التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي2007

التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي2007
25/12/2024
(منذ 3 أسابيع)
jo-academy-logo

فريق جو اكاديمي

الموسوعة في العصرين العباسي والأيوبي والمملوكي

 

الموسوعة هي كتاب يجمع معلومات شتى من مختلف ميادين المعرفة والعلوم، وقد شهد هذا الفن تطوراً ملحوظاً في العصرين العباسي والأيوبي المملوكي، حيث أصبح وسيلة هامة لحفظ العلوم وتنظيمها. عادة ما تُرتب الموسوعات بطريقة هجائية لتسهيل الوصول إلى المعلومات. ظهرت هذه الفكرة بوضوح في العصر العباسي، كما يتضح في كتب مثل "الحيوان" للجاحظ و"الأغاني" لأبي فرج الأصفهاني. كانت الموسوعات تعكس التراكم الفكري الذي نشأ في تلك العصور، وكانت تشكل ساحة واسعة لتجمع المعرفة والتاريخ، وموثقة لأهم الأحداث العلمية والفكرية.

 

وهناك عدة عوامل أسهمت في تطور هذا النوع من التأليف الموسوعي في العصرين الأيوبي والمملوكي، ومنها:

الغزو الصليبي والغزو المغولي وما أحدثه من تدمير ثقافي وفكري في بلاد الشام والعراق، مما دفع العلماء إلى الإسراع في تأليف الموسوعات لمواجهة هذا التدمير وتعويض الخسارة العلمية.

ديوان الإنشاء: الذي كان يتطلب من العاملين فيه أن يكونوا موسوعيين في معرفتهم كي يستطيعوا كتابة الرسائل والكتب الحكومية المتنوعة.

انتشار المكتبات الضخمة: التي كانت تُخصص لخدمة طلبة العلم، وتحتوي على نفائس الكتب والمعارف التي حفزت العلماء على جمع المعلومات وكتابة الموسوعات.

استقطاب مصر والشام للعلماء المهاجرين: من مختلف الأقطار العربية والإسلامية، مما ساعد في تبادل المعرفة وتطوير العلوم والمعارف المختلفة.

ومن أشهر الموسوعات في العصرين الأيوبي والمملوكي:

"الوافي بالوفيات" لصلاح الدين الصفدي: وهو من أوسع كتب التراجم، يتألف من نحو ثلاثين مجلداً ويعني بتراجم العلماء والفقهاء والأدباء.

"غرر الخصائص الواضحة وعرر النقائص الفاضحة" لجمال الدين الوطواط: كتاب يحتوي على مختارات من الشعر والنثر، ويقع في ستة عشر بابًا.

"نهاية الأرب في فنون الأدب" لشهاب الدين النويري: موسوعة ضخمة تحتوي على ثلاثين مجلداً، تناولت مواضيع متنوعة مثل السماء والأرض، الإنسان، التاريخ، والنبات.

"مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" بن فضل الله العمري: كتاب موسوعي يتألف من أكثر من عشرين جزءًا مليئًا بالمعلومات القيمة في التراجم والتاريخ والجغرافيا.

"سير أعلام النبلاء": وهو موسوعة تتألف من ثلاثين مجلداً تعنى بتراجم العلماء والأدباء.

"صبح الأعشى في صناعة الإنشاء" لأبي العباس القلقشندي: موسوعة ضخمة تحتوي على مقدمة وعشر مقالات متعلقة بفضل الكتابة وصفات الكتاب.

"نسيم الصبا" لبدر الدين الحلبي: موسوعة تقع في نحو ثلاثين فصلاً، تتناول مواضيع متنوعة مثل الطبيعة والأخلاق والأدب.

وتكمن أهمية الموسوعات في أنها وسيلة هامة لحفظ وتوثيق العلوم والمعارف في مختلف المجالات. وقد قدم العلماء وقتهم وجهودهم الكبيرة في جمع وتنظيم هذه المعارف بشكل يسهل على الدارسين الاطلاع عليها وفهمها. كما كانت الموسوعات وسيلة أساسية لتوثيق الأحداث التاريخية، وتقديم خلاصة من المعرفة في مختلف الفنون والعلوم.

 وتعد الموسوعات مرآة تعكس غنى وتنوع المعرفة في العصرين الأيوبي والمملوكي. فقد أسهمت في حفظ التراث العلمي والفكري وتوثيقه للأجيال اللاحقة. ومن خلال هذا الفن الأدبي، استطاع العلماء الحفاظ على المعارف الإنسانية وتنظيمها بطرق تسهل على الدارسين فهمها، مما جعل الموسوعات أداة حيوية في العصرين.

 

 

وللتعرف أكثر إلى درس التأليف الموسوعي في العصرين: الأيوبي والمملوكي جهزت لكم منصة جو أكاديمي شرحاً تفصيليًا للدرس وأوراق عمل خاصة في هذا الدرس وحل الأسئلة الخاصة به وللاطلاع عليها من خلال الرابط الخاص بالدرس اضغط هنا.

أخبار أخرى قد تهمك

جار التحميل...

إعلان

جار التحميل...