أتأمّل :
يقول مصفى الغلايينيّ مادحًا الشّريف الحسين بن عليّ:
أبا مُلوك إليك العُربُ ناظرةٌ بطرف ذي أملٍ بالشّوق مُلتهب
إنَّ البلاد وإن عدّدت واحدةٌ في النّطق والعرق والأخلاق والأدب
- عوامل وحدة الأمّة العربيّة الّتي أشار إليها:
- النّطق (اللغة): اللغة العربية هي الرّابط الأساسيّ بين أبناء الأمّة.
- العرق (الأصل): الانتماء إلى أصل واحد مشترك.
- الأخلاق: القيم والمبادئ الأخلاقيّة المشتركة.
- الأدب: التّراث الأدبيّ والثّقافي الموحّد.
شعر الثّورة العربيّة الكبرى
الظّروف الّتي أدت إلى ظهور هذا الشّعر وموضوعاته الرّئيسية.
-
- السّياق التّاريخيّ:
- الزّمن: انطلقت الثّورة العربيّة الكبرى عام 1916 في خضم الحرب العالميّة الأولى.
- القيادة: كانت بقيادة الشّريف الحسين بن علي.
- الدّافع: تفتّح الرّوح القوميّة لدى العرب والرّغبة في التّحرر من الظلم وتحقيق الوحدة العربيّة.
- رد فعل الشّعراء: انتفضت حفيظة الشّعراء من معظم الأقطار العربية، وتحركت مشاعرهم للتّغنّي بالثّورة وقائدها.
- رد فعل الأدباء: تحركت مشاعر الأدباء العرب للتّغني بفضل الشّريف الحسين بن علي في رفع راية الثّورة، وبيان موقفهم المؤيد للتّخلّص من الظّلم.
- أبرز شعراء الثّورة:
- فؤاد الخطيب (لُقّب بـ "شاعر الثّورة").
- جميل العظم.
- خليل مطران.
- أحمد شوقيّ.
مضامين شعر الثّورة العربيّة الكبرى:
من أهم المضامين الّتي برزت في أشعارهم:
-
- الاعتزاز بالقوميّة العربيّة: الفخر بالانتماء العربيّ.
- التّغني بأمجاد الأمّة: استذكار التّاريخ المجيد للعرب.
- التّأكيد على ثوابت الوحدة: التّركيز على اللغة، الأرض، التّاريخ، والدّين كعوامل جامعة.
- الدّعوة لبناء الدّولة الحديثة: التّطلع إلى تأسيس دولة عربيّة حديثة ومستقلّة.
فؤاد الخطيب وقصيدته: نموذج لشعر الثّورة
نبذة عن الشّاعر (فؤاد الخطيب 1879 - 1957):
- هو فؤاد بن حسن الخطيب، ولد في قرية "شحيم" قرب بيروت.
- كان عضوًا في المجمع العلميّ العربيّ بدمشق.
- استكمل دراسته في الجامعة الأمريكيّة.
- عمل مدرسًا للغة العربيّة في يافا.
- من مؤلفاته: كتاب في "قواعد اللغة العربيّة"، نشر الجزء الأوّل من "ديوانه"، ومسرحيّة "فتح الأندلس".
- لقبه: لُقّب بـ "شاعر الثّورة العربيّة الكبرى".
- تحليل قصيدته:
لِمن المَضاربُ في ظِلال الوادي ريّا الرّحابِ تغضُّ بالورّاد
الله أكـبــــــر تــلــك أمـــّـــــة يعـــــــرب نفرت من الأغوار والأنجاد
ومشت تدكُّ البَغي مِشية واثقٍ بالله والتّاريـــــــــخ والأجداد
لبيك يا أرض الجزيرة واسمعي ما شئت من شدوي ومن إنشادي
أنا لا أفـــرّقُ بيــن أهـلــك إنّـــهـــم أهلي وأنت بلادهم وبلادي
عربٌ تطوّع كَهلُهم وغلامُهم للموت غير مُسحّر بقياد
- الموضوع العام: يرصد موقف العرب وتوحدهم.
- رمزيّة (يعرب): يستخدم الشّاعر اسم "يعرب" كصيغة جامعة وموحّدة للتّعبير عن أمّة العرب كلّها.
- التّصوير الفنّيّ:
- يقوم على التّصوير الفنّيّ الواقعيّ الّذي يغلب عليه الوصف.
- يصف المضارب (الخيام) الّتي امتلأت بالمبايعين للشّريف الحسين، المستعدين للتضحية بأرواحهم.
- يصوّر أبناء الأمة وهم يسرعون من كل المناطق (الأغوار والأنجاد) لتلبية نداء الثّورة.
