الدَّرْسُ الْأَوَّلُ: الثَّوْرَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْكُبْرى
أَتَخَيَّلُ نَفْسي: في رِحْلَةٍ مَدْرَسِيَّةٍ إِلى مُحافَظَةِ الْعَقَبَةِ، وَأَثْناءَ تَجْوالِنا شاهَدْنا مُتْحَفًا بِالْقُرْبِ مِنَ الشّاطِئِ، فَسَأَلْنا مُعَلِّمَنا/ مُعَلِّمَتَنا عَنْهُ، فَقالَ/ فَقالَتْ: هذا هُوَ الْمَكانُ الَّذي أَقامَ فيهِ شَريفُ مَكَّةَ وَأَميرُها.
تَوَلّى الشَّريفُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ إِمارَةَ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ عامَ 1908م، وَفي تِلْكَ الْأَثْناءِ كانَتِ الْبِلادُ الْعَرَبِيَّةُ في قارَّةِ آسِيا تَحْتَ الْحُكْمِ الْعُثْمانِيِّ الَّذي مارَسَ في أَواخِرِ عَهْدِهِ الظُّلْمَ، وَحارَبَ اسْتِخْدامَ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ، وَفَرَضَ ضَرائِبَ إِضافِيَّةً، وَفَرَضَ التَّجْنيدَ الْعَسْكَرِيَّ الْإِجْبارِيَّ، وَأَهْمَلَ التَّعْليمَ وَالصِّحَّةَ؛ لِذلِكَ انْتَشَرَ الْجَهْلُ وَالْفَقْرُ وَالْأَمْراضُ في الْبِلادِ الْعَرَبِيَّةِ.
وَبِسَبَبِ تَرَدّي الْأَوْضاعِ في الْمَناطِقِ الْعَرَبِيَّةِ بَحَثَ الْعَرَبُ عَنْ قائِدٍ لَهُمْ لِيُخَلِّصَهُمْ مِنَ الظُّلْمِ، فَتَوَجَّهَتِ الْأَنْظارُ إِلى الشَّريفِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ؛ لِمَكانَتِهِ الدّينِيَّةِ وَالسِّياسِيَّةِ، وَطَلَبَ أَحْرارُ الْعَرَبِ إِلَيْهِ أَنْ يَقودَ حَرَكَتَهُمْ مِنْ أَجْلِ الْحُرِّيَّةِ وَالِاسْتِقْلالِ، فَأَعْلَنَ قِيامَ الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ في الْعاشِرِ مِنْ حُزَيْرانَ عامَ 1916م.
- أَسْتَنْتِجُ سَبَبَ اخْتِيارِ الْعَرَبِ الشَّريفَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قائِدًا لِلثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى.
اخْتِيارِ الْعَرَبِ الشَّريفَ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ قائِدًا لِلثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى لِمَكانَتِهِ الدّينِيَّةِ وَالسِّياسِيَّةِ.
قِيادَةُ الشَّريفِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الثَّوْرَةَ الْعَرَبِيَّةَ الْكُبْرى
نَظَّمَ الشَّريفُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ قُوّاتِ الثَّوْرَةِ مِنْ أَحْرارِ الْعَرَبِ، وَقادَ هذِهِ الْقُوّاتِ أَبْناؤُهُ الْأُمَراءُ (عَلِيٌّ، وَعَبْدُ اللهِ، وَفَيْصَلٌ، وَزَيْدٌ)، وَانْطَلَقَتِ الْجُيوشُ الْعَرَبِيَّةُ مِنْ مَكَّةَ الْمُكَرَّمَةِ إِلى بِلادِ الشّامِ.

