اللغة العربية6 فصل أول

السادس

icon

 

الشرح:

نص استماع  ( المثلّثُ الذّهبيُّ )

 

تناثرتِ الغيومُ البيضاءُ في السّماءِ، مُشكّلةً لوحةً جميلةً نظرَ إليها نبيلٌ بفرحِ مستبشرًا، وهوَ يقولُ لأصدقائِهِ في الصّفِّ : قد مضى فصلُ الصّيفِ، وحلَّ مكانَهُ فصلُ الخريفِ، ومعنى ذلكَ شمس خجولٌ.

- قالَ أمجدُ معقّبًا: وتوقّفَتِ الرِّحلاتُ ... يا لهُ من صَيفٍ جميلٍ، هذا الّذي قضيتُهُ معَ أسرتي حينَ زُرنا عجلونَ، وعرّجنا على جرشَ!

- تدخّلَ فارس: لكن من قالَ ذلكَ؟ لماذا لا تقومُ برحلاتٍ في أثناءِ الدّوامِ المدرسيِّ وتستغلُّ يومي الجمعةِ والسّبتِ؛ لتجدّدَ النّشاطَ وتتعرّفَ مزيدًا منَ الأماكنِ الأثريّةِ في وطنِنا؟

كانَ المعلّمُ بسّامٌّ، يستمعُ لحوارِ طلّابهِ بعدَ عودتِهِم منَ العطلةِ الصّيفيةِ، فتدخّلَ قائلًا: لو خيّرتُم برحلةٍ مدرسيّةٍ، أيَّ الأماكنِ ستختارونَ؟

- قالَ نبيلٌ: مدينةَ البترا، واقترحَ أمجدُ: واديَ رمِّ، وأمّا فارسٌ، فاختارَ العقبةَ.

- قال المعلّمُ: ما رأيكم أن تُجمعَ هذهِ الأماكنُ في رحلةٍ واحدةٍ، هي رحلةُ المثّلثِ الذّهبيِّ، دعونا نستمع لكلِّ واحدٍ منكم، عمّا یعرفهُ عنِ المکان اڵذي اقترحَ زیارتَهُ، ابدایا نبیل.

- قالَ نبيلٌ: البترا المدينةُ الّتي بناها الأنباطُ، وإحدى عجائبِ الدّنيا السّبعِ، المدينةُ الورديّةُ، بصخورِها الملوّنةِ الزّاهيةِ، وما تحويه من أماكنَ أثريّةٍ مهمّةٍ، ترجعُ في تاريخِها إلى عام ٣١٢ قبلَ الميلادِ، ففيها السّيقُ: الممرُّ الطّويلُ، الّذي يقعُ بينَ جبلينٍ، وفي نهايتِهِ تقعُ الخزنةُ المنحوتةُ في الصّخرِ.

تدخّلَ المعلّمُ قائلًا: لا تنسَوا قصرَ البنتِ، والكهوفَ المنحوتةَ في الصّخرِ، وهناك مِسلاتٌ وقبورٌ عدّةٌ، وفي أعالي الجبالِ تقعُ الصّوامعُ الّتي كانَ يعتكفُ فيها النّسّاكُ للعبادةِ، وفيها الخزنةُ المصغّرةُ والبيضاءُ.

تابعَ المعلّمُ: ماذا عنكَ يا أمجدُ؟ وماذا عن وادي رمِّ؟

قالَ أمجدُ: وادي رمِّ وادي الصّخورِ والجمالِ، وادي الجبالِ والرّمالِ الذّهبيّةِ، إنّهُ أروعُ مكانٍ يمكنُ أن تراهُ في حیاتِك، في العامِ الماضي ذهبتُ إليه معَ والدي، كانتِ الجبالُ تشبهُ ناطحاتِ السّحابِ، تغطّي قممَها ألوانٌ بنيَّةٌ ساحرةٌ، وكأنَّها قطعةُ حلوى مغطاةٌ بالشّوكولاتةِ، أمّا عنِ الجبالِ مثلَ جبلِ الخزعليِّ، وجبلِ أمِّ عجلٍ، فهيَ حكايا مثيرةٌ، وعينُ (لورنس) الّتي

نُقشت على جدرانِها كتابةٌ ثموديّةٌ، كلَّ ذلكَ يثيرُ خيالَ الإنسانِ. وفي اللّيلِ ينامُ النّاسُ في خيامِ يراقبون من سقفِها نجومَ السّماء، فيبدو المكانُ ساحرًا، وهنا تقامُ حفلاتُ الشِّعرِ والشّواءِ، وفي النّهارِ يقامُ سباقُ المظلاتِ.

وماذا عنِ العقبةِ يا فارسُ؟

تحمّسَ فارسٌ، وقالَ: إنّها نهايةُ المطافِ، مدينةُ البحرِ والمَرجانِ، واحةُ القلبِ في الأردنِّ وثغرُهُ الباسمُ، تُشتهرُ بقلعتِها الأثريّةِ، الّتي تقعُ على الشّاطئِ، ويرجعُ بناؤُها إلى نهايةِ العصرِ المملوكيِّ، وقد تحوّلتِ اليومَ إلى مَتحفٍ يقعُ قربَهُ قصرُ الشّريفِ الحسينِ بنِ عليّ، وقد تحوّلَ إلى مَتحفٍ أيضًا، وبالقربِ منها تقعُ ساحةُ العَلَمِ، وأمّا عنِ الشاطئِ والرّمالِ، ومَتحفٍ الأحیاء المائیّة؛ فتلكَ قصص أخری.

قالَ أمجدُ: يا لها من أماكنَ ساحرةٍ! تشوّقنا لرؤيتِها، في أوّلِ فرصةٍ سنزورُ المثلّثَ الذّهبيَّ الجميلَ.

المثلّثُ الذّهبيُّ، سحر ملص، مجلّةُ وسام، العدد332ُ، بتصرّف

 

Jo Academy Logo