- المضمون:
- تتلألأ القصيدة بالتّغنّي ببطولة الشّريف الحسين بن علي وأبنائه.
- تُبرز مكانة الشّريف الدّينيّة والقوميّة.
- السّمات الفنّيّة البارزة للشّعر في القصيدة:
- عاطفة الاعتزاز بالقوميّة العربيّة: وهي السّمة الأبرز.
- النبرة الحماسيّة: توظيف نبرة حماسيّة بأسلوب جزل يتّسم بفخامة التّعبير، بما يتناسب مع طبيعة الحدث القومي.
- الصّدق: تتسم القصيدة بالصّدق الفنّيّ والواقعيّ في تصويرها للمشاعر والأحداث.
شعر المقاومة
تعريف أدب المقاومة وسياقه التّاريخيّ:
- التّعريف: هو الأدب - بجميع أنواعه وأجناسه - الّذي يدعو إلى الحرّية ومواجهة العدو، و(يشجع) على الكفاح في سبيل الخلاص.
- جذوره التّاريخية: هذا النّوع من الأدب ليس جديدًا ، بل هو موجود منذ القدم.
- شاهد تاريخيّ قديم: يُعد عصر الحروب الصليبيّة شاهدًا قويًّا على هذا الأدب، حيث كُتب لتحريض النّاس على الدّفاع عن المقدّسات والذّود عن الحِمى والأعراض.
شعر المقاومة في تاريخ العرب الحديث
- الموضوع الأساسيّ: شهد تاريخ العرب الحديث أنماطًا من الشّعر الذّي يدعو إلى التّضحية والكفاح ومقاومة المستعمر بكل السّبل لتحرير الأوطان.
- التّجربة الجزائريّة (كمثال بارز):
- السّياق: ظهر هذا الشّعر بوضوح في حركة النّضال الجزائريّ ضد المستعمر الفرنسيّ.
- المضمون: عبر الشّعراء العرب من خلاله عن وعيهم بمفهوم الهويّة الوطنيّة، وارتفعت الأصوات المنادية بالتّحرر.
- التّأثير: ألهمت الثّورة الجزائريّة قرائح (مواهب) الشّعراء وشحنت معانيهم بالقوّة والحماس.
- أمثلة على شعراء المقاومة الجزائريّة:
1. الأمير عبد القادر الجزائريّ.
2. مفدي زكريا، ومن أشهر أقواله الّتي تعبر عن التّضحية المطلقة:
أنا إنْ مِتُّ فالجزائرُ تحيا حرةً مستقلةً لن تبيدا
- ومن أبرز الشّعراء العرب الّذين صوروا معاناة الشّعب الجزائريّ ورصدوا إصرارهم على الانتصار :
1- أبو القاسم الشّابيّ
2- الشّاعر المغربيّ عبد اللطيف أحمد خالص، ومن شعره:
شعبٌ أرانا في الكفاح صفائِحًا بيضًا يُزيّنها ثباتٌ نادرُ
- ومن شعر المقاومة ما قاله أحمد شوقي عن رفضه للمستعمر الفرنسيّ في نكبة دمشق، معبرًا عن حال الحزن الّتي سادت العالم العربيّ كلّه، واصفًا الخراب الّذي خلّفه العدوُّ وحجم المأساة:
سلامٌ من صبا بـــردى أرقّ ودمعٌ لا يكفكف يا دمشق
وقيل معالم التّاريخ دُكّت وقيل أصابها تلفٌ وحرق
مضامين شعرالمقاومة:
من أهم مضامين شعر المقاومة في الأقطار العربيّة:
- تصوير عواطف الشّعوب العربيّة الرّافضة للاستعمار، والتّعبير عن آمالهم وآلامهم.
- التّغنّي بالجهاد والنّضال، والإشادة بالبطولات.
- الدّعوة إلى التّحرير ومواجهة العدوّ، واستنهاض الهمم.
- وصف الخراب الّذي أحدثه العدوّ في البلاد والعباد.
شعر المقاومة الفلسطينيّة
تمهيد: علاقة مقطع محمود درويش بشعر المقاومة
- أقرأ الأبيات الشّعرية الآتية للشاعر محمود درويش:
نُحبُّ الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
ونسرقُ من دودة القزِّ خيطًا لنبني سماءً لنا ونُسيّج هذا الرّحيلا
ونفتح باب الحديقة كي يخرج الياسمين إلى الطُّرقات نهارًا جميلا
نُحب الحياة إذا ما استطعنا إليها سبيلا
- علاقة المقطع بشعر المقاومة تكمن في النّقاط التّالية:
- حب الحياة كفعل مقاومة: الأبيات تظهر أن مجرّد "حب الحياة" والسّعي إليها هو بحد ذاته شكل من أشكال المقاومة والصّمود في وجه الظّروف الصّعبة الّتي يفرضها الاحتلال.
