الدّرس الخامس : أبني لغتي
(1) أسلوبُ النّداء
النّداء
النّداء: دعوة المخاطب بوساطة حرف من أحرف النّداء، للانتباه والإقبال.
مثال: يا مسرعًا، تمهَّل: حرف النّداء: يا، المنادى: مسرعًا.
أحرف النّداء : تسبق المنادى ، منها ما هو للقريب ؛ كحرفي : أ و أي ، ومنها ما هو للبعيد : يا و أيا
عناصر أسلوب النّداء:
حرف النّداء المُنادى المُراد أو المطلوب من المُنادى
مثال : يا باغيَ الخيرَ ، أبشرْ بالخير .
حرف النداء : يا
المُنادى : باغي
المُراد أو المطلوب من المُنادى : أبشرْ بالخير .
حكم إعراب المنادى:
(1) يأتي المنادى معربًا (منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة ،
أو تنوين الفتح،
أو الياء في حالة الجمع والتثنية ) .
إذا كان:
أ - مضافًا: يا طالبَ العلمِ، واظبْ على دروسِك. ( كلمة نكرة مضافة إلى معرفة ).
أو اسم + ضمير ( ياء المتكلم ، نا المتكلمين ) : ربَّنا آتنا في الدّنيا حسنة .
ويُعرب: منادى منصوبًا وعلامة نصبه الفتحة وهو مضاف.
ب- شبيهًا بالمضاف : يا رافعًا شعارَ الوئامِ، جزاكَ الله خيرًا. ( يفصل بين الكلمتين تنوين فتح، ويكون متبوعًا بما يتمّم معناه ).
ويُعرب:منادى منصوبًا وعلامة نصبه تنوين الفتح .
ج- نكرة غير مقصودة، ( لا تكون الكلمة معرّفة بأل ولا مضافة إلى معرفة ولا يكون النداء مقصودًا أو مُوَجِّهًا ) نحو قول عبد يغوث الحارثي:
فيا راكبًا إمّا عرضْت فبلَّغنْ ندامايَ من نجرانَ أنْ لا تلاقيا
ويُعرب: منادى منصوبًا بتنوين الفتح
(2) يأتي المنادى مبنيًّا على الضّم في محلّ نصب ( وقد يُبنى على الواو إذا كان جمع مذكر سالمًا ، ويبنى على الألف إذا كان مثنى) ، إذا كان:
أ - اسمًا علمًا: يا قدسُ، يا عامرُ . ( أسماء أشخاص ، بلاد ، مُدن )
ويعرب:منادى مبنيًّا على الضمّ في محل نصب
ب- نكرة مقصودة ( اسم نكرة لا معرّف بأل ولا مضاف إلى معرفة ، لكن النداء مُوَجَّه ومقصود ) ، نحو قوله تعالى: (وقيل يا أرضُ ابلعي ماءك ويا سماءُ أقلعي) سورة هود، الآية (44).
وتعرب: يا :حرف نداء.
أرضُ:منادى مبنيًّا على الضمّ في محل نصب.
- لفظ الجلالة يُنادى ( يا اللهُ ) ، والأكثر أن يُحذف حرف النّداء ، ويعوَّض عنه بميم مشدَّدة ، كقولنا : ( اللهمّ ارحمْنا ) .
- إذا أُريد نداء الاسم المقترن بـــ ( الــ ) يُؤتى قبلَه بـ ( أيُّها ) مع المذكّر والجمع ، و
( أيَّتُها) مع المؤنّث . وهما وصلتان لتسهيل نداء المعرّف بأل .
** قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) سورة الحجّ
** قال تعالى : ( يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً).
_ قد يحذف حرف النداء،نحو قوله تعالى(يُوسُفُ أعرِض عن هذا واستغفري لذنبك إنّك كنتِ من الخاطئين)سورة يوسف الآية(29)
--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
=================================================================
(2) : الأسلوب الإنشائيّ ( الإنشاءُ الطّلبيّ )
أخذنا سابقًا : الأسلوب الخبريّ : هو الكلام الذي يحتملُ التّصديق أو التّكذيب .
لو تأمّلنا الأمثلة الآتية :
1- أعينيَّ لا ترقيْ من العبراتِ صِلي في البكا الآصالِ بالبُكُراتِ
لتبكِ على القدس البلاد بأسرها وتُعلنُ بالأحزانِ والتَّرحات
2- إلى الله أشكو بالمدينة حاجة وبالشّام أخرى كيف يلتقيان
( الفرزدق ، شاعر أمويّ )
3- ألا ليت ريعان الشّباب جديد ودهرًا تولّى يا بثينُ يعودُ
( جميل بثينة ، شاعر أمويّ )
نلاحظ أنّ الشاعرين في الأبيات السّابقة وظّفا أساليب لغويّة متنوعة
كالنّداء ( أعينيّ ) والنّهي ( لا ترقَيْ ) والأمر ( صِلي ، لتبكِ ) والتّمنّي ( ليت ريعان..)
- هل تحتمل هذه الأساليب اللغويّة التّصديق أو التكذيب؟
لا .
- نلاحظ أنّ الأساليب اللُّغويّة السّابقة ؛ النّداء ، والنّهي ،والأمر ،والاستفهام ، والتّمنّي ، جميعها يتطلّب حصول أمرٍ لم يكن حاصلًا وقتَ الطّلب .
الأسلوب الإنشائيّ : هو كلامٌ لا يحتمل التّصديق أو التكذيب .
الأسلوب الإنشائيّ الطّلبيُّ : هو الأسلوب الذي يستدعي أمرًا غير متحقّق وقت الطّلب .
أنواعه : النّداء / الأمر / الاستفهام / النّهي / التّمني .
صيغ أسلوب الأمر :
أ- فعل الأمر : مثل : ( وأقيموا الصلاة )
ب- الفعل المضارع المقترن بلام الأمر : ( لتحافظْ على والديكَ )