وَهَدَفَتِ الثَّوْرَةُ الْعَرَبِيَّةُ إِلى تَحْريرِ الْبِلادِ الْعَرَبِيَّةِ وَوَحْدَتِها، وَتَحْسينِ أَوْضاعِ الْعَرَبِ الصِّحِّيَّةِ وَالتَّعْليمِيَّةِ وَالِاقْتِصادِيَّةِ. وَرَفَعَتِ الْقُوّاتُ رايَةَ الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى الَّتي حَمَلَتْ أَلْوانُها الدَّلالاتِ الْآتِيَةَ:

- اللَّوْنُ الْأَسْوَدُ: رايَةُ الْعُقابِ، وَهِيَ رايَةُ الرَّسولِ مُحَمَّدٍ (ﷺ)، وَقَدِ اتَّخَذَهُ الْعَبّاسِيّونَ شِعارًا لَهُمْ.
- اللَّوْنُ الْأَخْضَرُ: الشِّعارُ الَّذي اشْتُهِرَ بِهِ آلُ الْبَيْتِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَقَدِ اتَّخَذَهُ الْفاطِمِيّونَ شِعارًا لَهُمْ.
- اللَّوْنُ الْأَبْيَضُ: شِعارُ الدَّوْلَةِ الْأُمَوِيَّةِ.
- اللَّوْنُ الْأَحْمَرُ: شِعارُ الْأُسْرَةِ الْهاشِمِيَّةِ.
نَتائِجُ الثَّوْرَةِ الْعَرَبِيَّةِ الْكُبْرى
- إِنْهاءُ الْحُكْمِ الْعُثْمانِيِّ لِلْبِلادِ الْعَرَبِيَّةِ.
- تَأْسيسُ مَمالِكَ عَرَبِيَّةٍ في الْحِجازِ وَسورِيا وَالْعِراقِ.
- تَأْسيسُ إِمارَةِ شَرْقِ الْأُرْدُنِّ.
بَعْدَ التَّخَلُّصِ مِنَ الْحُكْمِ الْعُثْمانِيِّ أَخْلَفَتْ بِريطانْيا وُعودَها مَعَ الشَّريفِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ بِقِيامِ دَوْلَةٍ عَرَبِيَّةٍ مُسْتَقِلَّةٍ وَمُوَحَّدَةٍ في آسِيا الْعَرَبِيَّةِ، وَكانَتْ قَدِ اتَّفَقَتْ سِرًّا مَعَ فَرَنْسا عَلى تَقْسيمِ الْبِلادِ الْعَرَبِيَّةِ بِموجَبِ اتِّفاقِيَّةٍ سِرِّيَّةٍ عُرِفَتْ بِاسْمِ "سايْكِسْ بيكو" عامَ 1916م؛ الَّتي وَضَعَتِ الْأُرْدُنَّ وَفِلَسْطينَ وَالْعِراقَ تَحْتَ الِانْتِدابِ الْبِريطانِيِّ، وَسورِيا وَلُبْنانَ تَحْتَ الِانْتِدابِ الْفَرَنْسِيِّ.
وَكانَ قَدْ نودِيَ بِالشَّريفِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ مَلِكًا عَلى الْعَرَبِ في عامِ 1916م، وَلكِنِ اقْتَصَرَ حُكْمُهُ عَلى الْحِجازِ حَتّى عامِ 1924م، وَتُوُفِّيَ الشَّريفُ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ في عَمّانَ عامَ 1931م، وَكانَ قَدْ أَوْصى أَنْ يُدْفَنَ في باحاتِ الْمَسْجِدِ الْأَقْصى، فَكانَ لَهُ ما أَرادَ.
الِانْتِدابُ: شَكْلٌ مِنْ أَشْكالِ الِاسْتِعْمارِ، إِذْ تَفْرِضُ دَوْلَةٌ قَوِيَّةٌ سَيْطَرَتَها عَلى دَوْلَةٍ ضَعيفَةٍ.
- أستخلص النتائج المترتبة على اتفاقية (سايكس بيكو)
- تقسيم الدول العربية بين بريطانيا وفرنسا.
- عدم قيام دولة عربية موحدة في آسيا العربية.