العلاقاتُ الخارجيةُ للحضارةِ المصريةِ القديمةِ
أتخيّلُ نَفسي هُناكَ: أتجوّلُ في مدينةِ الإسكندريةِ، وأزورُ جامعتَها ومكتبتَها الشهيرةَ.
أقامَتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ علاقاتٍ تجاريةً معَ الحضاراتِ المجاورةِ، وتبادلَتْ خلالَها البضائعَ والعلومَ والثقافاتِ. وحقّقَتْ إنجازاتٍ عدّةً أدّتْ إلى التطوُّرِ في المجالاتِ كافّةً، إلّا أنَّ الضعفَ أصابَ الدولةَ بسببِ مجموعةٍ منَ العواملِ الداخليةِ والخارجيةِ. ومنْ أهمِّ العواملِ الداخليةِ:
- ضعفُ الملوكِ وفسادُهُمْ.
- قيامُ عدّةِ ثوراتٍ داخليةٍ على السلطةِ المركزيةِ.
- انتشارُ المحسوبيةِ والفسادِ.
- تعدُّدُ الآلهةِ.
- استيلاءُ الكهنةِ (رجالِ الدّينِ) على جزءٍ كبيرٍ منَ الأراضي الزراعيةِ، وازديادُ نفوذِهِمْ وتوسُّعُ سُلُطاتِهِمْ على حسابِ الدولةِ.
|
السببُ: ضعف الدولة المصرية القديمة |
النتيجةُ: قيامُ ثوراتٍ عدّةٍ. |
أمّا العواملُ الخارجيةُ فتمثّلَتْ في غزوِ الأحباشِ منَ الجنوبِ، ومنْ ثمَّ الآشوريينَ منَ الشمالِ الشرقيِّ، ثمَّ غَزْوِ الفرسِ، وبقيَتْ مصرُ تحتَ حكمِهِمْ حتّى مجيءِ الإسكندرِ الأكبرِ المقدونيِّ الّذي أسَّسَ مدينةَ الإسكندريةِ، وأقامَ علاقاتٍ تجاريةً معَ مصرَ القديمةِ.
- احتلالُ الإسكندرِ المقدونيِّ مصرَ وحكمُ البطالمةِ
احتلَّ الإسكندرُ المقدونيُّ آسيا الصغرى (تركيّا) وبلادَ الشامَ ومصرَ في عامِ 332 ق.م، وبعدَ وفاتِهِ قُسِّمَتِ الإمبراطوريةُ الّتي امتدَّتْ منْ بلادِ اليونانِ غربًا إلى الهندِ شرقًا بينَ قادةِ جيوشِهِ، فاستقرَّ القائدُ (بطليموسُ) في مصرَ وسيطرَ عليها وعلى بلادِ الشامِ، وسُمِّيَتْ دولتُهُ "دولةَ البطالمةِ"، وفي ظلِّ هذِهِ الدولةِ انصهرَتِ الحضارةُ المصريةُ القديمةُ معَ الحضارةِ اليونانيةِ بما سُمِّيَ "الحضارةَ الهلنستيةَ". وكانَ الإلهُ آمونُ الإلهَ الوحيدَ الّذي يعبدُهُ المصريونَ في ذلكَ الوقتِ. وبنى البطالمةُ في الإسكندريةِ القصورَ والحدائقَ، وأصبحَتِ الإسكندريةُ مركزًا للحضارةِ في مجالِ الفنِّ والعلمِ والصناعةِ والتجارةِ، وتأسّسَتْ جامعةُ الإسكندريةِ ومكتبتُها المشهورةُ، وبرزَ فيها عددٌ منَ العلماءِ، مثلِ: إقليدسَ (عالمِ الهندسةِ)، وبطليموسَ (الجغرافيِّ)، ومانيتونَ (المُؤرِّخِ المصريِّ). وكانَتِ الإسكندريةُ الميناءَ الأولَ في البحرِ المتوسطِ.
واستمرَّ البطالمةُ في حكمِ مصرَ حتّى سيطرَ عليها الرومانُ بقيادةِ الإمبراطورِ (بومبيوسَ) في عامِ 64 ق.م.
واستمرَّ حكمُ الرومانِ في مصرَ حتّى عامِ 640 م.
كليوباترا:
يتألّفُ اسمُها منْ مقطعَينِ: "كليو" ويعني "فخرٌ"، و"باترا" ويعني "وطٌن". وقدْ منحَتْ كليوبترا نفسَها لقبَ الإلهِ "إيزيس الجديدةِ".
وصلَتْ كليوباترا إلى الحكمِ بعدَ وفاةِ أبيها بطليموسَ الثاني عشرَ
- أصمّمُ خطًّا زمنيًّا أبيّنُ عليهِ أهمَّ الغزواتِ الّتي تعرّضَتْ لها حضارةُ مصرَ القديمةُ.
- علامَ يدلُّ تعرُّضُ مصرَ لاعتداءاتٍ عدّةٍ؟
تعرُّض مصر لاعتداءاتٍ عدّةٍ يدل على موقعها الجغرافي الاستراتيجي وأهميتها التاريخية والسياسية في المنطقة. مصر تُعتبر بوابة بين إفريقيا وآسيا، وتتحكم في ممرات مائية حيوية مثل قناة السويس، مما يجعلها هدفًا للأطماع الخارجية. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك مصر موارد طبيعية غنية وثقافة حضارية عريقة، مما يزيد من رغبة القوى الخارجية في السيطرة عليها. تعرُّض مصر للاعتداءات يعكس أيضًا التحديات الأمنية والسياسية التي تواجهها في محيطها الإقليمي، حيث تتأثر بالصراعات والنزاعات في الدول المجاورة. هذه الاعتداءات تُبرز أهمية تعزيز القدرات الدفاعية والأمنية لمصر للحفاظ على سيادتها واستقرارها.