- خلق الأمل من العدم: صورة "سرقة خيط من دودة القز" ترمز إلى خلق الأمل وبناء مستقبل ("سماء لنا") من أبسط الأشياء المتاحة، رغم الحصار والرّحيل.
- نشر الجمال رغم الواقع: فتح باب الحديقة ليخرج الياسمين هو رمز لنشر الجمال والأمل في الأماكن العامّة ("الطّرقات")، كتحدٍ للواقع القبيح الّذي يفرضه المحتل.
نشأة شعر المقاومة
- قبل عام 1948: لم يكن مصطلح "أدب المقاومة" معروفًا في فلسطين.
- بعد عام 1948 (النّكبة):
- حدث تهجير للفلسطينيين، وبقي بعضهم في أرضهم.
- عانى من بقي من ظلم الاحتلال معاناة كبيرة.
- برزت أهميّة صوت المقاومة للحفاظ على الهويّة الثّقافيّة في وجه محاولات العدوّ لتذويب السّكان العرب وتجهيلهم.
- أهميّة صوت المقاومة: عمد هذا الشّعر إلى تنبيه النّاس إلى المؤامرات الّتي تُحاك، مثل:
- تهويد فلسطين.
- شراء الأراضي.
- إنشاء المستوطنات.
شعراء المقاومة الفلسطينية
ظهرت التجارب الشعرية المقاومة مبكراً بهدف فتح عيون النّاس على ما يحيط بالبلاد من ظلم واحتلال.
ومن هذه التّجارب:
1- تجربة إبراهيم طوقان، يقول إبراهيم طوقان في قصيدة (موطني)
موطني ... موطني ..
الجلالُ والجمالُ والسّناءُ والبهاءُ
في رُباك ... في رُباك
والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ
في هواك ... في هواك
الشّبابُ لم يكلَّ ... همه أن يستقلَّ أو يبيد
نستقي من الرّدى ولن نكون للعدى
كالعبيد ... كالعبيد
2- تجربة عبد الرّحيم محمود المُلقب بالشهيد قبل موته قصيدة (الشّهيد) الشّهيره منها:
سأحمل روحي على راحتي وأُلقي بها في مهاوي الرَّدى
فإمّا حياةٌ تسرُّ الصّديق وإمّا مماتٌ يغيظُ العدا
ونفس الشريف لها غايتان وُرود المنايا ونيل المُنى
- أسباب مكانة شعر المقاومة الفلسطينيّ: تبوأ هذا الشّعر حيزًا واسعًا في شعر المقاومة العربيّ لعدّة أسباب، منها:
- مكانة فلسطين الدينيّة.
- استمرار معاناة فلسطين من الاحتلال الصّهيونيّ حتى يومنا هذا.
3- شعراء بارزون آخرون:
-
- السّجل طويل ويشمل أسماء مثل: فدوى طوقان وأحمد دحبور.
- حدد الأديب غسّان كنفانيّ مجموعة من الشّعراء الّذين تحدّوا الواقع وتمرّدوا عليه، ومن أهمهم: (محمود درويش، وسميح قاسم). يقول محمود درويش:
وداعًا لما سوف يأتي به الوقت بعد قليل .. وداعًا.
وداعًا لما سوف تأتي به الأمكنة.
تشابه في اللّيل ليلي، وفي الرّمل رملي، وما عاد قلبي مشاعًا.
وداعًا لمن سأراها بلادًا لنفسي؛ لمن سأراها ضياعًا.
دور الشّاعر الأردنيّ في دعم القضيّة الفلسطينيّة
- الموقف العام: كان الشّاعر الأردنيّ يعبر دائمًا عن آمال أمته، ويقف في وجه الظّلم والعدوان، ويحمل الهم الفلسطينيّ.
- المضمون الشّعري:
- الحلم بحرية فلسطين.
- مساندة الأشقّاء في الضّفة الأخرى.
- جاءت التّجربة الشّعرية الأردنيّة صادقة ومضيئة، محمّلة بالألم والأمل.
- كشفت عن تآخي الشّعراء الأردنيين مع همّ القضيّة الفلسطينيّة.
- شعراء أردنيون (أمثلة):
- مصطفى وهبي التّل (عرار).
- خالد محادين.
- حبيب الزيوديّ.
- نموذج شعريّ (خالد محادين): يعبر عن حتميّة العودة وقوّتها في قوله:
آتِ يا قدسُ أنا كالمدّ
لا أعرفُ جزرًا أو ليلًا
لا أعرفُ حدّ