اللغة العربية6 فصل أول

السادس

icon

 

شرح درس ناقة صالح _ عليه السلام

لَستُ إِلّا خَيرًا، هذِهِ أَنا. خُلِقتُ في أَحضانِ جَبَلِ شاهِقٍِ، انشَقَّت فيهِ صَخرَةٌ فَخَرَجتُ مِنها؛ فَتَحَوَّلَت طَبَقاتُ الصَّخرِ الجامِدِ بِأَمرِ اللهِ إِلى لَحمٍ وَروحِ، وَتَدَفقَتِ الدِّماءُ في عُروقي كَتَدَفّقِ الماءِ في النَّهرِ، وَبَعدَ أَيَامٍ مَعدودَةٍ دَرَرتُ اللَّبَنَ الَّذي بارَكَهُ اللهُ، ولَم أَكُن أَعرِفُ مَن أَسقيهِمُ اللَبَنَ وَلا أَعرِفُ أَسماءَهُم، كُنتُ أَسقيهِم بِغَيرِ أُجرَةٍ أو نَولٍ.

الشرح :

المتحدث في النص يعرّف بنفسه فيقول إنه ليس سوى الخير والمنفعة. يروي قصته بشكل أدبي جميل، فيذكر أنه خُلق في جبل عالٍ، حيث انشقت صخرة وخرج منها. وبأمر الله تحوّل من صخر جامد إلى كائن حي فيه لحم وروح. بدأت الدماء تجري في عروقه كما يجري الماء في النهر، علامةً على بدء الحياة. وبعد أيام قليلة، صار اللبن يدرّ منه ببركة الله، ليغدو مصدرًا للغذاء والرزق. ويؤكد أنه كان يقدّم اللبن للآخرين دون أن يعرف أسماءهم، ومن غير أن يطلب مالًا أو مقابلًا، بل يسقيهم بعطاءٍ خالص ونية صافية.

المعاني :

شاهِقٍِ: عالٍ

أَحضانِ: داخل

وَتَدَفقَتِ: اندفعت بقوة

دَرَرتُ: صببتُ

صورة فنية :

 وَتَدَفقَتِ الدِّماءُ في عُروقي كَتَدَفّقِ الماءِ في النَّهرِ

شبه تدفق الدماء بتدفق الماء في النهر .

الفكرة الرئيسية :  

النص يصف (الناقة 🐪) باعتبارها كائنًا مباركًا، خرجت بإرادة الله من أصلٍ صلب (الصخرة) وأصبحت مصدر رزقٍ وعطاء، تقدم اللبن للناس مجانًا رحمةً من الله.

 

 

ناقَةُ صالِحِ -عَلَيهِ السَّلامُ-، هذا اسمي في التّاريخِ البَشَرِيِّ، وَاسمي ناقَةُ اللهِ في كِتابِ اللهِ، كُنتُ في ثَمودَ، وَهُم قَومٌ أَقوِياءُ البُنيَةِ قُساةُ القُلوبِ، يَعبُدونَ الأَصنامَ، كانَ لِأَغنيائِهِم قُصورٌ في سُهولِ المَدينَةِ، وَكانَت لَهُم بُيوتٌ مَنحوتَةٌ في الجِبالِ، يا لَثَرائِهِم! وَكانَ فيهِم عَبدٌ صالِحٌ اسمُهُ صالِحٌ، وَاسمُهُ يَحمِلُ حَقيقَةَ جَوهَرِهِ ((الصَّلاحَ))

الشرح:

النص على لسان ناقة صالح التي تُعرّف نفسها بأنها "ناقة الله" المذكورة في القرآن الكريم
تصف قوم ثمود بأنهم أقوياء وذوو ثراء كبير، يسكن أغنياؤهم القصور في السهول ولهم بيوت منحوتة في الجبال، لكنهم كانوا قساة يعبدون الأصنام وبالرغم من ذلك، بعث الله فيهم نبيه صالحًا عليه السلام، الذي يجسد معنى الصلاح، وكانت الناقة آية من آيات الله لقومه.

الفكرة الرئيسية :

وصف حال قوم ثمود .

 

قالَ صالِحٌ -عَلَيهِ السَّلامُ- لِقَومِهِ: يا قَومُ، اعبُدوا اللهَ، لكِنَّهُم كَفَروا وَقالوا:يا صالِحُ، أَتَأمُرُنا أَن نَهجُرَ الأَصنامَ؟ وَأَصبَحَ القَومُ يُكَذِّبونَهُ، وَقَد كانَ مِن قَبلُ لَهُم فيهِ رَجاءٌ وَأَمَلٌّ، وَكانَ عِلمُهُ مَحَلَّ احتِرامٍ، وَعَقلُهُ مَوضِعَ إِقناعٍ، وَكَلامُهُ مَوضِعَ تَصديق .

