الشرح :
أَسرارُ النَّومِ
إِنَّ كَثيرًا مِنَ العَمَلِيّاتِ في الجِسمِ، إِذا حَلَّ النَّومُ اَتَّخَذَت لَها مَكانًا مُغايِرًا؛ فَإِذا بِدَرَجَةِ حَرارَة الجِسم قَد هَبَطَت عِدَّةً
أَعشارٍ مِنَ الدَّرَجَةِ، وَإِذا بِمُعَدَّلاتِ التَّنَفُّسِ وَالنَّبضِ قَد تَناقَصَت، وَإِذا بِضَغطِ الدَّم قَدِ انخَفَضَ. بَينَما نَجِدُ هُرمونَ النُّمُوِّ يَصِلُ إِلى
مُستَوَياتٍ مُرتَفِعَةٍ في أَثناءِ المَرحَلَةِ الأولى مِنَ النَّومِ العَميقِ.
الفكرة الرئيسية :
النوم يسبب تغيرات فسيولوجية هامة تساعد على تجديد الجسم واستعادته.
المفردات :
هُرمونَ : مادة يفرزها جسم الإنسان .
وَإِذا تَأَمَّلنا الرَّضيعَ، وَجَدنا أَنَّهُ يَقضي ثُلُثَي الوَقتِ نائِمَا خِلالَ الأَيّامِ الأولى بَعدَ الوِلادَةِ، فَهُوَ يَفيقُ عَلىَ فَتَراتٍ تَتَراوَحُ بَينَ ساعَتَينِ وَسِتٌّ ساعاتٍ؛ لِيَشرَبَ الحَليبَ وَيَعودَ بَعدَ ذلِكَ إِلى النَّومِ؛ فَالنَّومُ عِندَهُ مُوَزَّعٌ بِالتَّساوي تَقريبًا عَلى امتِدادِ اليَومِ أَوِ الأَربَع وَالعِشرينَ ساعَةً، لكِن -لِحُسنِ الحَظِّ – هذا الوَضَعُ الَّذي يَسلُبُ الآباءَ المُنهَكينَ الرّاحَةَ الَّتي هُم بِأَشَدِّ الحاجَةِ إِلَيها لا يَدومُ طَويلًا؛ فَالرَّضيعُ الَّذي بَلَغَ الشَّهرَ الثّالِثَ مِن عُمُرِهِ قَلَّما يَستَيقِظُ في أَثناءِ اللَّيلِ، وَعِندَما يَبلُغُ الشَّهرَ السّادِسَ تَجِدُهُ يَقضي نَحوَ اثنَتَي عَشرَةَ ساعَةً في النَّوم، وَلكِنَّهُ مَعَ ذلِكَ يَظَلُّ مُستَيقِظًا لِفَتَراتٍ زَمَنِيَّةٍ أَطوَلَ؛ فَسُبحانَ مَن قَدَّرَ لِلإِنسانِ عُمُرَهُ، وَدَبَّرَ لَهُ احتِیاجاتِهِ مُنذُ بَدءِ خَلقِهِ!
الفكرة الرئيسية :
نوم الرضيع موزع ومتكرر في الأشهر الأولى، ويتغير تدريجيًا مع نموه ليصبح أكثر انتظامًا، مما يعكس حكمة الخالق في تنظيم حاجات الإنسان.
المفردات :
يَسلُبُ : يأخذ
قَلَّما يَستَيقِظُ : قليل
وَفي السَّنَواتِ الأولى مِن حَياةِ الطِّفْلِ يَتَنَاقَصُ طولُ الفَتَرَةِ الزَّمَنيَّةِ الَّتي تَنقَضي في النَّومِ في أَثناءِ النَّهارِ، وَإِذا كانَ مُعظَمُ
الأَطفالِ في مَرحَلَةِ ما قَبلَ المَدرَسَةِ الأَساسِيَِّ يَنامونَ القَيلولَةَ بَعدَ الظُّهرِ، إِلّا أَنَّهُم عِندَما يَصِلونَ إِلى سِنِّ المَدرَسَةِ الأَساسِيَّةِ
ثُمكِنُهُم مُواصَلَةُ الاِستيقاظِ طَوالَ النَّهارِ. وَيُوَضِّحُ الشَّكلُ عَدَدَ ساعاتِ النَّومِ الَّتي يَحتاجُ إِلَيها الإِنسانُ حَسبَ عُمُرِهِ:
وَيَمُرُّ الدِّماغُ بِمَراحِلَ عِندَما تَنامُ، مِنها: مَرحَلَةُ نَوم الحَرَكاتِ السَّريعَةِ لِلعَينَينِ، وَيُشبِهُ فيها الرَّضيعُ الإِنسانَ الرّاشِدَ؛ فَحَرَكاتُ
العَينَينِ السَّريعَةُ تَحدُثُ بِصورَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمُتَباعِدَةٍ، وَيُصبحُ مُعَدَّلُ التَّنَفَّسِ وَالنَّبضِ غَيرَ مُنتَظِمَينِ.
