قضايا من الشعر في العصرين: الأيوبي والمملوكي2007
22/12/2024
(منذ 3 أسابيع)
فريق جو اكاديمي
قضايا من الشعر في العصرين: الأيوبي والمملوكي
تأثر الأدب العربي في العصرين الأيوبي والمملوكي بالأحداث السياسية الكبرى التي اجتاحت المشرق العربي في تلك الفترة، وأصبح الشعر أحد أبرز الوسائل للتعبير عن هذه الأحداث الجسام التي شكلت مفترق طرق في تاريخ الأمة الإسلامية. فقد عانى المسلمون من غزوات صليبية ومغولية تركت بصماتها على معظم أراضي العالم الإسلامي، لكن الأدب، خاصة شعر الجهاد، كان له دور كبير في استنهاض همم الأمة وحثها على النهوض لملاقاة الأعداء. كان للشعراء في هذه الحقبة قلم حر وأبي، صوروا البطولات والآلام، وخلدوا في قصائدهم انتصارات المجاهدين وحروبهم ضد الاحتلالات.
1. شعر الجهاد في العصرين الأيوبي والمملوكي:
كان شعر الجهاد في العصرين الأيوبي والمملوكي سلاحًا بليغًا في يد الشعراء لملاقاة الأعداء وحث المسلمين على المقاومة. في فترة الحروب الصليبية، التي جارت على المشرق العربي تحت قيادة الدول الأوروبية، كان الشعراء يوثّقون معاناة المسلمين من غزو الصليبيين، كتصويرهم لسقوط بيت المقدس بأيد الصليبين، كما في قصيدة الشاعر محمد بن أحمد الأبيوردي التي عبر فيها عن الحزن الشديد إثر احتلال المدينة. ولم يتوقف الشعر هنا، بل كان أيضا وسيلة لتحفيز الأمة على الجهاد، كما في قصيدة ابن القيسراني التي دعا فيها القائد نور الدين زنكي إلى توحيد صفوف المسلمين لتحرير القدس.
أما في جانب الانتصارات، فقد خلد الشعراء مواقف صلاح الدين الأيوبي في فتح بيت المقدس، وكان الشعر يعكس حالة الفرح العارم التي هاجت في نفوس المسلمين ويصور فتوحاتهم في صورة ملحمية تثير الفخر والاعتزاز.
2. صدى الغزو المغولي في الشعر:
لم تكن الحروب الصليبية وحدها ما شغل شعراء العصر الأيوبي والمملوكي، فقد تعرضت الأمة الإسلامية أيضًا للهجوم المغولي الذي دمر العديد من المدن الإسلامية، وخاصة بغداد. كان لهذا الغزو أثر كبير في نفوس الشعراء، كما في قصيدة ابن أبي اليسر التي تجسد الحزن على سقوط بغداد. لكن في الوقت نفسه، سجل الشعراء انتصارات عظيمة ضد المغول، مثل معركة عين جالوت التي خاضها السلطان قطز في عام 658 هـ، والتي شكلت نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية. فقد استنهض الشعراء همم الأمة بمدح قطز، وأشادوا ببطولته في مواجهة الغزو المغولي.
لقد كان لشعر الجهاد في العصرين الأيوبي والمملوكي دور كبير في نقل أحداث تلك الحقبة الفاصلة في التاريخ الإسلامي. فالشعر لم يكن مجرد وسيلة للتعبير بل كان أداة قوية لتوثيق الأحداث ورفع معنويات الأمة. تميز هذا الشعر بالواقعية، حيث وصف المعارك والتفاصيل الدقيقة للأحداث، واستخدم العديد من الفنون البديعية مثل الجناس والطباق ليعزز أثره العاطفي. ومع كل نكبة، كان الشعراء يكتبون لتخليد البطولات، ومع كل انتصار كان شعرهم يحتفل بالفخر والفرح. وهكذا ظل شعر الجهاد بمثابة وثيقة تاريخية حية، تسجل في طياتها آلام الأمة وآمالها، وتظل شعلة تضيء الطريق للأجيال القادمة.
وللتعرف أكثر إلى درس قضايا من الشعر في العصرين: الأيوبي والمملوكي جهزت لكم منصة جو أكاديمي شرحاً تفصيليًا للدرس وأوراق عمل خاصة في هذا الدرس وحل الأسئلة الخاصة به وللاطلاع عليها من خلال الرابط الخاص بالدرس اضغط هنا.
أخبار أخرى قد تهمك
جار التحميل...
إعلان
جار التحميل...