اللغة العربية8 فصل أول

الثامن

icon

الدَّرسُ الأوَّلُ: أسْتَمِعُ بِانتِباهٍ وتَركيزٍ

◘ أسْتَعِدُّ للاستِماعِ

أتأمَّلُ الصّورَةَ، ثُمَّ:

نص استماع احسنوا جواركم

1. أصِفُ ما أُشاهِدُهُ.

يُترَك للطّالِب.

2. أتَوَقَّعُ مَضْمونَ نَصِّ الاستِماعِ.

يُترَك للطّالِب.


(1، 1) أسْتَمِعُ وأتَذَكَّرُ

النَّصّ الأوَّل

حُسنُ الجِوار

كانَ لِأبي حنيفَةَ جارٌ بالكوفَةِ إسكافٌ، يَعْمَلُ نهارَهُ أجمَع، حتّى إذا جَنَّهُ اللَّيلُ رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ، وقَدْ حَمَلَ لَحْمًا فَطَبَخَهُ أو سَمَكَةً فَيَشويها، ثُمَّ لا يزالُ يأكُلُ ويَشْبَعُ حتّى إذا دَبَّتِ السَّعادَةُ فيهِ غَنّى بِصوتٍ عالٍ وهُوَ يقولُ:

أضـاعـــونــي وأيَّ فـــتــــىً أضــاعــوا            لِـــيَـــومِ كــريـــهَــــةٍ وســـدادِ ثَـــغْـــرٍ

فلا يزالُ يُرَدِّدُ هذا البيتَ حتّى يأخُذَهُ النَّومُ، وكانَ أبو حنيفَةَ يَسْمَعُ جَلَبَتَهُ، وأبو حنيفَةَ كانَ يُصَلّي اللَّيلَ كُلَّهُ، فَفَقَدَ أبو حنيفَةَ صَوْتَهُ، فَسَألَ عَنْهُ فقيلَ لَهُ أخَذَهُ العَسَسُ مُنْذُ ليالٍ وهُوَ محبوسٌ، فصَلّى أبو حنيفةَ صلاةَ الفجرِ مِن غَدٍ ورَكِبَ بَغْلَتَهُ واستَأْذَنَ على الأميرِ، قالَ الأميرُ: ائذَنوا لَهُ وأَقْبِلُوا بِهِ راكِبًا ولا تَدَعوهُ يَنْزِلُ حتّى يَطَأَ البِساطَ، فَفَعَلَ، فَلَمْ يَزَلِ الأميرُ يُوَسِّعُ لَهُ مِنْ مَجْلِسِهِ، وقالَ: ما حاجَتُكَ؟ قالَ: لِي جارٌ إسكافٌ أخَذَهُ العَسَسُ مُنْذُ ليالٍ، يأمُرُ الأميرُ بِتَخلِيَتِهِ؟ فقالَ: نَعَمْ، وكُلِّ مَنْ أُخِذَ بِتِلْكَ اللَّيلَةِ إلى يومِنا هذا، فأمَرَ بِتَخلِيَتِهِمْ أجمعينَ، فَرَكِبَ أبو حنيفَةَ والإسكافُ يمشي وراءَهُ، فَلَمّا نَزَلَ أبو حنيفةَ مَضى إلَيْهِ فقالَ: هل ترى يا فتًى أنّا أَضَعْناكَ؟ قالَ: لا، بَلْ حُفِظْتُ ورُعِيتُ، جزاكَ اللهُ خيرًا عَنْ حُرْمَةِ الجِوارِ، ورِعايَةِ الحَقِّ، وتابَ الرَّجُلُ، ولَمْ يَعُدْ إلى ما كانَ منه.

♦ النَّصّ الثّاني:

باعَ أبو الجَهْمِ العَدويُّ دارَهُ، وكانَ في جِوارِ سعيدٍ بنِ العاصِ بِمِئَةِ ألفِ درهم، فَلَمّا أحضَرَها المُشتَري قالَ لَهُ: هذا ثَمَنُ الدّارِ فأعْطِني ثَمَنَ الجِوارِ، قالَ: أيُّ جِوارٍ؟ قالَ: جِوارُ سعيدٍ بِنِ العاصِ، قالَ: وهَلِ اشْتَرى أحَدٌ جِوارًا قَطّ؟ قالَ: رُدَّ عَلَيَّ داري وخُذْ مالَكَ، لا أَدَعُ جِوارَ رَجُلٍ إِنْ قَعَدْتُ سأَلَ عَنّي، وإِنْ رآني رَحَّبَ بي، وإِنْ غِبْتُ حَفِظَني، وإِنْ شَهِدْتُ عِنْدَهُ قَرَّبَني، و إِنْ سَأَلْتُهُ قضى حاجَتي، وَإِنْ لَمْ أَسْأَلْهُ ابتَدَرَني، وإِنْ نابَتْني نائِبَةٌ فَرَّجَ عَنّي، فَبَلَغَ ذلكَ سعيدًا فَبَعَثَ إِلَيْهِ مِئَةَ ألفِ درهمٍ، وقال: هذا ثَمَنُ دارِكَ ، ودارُكَ لَكَ.

♦ النَّصّ الثّالِث:

يُرْوى أنَّ رَجُلًا كانَ جارًا لِأبي دُلَفَ بِبَغدادٍ، فأدْرَكَتْهُ حاجَةٌ، ورَكِبَهُ دَيْنٌ فادِحٌ حتّى احتاجَ إلى بَيْعِ دارِهِ فساوَموهُ فيها، فَسَمّى لَهُمْ ألفَ دينارٍ ، فقالوا لَهُ، إِنَّ دارَكَ تُساوي خمسَمِئَةِ دينارٍ، فقالٍ: أبيعُ داري بِخَمْسَةِ مِئَةٍ وجِوارَ أبي دُلفَ بِخَمْسَمِئَةٍ، فَبَلَغَ أَبا دُلفَ الخَبَرَ فَأَمَرَ بِقَضاءِ دينِهِ وَوَصَلَهُ، وَقالَ: لاَ تَنْتَقِلْ مِنْ جِوارِنا.

 


 


 

Jo Academy Logo