الفكرة الرئيسية :
تتناقص فترة نوم النهار مع نمو الطفل، ويشهد الدماغ مراحل خاصة أثناء النوم تختلف في الأنماط الحيوية والتنفسية.
المفردات :
غَيرَ مُنتَظِمَينِ : غير ثابتين
وَلكِنَّنَا نَجِدُ أَنَّ التَّخطيطَ الكَهرَبِيَّ لِلدِّماع عِندَ الرَّضيع في أَثناءِ نَومِ الحَرَكاتِ السَّريعَةِ لِلعَينَينِ يَختَلِفُ عَن أَنماطِ الرّاشِدينَ؛
فالرَّضيعُ يَكونُ أَكثَرَ تَمَلمُلا وَعَدَمَ استِقرارٍ مِنَ الرّاشِدِ؛ فَذِراعاهُ وَساقاهُ تَتَحَرَّكانِ بِاستِمرارٍ، وَكَذلِكَ عَضَلاتُ وَجهِهِ.
وَيُذكَرُ أَنَّ النِّسبَةَ المِئوِيَّةَ لِنَومِ الحَرَكاتِ السَّريعَةِ لِلعَينَينِ قَد نَقَصَ إِلى خَمسٍ وَعِشرينَ بِالمِئَّةِ فَقَط مِنَ الزَّمَنِ الكُلِّيِّ؛ أَي إِلى مُستَوَى لا يَختَلِفُ اختِلافًا ذا دَلالَةٍ عَن مُستَواهُ عِندَ الكِبارِ الرّاشِدينَ. وَمِمّا لا رَيبَ فيهِ أَنَّ ازدِيادَ النَّوم بِالنَّهارِ يُؤَدّي إِلى
نَقصِ النَّومِ بِاللَّيلِ. وَلَسنا نَعلَمُ بَعدُ عَلى سَبيلِ اليَقينِ إِن كانَ الزَّمَنُ الكُلِّيُّ لِلنَّومِ يَتَأَثَّرُ عِندَ كِبارِ السِّنِّ أَم لا. وَلكِنَّنَا
نَعلَمُ أَنَّ كِبارَ السِّنِّ كَثيرًا ما تَأخُذُهُم غَفوَةٌ مِنَ النَّومِ في أَثناءِ النَّهارِ وَأَنَّهُم يَفيقونَ كَثیرًا بِاللَّیلِ.
الفكرة الرئسية :
اختلاف نمط نوم حركة العين السريعة ونشاط الدماغ عند الرضيع مقارنة بالبالغين، وتأثير العمر والنوم النهاري على نوم كبار السن.
وَكُلَّما تَقَدَّمَ بِالنّاسِ العُمُرُ صَعُبَ عَلَيهِمُ الدُّخولُ في النَّومِ، فَكَثيرًا ما يَقضي كِبارُ السِّنِّ أَوقاتًا طَويلَةً في الفِراشِ عاجِزينَ عَنِ
النَّومِ أَو الإِستِسلامِ لِلنُّعاسِ، كَما أَنَّهُم يَميلونَ إِلى الاِستيقاظِ مُبَكِّرًا جِدَّا في الصَّباحِ، لكِنَّهُم مَعَ ذلِكَ يَشعُرونَ بِالرّاحَةِ عُمومًا
وَلا يَضيرُهُم، عَلى خِلافِ كَثيرٍ مِمَّن هُم أَصغَرُ سِنًّا. إِنَّ في استِطاعَتِنا أَحيانًا أَن نُحَسِّنَ مِن نَوعِيَّةِ النَّومِ بِمُجَرَّدِ
اتِّباع قَواعِدِ الصِّحَّةِ المُتَّصِلَةِ بِهِ، كَأَن نُخَصِّصَ لَهُ وَقتَا مُحَدَّدَا، وَأَنَ نَتَجَنَّبَ شُّربَ المُنَبِّهاتِ، وَاستِخدامَ الأَجهِزَةِ الإِلِكترونِيَّةِ
مُدَّةً طَويلَةً، وَأَن نَبتَعِدَ عَن تَناوُلِ الوَجَباتِ الدَّسِمَةِ فى المَساءِ.
الفكرة الرئيسية :
الصحة كنز يجب المحافظة عليه بالعناية بالجسم.