الامن الغذائي في الاسلام - تربية اسلامية - حادي عشر

الأمن الغذائي في الإسلام

 

يُعدّ الأمن الغذائي ركيزة أساسية لاستقرار المجتمعات ورفاهية الأفراد، فهو يعني توفير الغذاء الصحي الكافي الذي يلبي احتياجات الجميع في مختلف الظروف. ولم يكن هذا المفهوم غائبًا عن الشريعة الإسلامية، بل أولت له اهتمامًا بالغًا، مقدمةً تشريعات عملية تضمن استدامته وتحقيقه على أكمل وجه.

 

لقد تجلى اهتمام الإسلام بالأمن الغذائي في دعوته الصريحة إلى الاهتمام بالزراعة واستغلال الأراضي. فقد حثّ الإسلام المسلمين على الانتفاع بالأرض وزراعتها، إيمانًا منه بأنها مصدر الخير والعطاء. وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم فضل الزراعة في أحاديث كثيرة، مؤكدًا أن كل جهد يُبذل في هذا المجال هو صدقة جارية، حيث قال: "ما مِنْ مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ، أَوْ إنِْسانٌ، أَوْ بَهيمَةٌ إِلَّا كانَ لَهُ بهِِ صَدَقَةٌ".

هذا الحديث الشريف لا يحفز على الزراعة فحسب، بل يرسخ قيمة العطاء والتكافل الاجتماعي من خلال الغذاء.

 

ولم يقتصر اهتمام الإسلام على الإنتاج، بل امتد ليشمل الاستهلاك الرشيد. فقد دعا الإسلام إلى الاعتدال في تناول الطعام والشراب، ونهى عن الإسراف والتبذير، اللذين يُعدّان من أهم أسباب هدر الموارد. قال تعالى في محكم كتابه: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين"، وهي آية كريمة ترسم منهجًا واضحًا للاستهلاك الواعي.

 

كما أكد النبي صلى الله عليه وسلم على أهمية الاعتدال في الأكل، موضحًا أن خير ما يملأ به الإنسان وعاءه هو ما يقيم صلبه، وأن الإفراط في الطعام مضر بالصحة، فقال: "ما مَلََ آدَمِيٌّ وِعاءً شرًّامِنْ بَطْنِهِ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ لُقَيْماتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كانَ وَلا بُدَّ فاعِلً فَثُلُثٌ لِطَعامِهِ، وَثُلُثٌ لِشَابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفْسِهِِ".

 

هذا التوجيه النبوي يضع أسسًا للتغذية الصحية والوقاية من الأمراض، مما يساهم في الحفاظ على صحة الأفراد وقدرتهم على الإنتاج.

 

وللتعرف أكثر إلى درس الأمن الغذائي في الإسلام جهزت لكم منصة جو أكاديمي شرحاً تفصيليًا وأوراق عمل خاصة في هذا الدرس وحل الأسئلة الخاصة به وللاطلاع عليها من خلال الرابط الخاص بالدرس اضغط هنا.