الشرح :

النص يصف موقف النبي صالح عليه السلام مع قومه ثمود عندما دعاهُم لعبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام.

ثُمَّ وَجَّهوا لَهُ كَلامًا فيهِ السُّمُّ وَالتَكذيبُ، وَقالوا: أَثبِت أَنَّكَ نَبِيُّ اللهِ، نُريدُ آيَةً مِنَ اللهِ تَدُلُّ عَلى نُبُوَّتِكَ، فَنَحنُ قَومٌ حَفَرنا الصَّخرَ بِالوادِ وَجَعَلنا مِنهُ بُيوتًا. أَتَرى هذا الجَبَلَ القَريبَ؟ لِماذا لا يَلِدُ الجَبَلُ ناقَةً؟ ادعُ اللهَ أَن يَنشَقَّ الجَبَلُ عَن ناقَةٍ تَخرُجُ مِنهُ، وَنُعاهِدُكَ أَن نُؤمِنَ إِن حَصَلَ ذلِكَ. لَم تَكُن تِلكَ الكَلِماتُ نابِعَةً مِن قُلوبِهم، فَقُلوبُهُم كَالحِجارَةِ أَو أَشَدُّ قَسوَة

الشرح :

واجه قوم ثمود نبي الله صالحًا عليه السلام بالتكذيب والاستهزاء، فطلبوا منه آية تعجيزية لإثبات نبوته.
قالوا له: إنهم حفروا الجبال وجعلوا منها بيوتًا، وتحدّوه أن يدعو الله ليجعل الجبل يلد ناقة تخرج منه، وتعهدوا بالإيمان إن تحقق ذلك.
لكن هذه المطالبة لم تكن عن إيمان صادق، بل عنادًا، إذ كانت قلوبهم قاسية كالحجارة أو أشد.

المعاني  :

يَنشَقَّ : ينقسم

وَنُعاهِدُكَ: نعدك

نابِعَةً: صادرة

الفكرة الرئيسية :

قوم ثمود كذّبوا نبي الله صالحًا وطلبوا منه آية تعجيزية بخروج ناقة من الجبل، دليلًا على صدق نبوته .

 

رَفَعَ صالِحٌ - عَلَيهِ السَّلامُ - يَدَيهِ صَوبَ السَّماءِ، وَخَرَجَت مِن صُخورِ الجَبَل نِاقَةٌ بِأَمرِ اللهِ وَقُدرَتِهِ. أَحنى القَومُ رُؤوسَهُم واعتَرَفوا أَنَّ صالِحًا -عَلَيهِ السَّلامُ مُرسَلٌ مِن رَبِّهِ.

وَحينَ استَيقَظَ النّاسُ مِنَ المُعجِزَةِ كانَ أَوَّلَ شَيءٍ فَعَلوهُ أَن تَحَلَّقوا حَولي مُندَهِشينَ، فَتَقَدَّمَ صَبِيٍّ، وَأَخَذَت يَدُهُ تَقتَرِبُ مِنّي لِتُرَبِّتَ عَلى عُنُقي؛ فَأَحنَيتُ رَأسي، وَسَمِعتُ صالِحًا -عَلَيهِ السَّلامُ - يَقولُ لَهُم: لا تَمَسّوها بِسوءٍ؛ حَتّى لا يَحِلَّ بِكُمُّ العِقابُ.

الشرح :

رفع النبيُّ صالحٌ عليه السلام يديه إلى السماء متضرّعًا إلى الله، فانشقّت الصخرةُ بإذن الله وقدرته، وخرجت منها الناقةُ المباركة. عندها خضع القومُ للحق، وأقرّوا برسالته بعدما شاهدوا المعجزة بأعينهم. اجتمع الناسُ حول الناقة مندهشين، فتقدّم طفلٌ صغير ليلمسها، فأحنَت رأسها بلُطف كأنها تُظهر مودّتَها. حينها حذّرهم صالحٌ عليه السلام قائلاً:
"إيّاكم أن تمسّوها بسوءٍ، كي لا يُصيبكم عذابُ الله"، مؤكدًا ضرورة احترامها وصونها من الأذى.

المعاني :

صَوبَ: نحو .

