الحضارة
أَتَخَيَّلُ نَفْسي هُناكَ
أَتَجَوَلُ في مَعْرِضٍ يَحْتَوي عَلى صُوَرٍ تُبَيِنُ كَيْفَ تَطَوَرَتْ حَياةُ الْإِنِسانُ عَبْرَ الْعُصورِ التّاريخِيَةِ الْمُتَعاقِبَةِ، مِنْ حَيْثُ الْمَساكِنُ وَالَأَدَواتُ الزِراعِيَةُ وَالصِناعِيَةُ الَتي كانَ يَسْتَخْدِمُها.
يبين الدرس مفهوم الحضارة والعوامل التي ساعدت على قيامها والمظاهر الحضارية أيضا وأسباب انهيار الحضارت
وفي القسم الثاني يشمل على نماذج من الحضارات العالمية وهي: الْحَضارَةُ الصّينِيَةُ. الْحَضارَةُ الْيونانِيَةُ. حَضارَةُ أَكْسومَ. حَضارَةُ الْمايا.
ما مَفْهومُ الْحَضارَةِ؟
الْحَضارَةُ: هِيَ كُلُ ما أَنْجَزَهُ الإِنْسانُ فِكْرِيًا وَمادِيًا،
وَيَشْمَلُ الْجانِبُ الْمادِّيُّ: الْعِمارَةَ، وَالْمُدُنَ، وَالزِراعَةَ، وَالصِناعَةَ.
أَمّا الْجانِبُ الْفِكْرِيُّ فَيَشْمَلُ الثَقافَةَ بِعَناصِرِها الْمُخْتَلِفَةِ مِنْ لُغَةٍ وَآدابٍ وَفُنونٍ وَعاداتٍ وَتَقاليدَ وَقِيَمٍ وَأَفْكارٍ.
ساعَدَتْ عِدَةُ عَوامِلَ عَلى نُشوءِ الْحَضاراتِ الْقَديمَةِ مِثْلِ:
حَضارَةِ بِلادِ الرّافِدَيْنِ، وَحَضارَةِ وادي النّيلِ، وَالْحَضارَةِ الصّينِيَةِ، وَالْحَضارَةِ الْهِنْدِيَةِ.
عدد عَوامِل قِيامِ الْحَضاراتِ؟
وَمِنْ أَهَمِ هذِهِ الْعَوامِلِ:
الْعَوامِلُ الطَّبيعِيَةُ، مِثْلُ: الْمَوْقِعِ الْجُغْرافِيِ، وَالْمُناخِ الْمُلائِمِ، وَتَوَفُرِ الْمِياهِ، وَالْمَوارِدِ الطَّبيعِيَةِ.
الْعَوامِلُ السِياسِيَةُ، مِثْلُ: وُجودِ قِيادَةٍ قادِرَةٍ عَلى تَوْحيدِ الدَوْلَةِ، وَوُجودِ قَوانينَ تَحْمي حُقوقَ النّاسِ.
الْعَوامِلُ الاجْتِماعِيَةُ، مِثْلُ: التَعاوُنِ بَيْنَ أَفْرادِ الْمُجْتَمَعِ، وَالتَمَسُكِ بِالْقِيَمِ وَالْعاداتِ السّائِدَةِ.
الْعَوامِلُ الاقْتِصادِيَةُ، مِثْلُ: الزِراعَةِ، وَالصِناعَةِ، وَالتِجارَةِ.
الْعَوامِلُ الثَقافِيَةُ، مِثْلُ: الْكِتابَةِ، وَالْفُنونِ، وَالْأَدَبِ، وَالْعِلْمِ، وَالتِكْنولوجْيا.
اذكر مَظاهِر الْحَضارَةِ؟
كُلُ حَضارَةٍ لَها مَظاهِرُ وَمُمَيِزاتٌ تَجْعَلُها مُخْتَلِفَةً عَنِ الْحَضاراتِ الْأُخُرى، وَتَشْمَل هذِهِ الْمَظاهِرُ:
المَظاهِرَ الدّينِيَةَ، مِثْلَ: الْعِباداتِ، وَالْمُعْتَقَداتِ، وَالْقِيَمِ الْأَخَلاقِيَةِ.
الْمَظاهِرَ الثَقافِيَةَ، مِثْلَ: التَعْليمِ، وَاللُغَةِ، وَالْفُنونِ، وَالْأَدَبِ.
الْمَظاهِرَ الاجْتِماعِيَةَ، مِثْلَ: التُراثِ، وَفِئاتِ الْمُجْتَمَعِ، وَالْأُسُرَةِ.
الْمَظاهِرَ السِياسِيَةَ، مِثْلَ: التَنْظيمِ الْإِدِارِيِّ وَالْعَسْكَرِيِّ، وعَلاقاتِ الدَوْلَةِ داخِلِيًا وَخارِجِيًا.
