِ الْحَقيقَةِ.

 

 

أَرْبِطُ مَعَ الْمَهاراتِ الْحَياتِيَّةِ

  • تُعَدُّ مَهاراتُ التَّواصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ واحِدَةً مِنْ أَهَمِّ الْمَهاراتِ الْحَياتِيَّةِ الَّتِي يَسْتَخْدِمُها الْإِنْسَانُ عِنْدَ تَقْديمِ الْأَفْكارِ وَالْآراءِ وَالْمَعْلوماتِ أَوْ تَلَقّيها.
    •  وَمِنْ هَذِهِ الْمَهاراتِ اللُّطْفُ.
    •  وَالِاحْتِرَامُ.
    •  وَالْوُضوحُ.
    •  وَاخْتِيارُ نَبْرَةِ الصَّوْتِ الْمُناسِبَةِ.
    •  وَالصَّبْرُ.
    •  وَالثِّقَةُ.
    •  وَالْأَمانَةُ في نَقْلِ الْمَعْلوماتِ.
    •  وَتَعَدُّدُ الْوَسائِلِ وَالطُّرُقِ.
  •  وَقَدِ اسْتَخْدَمَ سَيِّدُنا نوحٌ عليه السلام هذِهِ الْمَهاراتِ في دَعْوَتِهِ قَوْمَهُ إِلى الْإِيمانِ بِاللَّهِ تَعالى وَتَوْحيدِهِ.