الإضافة
الإضافة: تركيب اسمي ينشأ من ضم اسم إلى اسم آخر، يسمى الأول مضافًا، والثاني مضافًا إليه. ومثال ذلك في قولنا:
- كتابُ الطالبِ الجديدُ مليءٌ بالمعلوماتِ المفيدةِ التي تساعده في فهمِ دروسِه.
فنلاحظ أنّ كلمة (كتاب) قد ضُمّت إلى كلمة (الطالبِ) وكلا الكلمتين تحملان معنى خاص بهما، لكن عند ضمّهما إلى بعضهما فإنّهما يكتسبان معًا معنى جديدًا لم يكن موجودًا قبل التركيب، ويُسمّى هذا التركيب بالإضافةً؛ لأنّ الاسم الأول (المضاف) يحتاج إلى الاسم الثاني (المضاف إليه) لإتمام المعنى المقصود، فلا يُفهم المقصود إلا إذا اجتمعا. ولنتعرف أكثر على الإضافة تتبع تأمل النموذج الشعري الآتي:
يا بلادي مثلما يكبر فيكِ الشَّجرُ الطّيّبُ نكبرْ
فازرعينا فوقَ أهدابِكِ: زيتونًا، وزعترْ
وحملينا أملًا، مثلَ صباحِ العيدِ، أخضرْ
واكتبي أسماءنا، في دفترِ الحبِّ: (نشامى)
يعشقونَ الوردَ، لكن يعشقونَ الأرضَ أكثر
تمثل الكلمات الملونة بالأزرق تركيب إضافة، وهي على النحو الآتي:
1- بلادي: تتركب من مكوّنين: (المضاف: بلاد) و (المضاف إليه: ياء المتكلم).
2- فوقَ أهدابِكِ: توالت فيها الإضافة، فقد جاء ظرف المكان (فوق) مضافًا، وكلمة (أهدابِ) مضافًا إليه، وهو مضاف كذلك إلى الضمير المتصل (الكاف)
(المضاف: فوقَ) (المضاف إليه: أهدابِ) (المضاف: أهدابِ) (المضاف إليه: الكاف)
3- مثلَ صباحِ العيدِ: هنا توالت الإضافة أيضًا، فقد جاءت كلمة (مثل) مضافًا، وكلمة (صباحِ) مضافًا إليه، وهي أيضًا مضافة إلى كلمة (العيد).
4- أسماءَنا: (المضاف: أسماء) (المضاف إليه: نا).
5- دفترِ الحبِّ: (المضاف: دفترِ) (المضاف إليه: الحبِّ).

لوحةُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
الرّسامِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.
جمالَ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الزاهرة على آخره، وهو مضاف.
الطبيعةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
فصلِها: فصلِ: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
والضمير (ها) ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
& خصائص المضاف:
1- لا ينوّن إذا كانَ مفردًا.
مثال: فتحتُ بابَ الغرفةِ.
فلولا إضافة كلمة (باب) إلى كلمة (الغرفة) لكانت الجملة على النحو الآتي: (فتحتُ بابًا) إلّا أنّ إضافتها أدّت إلى حذف التنوين منها.
2- تحذف نون تثنيته، أو جمعه إذا كان مثنّى أو جمعًا.
مثال: قرأتُ كتابَيِ الطالبِ.
الأصل في تثنية كلمة (كتاب) في حالة النصب أن تكون (كتابين)، لكن حذفت نون تثنيتها من المثال؛ لأنّها جاءت مضافة إلى كلمة (الطالب). وكذلك في نون الجمع، كما في العبارة الآتية: (كرّم المديرُ متفوِّقَيِ الصفِّ).
& من الأسماء التي تلازم الإضافة إلى اللفظ المفرد:
|
1- كلا ،وكلتا: يضاف كل منهما إلى: |
|
|
أ- اسم ظاهر مثنى: وتعرب حينها حسب موقعها في الجملة إعراب الاسم المقصور بتقدير الحركة على الآخر .
مثال: استمعتُ إلى كِلا الخطيبَيْنِ بإعجابٍ.
كِلا: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة المقدّرة منع من ظهورها التعذّر، وهو مضاف. الخطيبَيْنِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الياء؛ لأنّه مثنى.
|
ب- ضمير :تلحق حينها بالمثنى، وتعرب إعرابه.
مثال: رأيتُ القطتينِ كلتاهما.
كلتا: توكيد معنوي منصوب وعلامة نصبه الألف؛ لأنه ملحق بالمثنى، وهو مضاف.
هما: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
|
|
2- قبل، بعد، وحد، لدى، مع، أيّ. |
|
|
أمثلة: - دخل المديرُ القاعةَ قبلي وكان بيده بعضُ الأوراقِ. قبلي: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل الياء، منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة، وهو مضاف. الياء: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- جلستُ معَ المعلمِ بعد الحصةِ. مع: ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. المعلمِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة. بعدَ: ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. الحصةِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
- العلمُ نورٌ يبقى أثرُه لدى الأجيالِ.
لدى: ظرف مكان مبني على السكون، وهو مضاف. الأجيالِ: مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه الكسرة.
- كنتَ وحدَك المسؤولَ عن هذا القرارِ. وحدَ: حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة، وهو مضاف. الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
ملحوظات مهمة: 1- كلمة (وحد) تلازم الإضافة إلى ضمير، فنقول: (وحدهُ، وحدكَ، وحدكما....).
2- لا يجوز دخول حرف الجر على كلمة (وحد)، فليس صحيحًا أن نقول: (لوحده، لوحدك ...).
3- قد يقطع الظرفان (قبل) و(بعد) عن الإضافة من حيث اللفظ، ويبنيان على الضم. مثال ذلك في قوله تعالى من سورة الروم: (لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ) وتقدير المعنى: من قبلِ غلبِ الروم ومِن بعده. وإعراب قبل: ظرف زمان مبني على الضم لانقطاعه عن الإضافة في محل جر بحرف الجر.
|
|
|
أتذكر:U إذا: ظرف لما يستقبل من الزمان. إذْ: ظرف لما مضى من الزمان. |
& ما يلزم الإضافة إلى جملة:
(حيثُ، إذْ، إذا)
تلزم الظروف (حيث، وإذا، وإذ) الإضافة إلى جملة لا إلى اسم
مفرد، ومن الأمثلة على ذلك ما يأتي:
1- قال تعالى: "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة: 30).
قالَ: فعل ماض مبنيّ على الفتح الظاهر.
ربُّ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وهو مضاف.
الكاف: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة.
والجملة الفعلية (قالَ ربُّكَ) في محل جر بالإضافة.
2- جلستُ حيثُ جلسَ زيدٌ.
حيث: ظرف مبني على الضم في محل نصب، وهو مضاف.
جلسَ: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره.
زيدٌ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
والجملة الفعلية (جلسَ زيدٌ) في محل جر بالإضافة.
3- إذا غَضِبَتْ عَليكَ بنو تَميمٍ حَسِبْتَ النّاسَ كُلُّهُمُ غِضابا
إذا: ظرف زمان متضمن معنى الشرط مبني في محل نصب، وهو مضاف.
غَضِبَتْ: فغل ماض مبني على الفتح، وتاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب. والجملة الفعلية في محل جر بالإضافة.