الْمَظاهِرَ الاقْتِصادِيَةَ، مِثْلَ: الزِراعَةِ، وَالصِناعَةِ، وَالتِجارَةِ.
بين عَوامِل انْهِيارِ الْحَضارَةِ؟
تَمُرُ الْحَضاراتُ بِمَراحِلَ مِنَ الْقُوَةِ وَالضَعْفِ، وَفي بَعْضِ الْأَحَيانِ يُمْكِنُ أَنْ تَتَغَلَبَ حَضارَةٌ عَلى أُخْرى.
مِنَ الْعَوامِلِ الَتي يُمْكِنُ أَنْ تُضْعِفَ الْحَضارَةَ وَتُؤَدّي إِلى تَراجُعِها:
الْحُروبُ وَالصِّراعاتُ.
الْأَمْراضُ وَالْأَوْبِئَةُ.
الْإِفْراطُ في اسْتِغْلالِ الْمَوارِدِ الطَّبيعِيَّةِ.
التَّغَيُّراتُ الْمُناخِيَّةُ.
الْأَزَماتُ الِاقْتِصادِيَّةُ وَالِاجْتِماعِيَّةُ.
نَماذِجُ مِنَ الْحَضاراتِ الْقَديمَةِ حَوْلَ الْعالَمِ:
1- الْحَضارَةُ الصّينِيَّةُ
تُعَدُ الْحَضارَةُ الصّينِيَةُ واحِدَةً مِنْ أَقْدَمِ الْحَضاراتِ في الْعالَمِ، وَقَدِ اشْتُهِرَتْ بِإِبْداعِها في الْحِرَفِ الْيَدَوِيَةِ.
وَمِنْ أَبْرَزِ مَعالِمِها: سورُ الصّينِ الْعَظيمُ الَذي يَمْتَدُ لِآلافِ الْأَمَيالِ عَلى طولِ الْحُدودِ الشَمالِيَةِ لِلصّينِ.
2- حَضارَةُ الْمايا
نَشَأَتْ حَضارَةُ الْمايا في أَمْريكا الْوُسْطى،
وَما زالَتْ آثارُها مَوْجودَةً حَتّى الْيَوْمِ، مِثْلُ: الْهَرَمِ الْمُدَرَجِ، وَالرُزْنامَةِ التّاريخِيَةِ. وَتَمَيَزَتْ بِإِبْداعِها في عِلْمِ الْفَلَكِ وَالتَقْويمِ.
3- الْحَضارَةُ الْإِغْريقِيَّةُ )الْيونانِيَّةُ(
نَشَأَتِ الْحَضارَةُ الْإِغِريقِيَةُ في قارَةِ أُوروبّا، وَقَدْ حَقَقَ الْإِغِريقُ إِنْجازاتٍ كَبيرَةً في مَجالاتٍ عَديدَةٍ،
مِثْلِ: الْعُلومِ السِياسِيَةِ، وَالرِياضِيّاتِ، وَالْهَنْدَسَةِ، وَالْفَلْسَفَةِ، وَفَنِّ الْعِمارَةِ.
4- حَضارَةُ أكسوم
تُعَدُ حَضارَةُ أكسومَ واحِدَةً مِنْ أَعْظَمِ الْحَضاراتِ الْإِفِريقِيَةِ، وَظَهَرَتْ في إثْيوبْيا الْحالِيَةِ وَأَجْزاءٍ مِنْ إريتْرِيا. ازْدَهَرَتْ بَيْنَ الْقَرْنِ الْأَوَلِ وَالسّابِعِ الْميلادِيِّ، وَاشْتُهِرَتْ بِتَطَوُرِها في التِجارَةِ، وَالْعِمارَةِ، وَالْكِتابَةِ.
كانَتْ أكسومُ مَرْكِزًا تِجارِيًا مُهِمًا يَرْبِطُ بَيْنَ إِفْريقْيا وَالشَرْقِ الْأَوَسَطِ وَالْهِنْدِ، مِمّا جَعَلَها واحِدَةً مِنْ أَغْنى الْمَمالِكِ في الْعُصورِ الْقَديمَةِ.
مِنْ أَبْرَزِ مَعالِمِ هذِهِ الْحَضارَةِ: أَهْراماتُ أكسومَ، وَالتَماثيلُ الْحَجَرِيَةُ الَتي تُعَدُ مِنْ أَهَمِ إِنْجازاتِها الْفَنِيَةِ، وَالْكَنائِسُ التّاريخِيَةُ في إِثْيوبْيا الَتي ما تَزالُ مِنْ أَبْرَزِ الْمَعالِمِ الثَقافِيَةِ وَالدّينِيَةِ في الْمِنْطَقَةِ.
أَنْظُرُ الْخَريطَةَ الْآتِيَةَ الَّتي تُبَيِّنُ مَواقِعَ عَدَدٍ مِنَ الْحَضاراتِ الْقَديمَةِ: