الدَّرْسُ الثّالِثُ: الْإِنْجازاتُ الْحَضارِيَّةُ لِلدَّوْلَةِ الْأُرْدُنِيَّةِ
أَتَخَيَّلُ نَفْسي: أُشارِكُ في رِحْلَةٍ إِلى مَدْرَسَةِ السَّلْطِ الثّانَوِيَّةِ الَّتي تُعَدُّ شاهِدًا عَلى عَراقَةِ التَّعْليمِ في الْأُرْدُنِّ.
حَقَّقَ الْأُرْدُنُّ مُنْذُ تَأْسيسِ الْإِمارَةِ إِنْجازاتٍ مُهِمَّةً في مَجالاتِ التَّعْليمِ وَالصِّحَّةِ، وَالْمُواصَلاتِ وَالِاتِّصالاتِ.
في مَجالِ التَّعْليمِ:
بَدَأَ الِاهْتِمامُ بِالتَّعْليمِ مُنْذُ تَأْسيسِ الْإِمارَةِ، فَقَدْ تَوَسَّعَ التَّعْليمُ وَازْدادَ عَدَدُ الْمَدارِسِ، وَتَنَوَعَّتِ الْمَراحِلُ الدِّراسِيَّةُ الْأَساسِيَّةُ وَالثّانَوِيَّةُ، وَيُرَكَّزُ عَلى إِعْدادِ الْمُعَلِّمينَ وَتَطْويرِ كَفاءاتِهِمْ.
وَمُنْذُ تَوَلّي الْمَلِكِ عَبْدِ اللهِ الثّاني ابْنِ الْحُسَيْنِ سُلُطاتِهِ الدُّسْتورِيَّةِ بَدَأَ مَشْروعُ حَوْسَبَةِ التَّعْليمِ في الْمَدارِسِ، وَذلِكَ بِإِنْشاءِ مُخْتَبَراتِ الْحاسوبِ فيها، وَتَنْفيذِ مُبادَراتٍ تَعْليمِيَّةٍ عَديدَةٍ، أَهَمُّها: التَّعْليمُ الْمِهْنِيُّ لِرَفْدِ سوقِ الْعَمَلِ، وَالتَّوَسُّعُ في مَرْحَلَةِ تَعْليمِ رِياضِ الْأَطْفال.
- أستنتج سبب اهتمام الدولة بمرحلة رياض الأطفال، والتوسع فيها.
يَتَعَلَّمُ الأَطْفالُ كَيْفِيَّةَ التَّفاعُلِ مَعَ أَقْرانِهِم، وبِذَلِكَ يَكْتَسِبونَ مَهاراتٍ اجتماعيةً هامةً كالتَّعاونِ والتَّواصلِ واحْتِرامِ الآخَرين. ومرحلةُ رياضِ الأطفال تُعَدُّ تَحْضيرًا مُهِمًّا للْمَراحِلِ التَّعْليميَّةِ اللاحِقةِ. الأطفالُ الَّذينَ يَحْصُلونَ على تَعْليمٍ جَيِّدٍ في هذهِ الْمَرْحَلةِ يكونونَ أَكْثَرَ تَحْفِيزًا وأَفْضَلَ أَداءً في مَراحِلِ التَّعليمِ التّاليةِ. كما أن رياضُ الأطفال تُساعِدُ في تَعْزِيزِ القِيَمِ الوَطَنِيَّةِ والأَخْلاقِيَّةِ في نُفوسِ الأطفالِ، مِمّا يَسْتَهْدِفُ بِنَاءَ مُواطِنينَ مُحِبِّينَ للوَطَنِ ومُلتَزِمينَ بالقِيَمِ الأَخْلاقِيَّةِ.
وَفي مَجالِ التَّعْليمِ الْعالي الَّذي يَهْدِفُ إِلى تَعْليم الْكَوادِرِ الْبَشَرِيَّةِ الْمُؤَهَّلَةِ وَالْمُتَخَصِّصَةِ، أُنْشِئَتِ الْجامِعَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ عامَ 1962م، وَهِيَ أَوَّلُ جامِعَةٍ في الْأُرْدُنِّ، ثُمَّ تَوالى افْتِتاحُ الْجامِعاتِ الْحُكومِيَّةِ وَالْخاصَّةِ وَكُلِّيّاتِ الْمُجْتَمَعِ.
