اللغة العربية6 فصل أول

السادس

icon

 

الوَحدةُ الأولى: أَصحابُ الجنَّةِ

شرح :

وردَ في سورةِ القلمِ أنّهُ كانَ لأحدِ الصّالحينَ بستانٌ كبيرٌ امتلأ بالخيراتِ مِن كلِّ أنواعِ الفاكهةِ والثّمارِ الَّتي زيّنت فروعَ الأشجارِ، حتّى أصبحَ يُشبهُ الجنّةَ لجمالهِ وكثرةٍ خيراتهِ، وَكانَ صاحبُهُ شيخًا صالحًا يعرفُ حقَّ

اللّهِ في مالِهِ وثمارِهِ، ويتصدّقُ على الفقراءِ والمساكينِ من أبناءِ مدينتِهِ، والمدنِ المجاورةِ. ولم يكن هناكَ شيءٌ يزعجُ الرّجلَ الصّالحَ إلّا أبناؤهُ الّذينَ كانوا يُعارضونَهُ في أمرِ التّصدّقِ على الفقراءِ.

وفي أحدِ الأيامِ، اجتمعَ الأبناء خُفيةً عن أبيهِم، وقد ظهرَت عليهِم أماراتُ الغضبِ والاستنكارِ، فقالَ الابنُ الأكبرُ بغضبٍ: أنخرِجُ صدقةً؟ وقالَ الأصغرُ مستنكرًا: قد نصبحُ أغنى الأغنياءِ إِذا باعَ الفاكهةَ الّتي يتصدّقُ بِها.

- وقالَ الأوسطُ معارضًا: إنّهُ حقُّ اللّهِ في الزّروعِ، إنَّ اللّهَ أعطانا المالَ

وَالثّمارَ، وجعلنا أمناءَ عليهِما، وسّعَ على بعضِنا، وضيّقَ عَلى الآخرينَ؛ ليختبرَنا، وليعلمَ من يؤدّي حقَّهُ.

وبعدَ عدّةِ أيْامِ جاءَ إِلى البستانِ فقیرٌ یطلبُ بعضَ الثّمارِ؛ فأعطاهُ الرّجلُ الصّالحُ بعضَها، وتصدّقَ عليهِ ببعضِ المالِ ؛ فإذا بالفقیرِ يدعو بصوتٍ عالٍ: باركَ اللهُ لكَ في مالِكَ، وفي بستانِكَ ... باركَ اللهُ لكَ في مالِكَ، وفي بستانِكَ.

نظرَ الرّجلُ الصّالحُ إلى أبنائهِ وَهوَ يقولُ: بمثلِ هذهِ الدّعواتِ يباركُ اللهُ لنا في أموالِنا وفي بستانِنا، وراحَ الابنُ الأكبرُ يعَضُّ على شفتيهِ منَ الغيظِ، ويقولُ: بل بمثلِ هذا الفقيرِ وأمثالهِ لن نجدَ بعدَ ذلكَ ثمرةً واحدةً، أو درهما

منَ المالِ.- قالَ الأبُّ: يا بنيّ؛ إنَّ الصّدقةَ ترفعُ من درجةِ المؤمنينَ. توفّيَ الأبُّ قبلَ وقتِ الحصادِ، جهّزَ الإخوةُ بُستانَهُم لاستقبالِ الموسمِ  الجديدِ، كانَتِ الثّمارُ على الشّجرِ كأنَّها نجومٌ تضيءُ السّماءَ، قالَ الأخُالأكبرُ بفرحِ: اليومَ لن نعطيَ أموالَنا للفقراءِ المساكينِ كما كانَ یفعلُ أبونا،  ابتهجَ الأخُ الأصغرُ وهزَّ رأسَهُ موافقًا.

- قالَ الأوسطُ منبَهَا أخويهِ: هذا حقُّ اللّهِ علينا، وقد وصّانا بهِ والدُّنا.

- قالَ الأكبرُ: سوفَ نحتفظُ بالأموالِ هذا العامَ، وسنقومُ بعمليّةِ الحصادِ، وسنجني الثّمارَ قبلَ وصولِ الفقراءِ وَالمساكينِ للبستانِ.

بسطَ الصّبحُ جناحَيه، فانطلقَ الإخوةُ من بيتِ الرّجلِ الصّالحِ إِلى وسنجني الثّمارَ قبلَ وصولِ الفقراءِ وَالمساكينِ للبستانِ.

بسطَ الصّبحُ جناحَيه، فانطلقَ الإخوةُ من بيتِ الرّجلِ الصّالحِ إِلى بستانِهِم، وهم يتخافتونَ خوفًا من أن يسمعَهُم أحدٌ؛ فيأتيَ ويطلبَ منهُمشيئًا، وَراحَ كلِّ منهُم يرسمُ في مخيّلتِهِ أحلامًا بالمالِ الوفيرِ الّذي سيملأخزائنَهُ بعدَ بیعِهمُ الثّمارَ.

وصلوا البستانَ، فصاحَ الأخُ الأكبرُ مذهولًا: ما هذا؟ لقدِ احترقَ بستانُنا.

قالَ الأوسطُ: لقد عاقبَنا اللّهُ فأحرقَهُ؛ لأنكُم أردتُمُ الإمتناعَ عن الصّدقةِ.

اعترفَ الإخوةُ بذنبِهِم، وندموا ندمًا شديدًا لكنَّ ذلكَ بعدَ فواتِ الأوانِ .

قصصُ القرآنِ للأطفال والنّاشئة / مسعد

 

Jo Academy Logo