ليلمسها: مسح بيده بلطف

الفكرة الرئيسية :

تحقق معجزة صالح _عليه السلام _ واعتراف قوم ثمود بأنه نبي مرسل من الله تعالى .

 

زالَ خَوفُ النّاسِ حينَ رَأَوا الصَّبِيَّ يُرَبِّتُ عَلى عُنُقي، وَفَرِحوا كَثيرًا وَابتَهَجوا،

وَرَحّبتُ بِهذا الوُدِّ وَزادَ حُبّي لِهؤُلاءِ القَومِ، وَبَعدَ أَيّامِ أَسرَعَ القَومُ إِلى صالِحٍ -عَلَيهِ السَّلامُ- يَطلُبونَ أَن يَشرَبوا مِن لَبَني.

الشرح :

زوال خوف القوم بعد تفاعل الصبي مع الناقة، مما أدى إلى فرحهم وودهم لها، واعتمادهم عليها كمصدر للرزق بشرب اللبن منها.

الفكرة الرئيسية :

فرح قوم ثمود بالناقة ومبادلتهم لها بالمحبة .

أَخبَرَهُم صالِحٌ -عَلَيهِ السَّلامُ- أَنَّ اللهَ أَباحَ لَهُم شُربَ اللَّبَنِ، لكِنَّهُ قَسَمَ الماءَ

بَينَهُم وَبَيني؛ فَلَهُم يَومٌّ وَلي يَومٌ، فَوافَقوا عَلى استِياءٍ، وَبَدَأَ التَّذَمُّرُ يَتَسَلَّطُ عَلى

أَلسِنَتِهِم، وَاتَّسَعَت رُقعَةُ الكُرهِ في صُدورِهِم، وَأَخَذَتِ الأَيدي الَّتي كانَت تَحِنُّ عَلَيَّ

تُخَبِئُ الحقد والكره.

الشرح :

 سمح النبي صالح عليه السلام للقوم بشرب لبن الناقة بطريقة منصفة، لكن القوم لم يلتزموا بالشكر والصبر، وتحولت مشاعرهم من المحبة والود إلى الكراهية والاستياء بسبب الظلم الظاهر لهم من تقسيم اللبن

المعاني :

أَباحَ: سمح

استِياءٍ:انزعاج

التَّذَمُّرُ: الشكوى

تَحِنُّ عَلَيَّ: تعطف عليّ

الفكرة الرئيسية:

تصاعد التوتر والكراهية في قلوب قوم ثمود بسبب تقسيم الماء بينهم وبين الناقة، مما أدى إلى تحوّل مشاعرهم من الود إلى الحقد

اجتَمَعَ في الظَّلامِ تِسعَةُ رِجالٍ يُفسِدونَ في الأَرضِ، واتَّفَقوا عَلى قَتلي. كانَت لَيلَتي الأَخيرَةَ، أَحسَستُ بِالنِّهايَةِ، عَقَروني؛ فَوَقَعتُ عَلى الأَرضِ جُثَّةً. ما أَقسى قُلوبَ أُولِئِكَ المُفسِدينَ! فَجاءَ أَمرُ اللهِ، وَنَزَلَ بِهِمُ العِقابُ، وَأُهلِكوا بِالصَّيحةِ.

قالَ تَعالى: ﴿قَالَ هَذِهِ، نَاقَةٌ لََّا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومِ (155) وَلَا تَمَسُّوهَا يِسُوْءٍ

فَيَأْخُّذَكُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَظِيمِ 154) فَعَقَرُوهَا فَأَصْبَحُواْ نَادِمِينَ (157) فَأَخَذَهُمُ اُلْعَذَابُّ إِنَّ فِىِ ذَلِكَ

لَآَيَّةٌ وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُؤْمِنِينَ (158)﴾ (سورَةُ الشُّعَراءِ).

الشرح :

عقر قوم ثمود الناقة بالرغم من تحذير النبي صالح لهم ، فحلّ عليهم عقاب الله بالصّيحة، مؤكّدًا أن عصيانهم وقتلهم للناقة كان سبب هلاكهم

المعاني:

أَحسَستُ: شعرت

عَقَروني: ذبحوني

وَأُهلِكوا: ماتوا

بِالصَّیحةِ: الصوت المدمر

الفكرة الرئيسية:

نهاية قوم صالح عليه السلام وعقاب الله لقوم ثمود بعد أن قتلوا الناقة التي كانت آية لهم.

 

 

Jo Academy Logo