أَسْهَمَتِ الْقُوّاتُ الْمُسَلَّحَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ- الْجَيْشُ الْعَرَبِيُّ في مَجالِ التَّعْليمِ عَنْ طَريقِ إِنْشاءِ مَدارِسِ الثَّقافَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ في مُخْتَلِفِ مَناطِقِ الْمَمْلَكَةِ وَالِاهْتِمامِ بِالتَّعْليمِ الْجامِعِيِّ، مِثْلِ: جامِعَةِ مُؤْتَةَ بِجَناحَيْها: الْعَسْكَرِيِّ، وَالْمَدَنِيِّ في مُحافَظَةِ الْكَرَكِ، وَكُلِّيَّةِ الْأَميرَةِ مُنى لِرَفْدِ الْقُوّاتِ الْمُسَلَّحَةِ بِالْمُمَرِّضاتِ المُؤَهَّلاتِ.
في مَجالِ الصِّحَّةِ:
اهْتَمَّتِ الدَّوْلَةُ الْأُرْدُنِيَّةُ مُنْذُ تَأْسيسِها في عَهْدِ الْإِمارَةِ بِالْقِطاعِ الصِّحِّيِّ، فَأُنْشِئَتْ أَوَّلُ دائِرَةٍ لِلصِّحَّةِ عامَ 1921م لِتَقْديمِ الرِّعايَةِ الصِّحِّيَّةِ لِلْمُواطِنينَ وَالْمُواطِناتِ، ثُمَّ تَطَوَّرَ الْقِطاعُ الصِّحِّيُّ في الْأُرْدُنِّ بَعْدَ الِاسْتِقْلالِ، وَذلِكَ بِإِنْشاءِ عَدَدٍ مِنَ الْمُسْتَشْفَياتِ الْحُكومِيَّةِ وَالْعَسْكَرِيَّةِ، مِثْلِ: مَدينَةِ الْحُسَيْنِ الطِّبِّيَّةِ، وَالْمَراكِزِ الصِّحِّيَّةِ، وَالْمُسْتَشْفِياتِ في الْقِطاعِ الْخاصِّ في أَنْحاءِ الْأُرْدُنِّ كافَّةً، وَازْدادَ عَدَدُ الْأَطِبّاءِ/ الطَّبيباتِ وَالصَّيادِلَةِ وَالْمُمَرِّضينَ/ الْمُمَرِّضاتِ، وَتَوَسَّعَتْ مِظَلَّةُ التَّأْمينِ الصِّحِّيِّ، وَازْدادَ دَعْمُ بَرامِجِ رِعايَةِ ذَوي الْإِعاقَةِ.
في مَجالِ الْمُواصَلاتِ وَالِاتِّصالاتِ:
يَمْتَلِكُ الْأُرْدُنُّ شَبَكَةً مِنَ الْخُطوطِ الْبَرِّيَّةِ الَّتي تَصِلُ بَيْنَ الْمُدُنِ وَالْبَلْداتِ الْأُرْدُنِيَّةِ، وَطُرُقًا دَوْلِيَّةً تَصِلُهُ بِالدُّوَلِ الْمُجاوِرَةِ، وَمَطاراتٍ لِتَسْهيلِ نَقْلِ الرُّكّابِ وَالْبَضائِعِ، مِثْلِ: مَطارِ الْمَلِكَةِ عَلْياءَ. وَهُناكَ اهْتِمامٌ في زِيادَةِ الْجُسورِ وَالْأَنْفاقِ في جَميعِ أَنْحاءِ الْأُرْدُنِّ، وَيُعَدُّ مَشْروعُ الْباصِ السَّريعِ أَوَّلَ نِظامِ نَقْلٍ سَريعٍ في مَدينَةِ عَمّانَ، وَهُوَ آمِنٌ وَمُتَطَوِّرٌ، وَيجْري التَّوَسُّعُ فيهِ لِيَشْمَلَ مُحافَظاتٍ أُخْرى.
وَقَدْ تَطَوَّرَ قِطاعُ الِاتِّصالاتِ تَطَوُّرًا مَلْحوظًا في السَّنَواتِ الْأَخيرَةِ، ما أَسْهَمَ في تَعْزيزِ الِاقْتِصادِ وتَحْسينِ نَوْعِيَّةِ الْحَياةِ، كَما اسْتَثْمَرَ الْأُرْدُنُّ بِدَرَجَةٍ كَبيرَةٍ في تَطْويرِ الْبِنْيَةِ التَّحْتِيَّةِ لِلاتِّصالاتِ وَتِكْنولوجْيا الْمَعْلوماتِ، وَنُفِّذَتْ مَشاريعُ لِرَبْطِ الْمَدارِسِ وَالْمُسْتَشْفَياتِ وَالْجِهاتِ الْحُكومِيَّةِ بِشَبَكَةٍ وَطَنِيَّةٍ رَقْمِيَّةٍ.
- كيْفَ يُسْهِمُ اسْتِخْدامُ خُطوطِ النَّقْلِ الْعامِّ في الْحَدِّ مِنْ الِازْدِحامِ الْمُرورِيِّ في عَمّانَ ؟
وذلك من خلال التقليل من استعمال وسائل النقل الخاصة.