فتح مكَّة 8 ه - تربية اسلامية - حادي عشر

فتح مكَّة 8 ه - تربية اسلامية - حادي عشر
07/05/2025
(منذ 7 أشهر)
jo-academy-logo

فريق جو أكاديمي

                                                                   فتح مكة 8 هـ        

 

في غمرةِ التاريخ الإسلامي، يبرزُ حدثٌ عظيمٌ كفجرٍ صادقٍ يمحو ظلامَ الجاهلية، ويُشرقُ بنورِ الهُدى على قلوبٍ عطشى للحقّ، إنه فتحُ مكةَ المكرّمة، ذلك النصرُ الذي لم يُروَ بقطرةِ دمٍ، بل بسماحةٍ وعفوٍ جسّدا أسمى معاني الإنسانية.

لقد كانت الرؤيا الصادقةُ منبعَ هذا الحدثِ الجليل؛ فرسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، رأى في منامهِ أنه يدخلُ مكةَ معتمرًا، فكانت تلك الرؤيا إيذانًا بفتحٍ قريبٍ، ووعْدًا إلهيًا بتحقيقِ النصرِ المبين. خرجَ النبيُّ الكريمُ مع صحابتهِ الكرامِ قاصدينَ البيتَ الحرامَ، لكنَّ قريشًا، بصلفها وعنادها، حالتْ دونَ دخولهم، فكانَ صلحُ الحديبيةِ، الذي بدا في ظاهرهِ هزيمةً، وفي باطنهِ فتحًا مبينًا.

 

نصَّ هذا الصلحُ على هدنةٍ تمتدُّ لعشرِ سنواتٍ، وعلى حريةِ القبائلِ في الانضمامِ إلى حلفِ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، أو حلفِ قريشٍ، فدخلتْ قبيلةُ بني بكرٍ في حلفِ قريشٍ، بينما انضمتْ قبيلةُ خزاعةَ إلى حلفِ رسولِ اللهِ، صلى الله عليه وسلم. ولكنَّ نقضَ العهدِ لم يلبثْ أن أطلَّ برأسهِ القبيحِ؛ فما هي إلا مدةٌ وجيزةٌ حتى أغارتْ بنو بكرٍ على خزاعةَ، وقتلوا عددًا من أفرادها، وأمدتْ قريشٌ بني بكرٍ بالرجالِ والسلاحِ، فكانَ ذلكَ خيانةً صريحةً لصلحِ الحديبيةِ، ونقضًا فاضحًا للعهدِ.

 

غضبَ النبيُّ، صلى الله عليه وسلم، لهذا الغدرِ، وعزمَ على فتحِ مكةَ، لا انتقامًا، بل إعلاءً لكلمةِ الحقِّ، ونشرًا لرسالةِ الإسلامِ الساميةِ. فكانَ دخولُ مكةَ فاتحًا، دونَ قتالٍ، مشهدًا مهيبًا يجسّدُ عظمةَ الإسلامِ وسماحةَ نبيّهِ، لقد كانَ فتحُ مكةَ نقطةَ تحولٍ في تاريخِ الدعوةِ الإسلاميةِ، فبفضلهِ دخلَ عددٌ كبيرٌ من أهلِ مكةَ وزعمائها في دينِ اللهِ أفواجًا، منهم أبو سفيانَ بنُ حربٍ، وهندُ بنتُ عتبةَ، وعكرمةُ بنُ أبي جهلٍ، الذينَ شهدوا بأنفسهم عفوَ النبيِّ، صلى الله عليه وسلم، وسماحةَ الإسلامِ، فكانَ ذلكَ أعظمَ دليلٍ على أنَّ هذا الدينَ هو دينُ الحقِّ والرحمةِ والعدلِ.

 

لقد كانَ فتحُ مكةَ حدثًا تاريخيًا عظيماً، لم يكنْ مجردَ انتصارٍ عسكريٍّ، بل كانَ انتصارًا للقيمِ والمبادئِ، انتصارًا للعفوِ على الانتقامِ، وللسماحةِ على الغلظةِ، وللرحمةِ على القسوةِ. فظلَّ هذا الفتحُ خالدًا في ذاكرةِ التاريخِ، منارةً تضيءُ دروبَ الأجيالِ، وتلهمُهم إلى التمسكِ بقيمِ الإسلامِ السمحةِ، التي جاءتْ لتُعليَ شأنَ الإنسانِ، وتُحقّقَ لهُ السعادةَ في الدنيا والآخرةِ.

 

وللتعرف أكثر إلى درس فتح مكة 8 هـ جهزت لكم منصة جو أكاديمي شرحاً تفصيليًا وأوراق عمل خاصة في هذا الدرس وحل الأسئلة الخاصة به وللاطلاع عليها من خلال الرابط الخاص بالدرس اضغط هنا.

 

أخبار أخرى قد تهمك