نص الاستماع ( الصّين بلاد العجائب )
بسطَ سالمٌ ورقةً، وَشكّلَ منها قاربًا صغيرًا، ثمَّ رسمَ في مقدّمتِهِ وجهَ طفلةٍ صينيّةٍ: وَقالَ لأختِهِ رغدَ: إذا كانتِ الطَّائرةُ حملتُكِ إلى اليابانِ، بلدِ الابتكاراتِ العجيبةِ، فإنَّ القاربَ سيحملُني إلى الصّينِ بلدِ الاختراعاتِ الغريبة.
في تلكَ اللَّحظةِ، أخذَ القاربُ يتّسعُ ويكبرُ، والطّفلةُ الصّينيَةُ تنادي عليهِ: تعالَ بسرعةٍ، لا تضيّعْ هذهِ الفرصةَ.
ظلَّ القاربُ يسيرُ في البحرِ كأنّهُ غيمةٌ تسيرُ في السّماءِ، إلى أنْ حلًا بميناءِ (شَنغَهاي)، أكبِرِ الموانئ؛ فطوى أخي القاربَ، ووضعَهُ في حقيبتهِ.
قالتِ الطّفلةُ الصّينيّةُ: إنَّ اسمَ (شنغهاي) يعني فوقَ البحرِ. هيّا نتجوّلْ في هذهِ المدينةِ الصّناعيّةِ .
وما إنْ خطا أخي أولى خطْواتِهِ، حتّى أصابتهُ دهشةٌ كبيرةٌ ممّا رآءُ! فها هيَ ناطحاتُ سحابٍ تعانقُ السّماءَ، لا يحدُّها البصرُ، وهذهِ قِدْرٌ ضخمةٌ، ولها بابٌّ كبيرٌ ونوافذُ زجاجيةٌ، إنّها ليستْ قِدْرًا حقيقيّةً، وإنّما هيَ مُتحفٌ يتخذُ شكلَها، ويعرضُ قطعًا أثريَةٌ.