اللغة العربية فصل أول

العاشر

icon

الدّرس الخامس : أبني لغتي 

                                              (1) أسلوبُ النّداء

النّداء  

النّداء: دعوة المخاطب بوساطة حرف من أحرف النّداء، للانتباه والإقبال.

مثال: يا مسرعًا، تمهَّل: حرف النّداء: يا، المنادى: مسرعًا.

أحرف النّداء  : تسبق المنادى ، منها ما هو للقريب ؛ كحرفي : أ و أي  ، ومنها ما هو للبعيد : يا  و أيا 

عناصر أسلوب النّداء: 

حرف النّداء  المُنادى المُراد أو المطلوب من المُنادى

 

مثال :  يا باغيَ الخيرَ ، أبشرْ بالخير .

حرف النداء : يا

المُنادى : باغي

المُراد أو المطلوب من المُنادى : أبشرْ بالخير .

 

حكم إعراب المنادى:

(1) يأتي المنادى معربًا (منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة ،

 أو تنوين الفتح،

 أو الياء في حالة الجمع والتثنية ) .

إذا كان:

أ - مضافًا: يا طالبَ العلمِ، واظبْ على دروسِك. ( كلمة نكرة مضافة إلى معرفة ).

أو اسم + ضمير ( ياء المتكلم ، نا المتكلمين ) : ربَّنا آتنا في الدّنيا حسنة .

ويُعرب: منادى منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.

ب- شبيهًا بالمضاف : يا رافعًا شعارَ الوئامِ، جزاكَ الله خيرًا. ( يفصل بين الكلمتين تنوين فتح، ويكون متبوعًا بما يتمّم معناه  ).

ويُعرب:منادى منصوبًا وعلامة نصبه تنوين الفتح .

ج- نكرة غير مقصودة،   ( لا تكون الكلمة معرّفة بأل ولا مضافة إلى معرفة ولا يكون النداء مقصودًا أو مُوَجِّهًا ) نحو قول عبد يغوث الحارثي:

فيا راكبًا إمّا عرضْت فبلَّغنْ                 ندامايَ من نجرانَ أنْ لا تلاقيا

ويُعرب:  منادى منصوبًا بتنوين الفتح

 

(2)يأتي المنادى مبنيًّا على الضّم في محلّ نصب ( وقد يُبنى على الواو إذا كان جمع مذكر سالمًا ، ويبنى على الألف إذا كان مثنى) ، إذا كان:

أ - اسمًا علمًا: يا قدسُ، يا عامرُ .   ( أسماء أشخاص ، بلاد ، مُدن )

ويعرب:منادى مبنيًّا على الضمّ في محل نصب

ب- نكرة مقصودة ( اسم نكرة لا معرّف بأل ولا مضاف إلى معرفة ، لكن النداء مُوَجَّه ومقصود ) ، نحو قوله تعالى: (وقيل يا أرضُ ابلعي ماءك ويا سماءُ أقلعي) سورة هود، الآية (44).

وتعرب: يا :حرف نداء.

أرضُ:منادى مبنيًّا على الضمّ في محل نصب.

 

- لفظ الجلالة يُنادى ( يا اللهُ ) ، والأكثر أن يُحذف حرف النّداء ، ويعوَّض عنه بميم مشدَّدة ، كقولنا : ( اللهمّ ارحمْنا ) .

- إذا أُريد نداء الاسم المقترن بـــ ( الــ ) يُؤتى قبلَه بـ ( أيُّها ) مع المذكّر والجمع ، و

( أيَّتُها) مع المؤنّث . وهما وصلتان لتسهيل نداء المعرّف بأل .

** قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) سورة الحجّ

** قال تعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً).

_ قد يحذف حرف النداء،نحو قوله تعالى(يُوسُفُ أعرِض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنتِ من الخاطئين)سورة يوسف الآية(29)

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------                                                                                                                          

=================================================================

(2) : الأسلوب الإنشائيّ ( الإنشاءُ الطّلبيّ ) 

أخذنا سابقًا : الأسلوب الخبريّ : هو الكلام الذي يحتملُ التّصديق أو التّكذيب .

لو تأمّلنا الأمثلة الآتية : 

1- أعينيَّ لا ترقيْ من العبراتِ    صِلي في البكا الآصالِ بالبُكُراتِ

لتبكِ على القدس البلاد بأسرها     وتُعلنُ بالأحزانِ والتَّرحات

2- إلى الله أشكو بالمدينة حاجة    وبالشّام أخرى كيف يلتقيان

                                                          ( الفرزدق ، شاعر أمويّ )

3- ألا ليت ريعان الشّباب جديد       ودهرًا تولّى يا بثينُ يعودُ

                                                            ( جميل بثينة ، شاعر أمويّ ) 

نلاحظ أنّ الشاعرين في الأبيات السّابقة وظّفا أساليب لغويّة متنوعة 

كالنّداء ( أعينيّ )  والنّهي ( لا ترقَيْ ) والأمر ( صِلي ، لتبكِ ) والتّمنّي ( ليت ريعان..)

- هل تحتمل هذه الأساليب اللغويّة التّصديق أو التكذيب؟

لا .

- نلاحظ أنّ الأساليب اللُّغويّة السّابقة ؛ النّداء ، والنّهي ،والأمر ،والاستفهام ، والتّمنّي ، جميعها يتطلّب حصول أمرٍ لم يكن حاصلًا وقتَ الطّلب .

الأسلوب الإنشائيّ : هو كلامٌ لا يحتمل التّصديق أو التكذيب .

الأسلوب الإنشائيّ الطّلبيُّ : هو الأسلوب الذي يستدعي أمرًا غير متحقّق وقت الطّلب .

أنواعه :  النّداء / الأمر / الاستفهام / النّهي / التّمني .

 

صيغ أسلوب الأمر :

أ- فعل الأمر : مثل : ( وأقيموا الصلاة )

ب- الفعل المضارع المقترن بلام الأمر : ( لتحافظْ على والديكَ )