الدراسات الإسلامية فصل أول

الأول ثانوي أدبي

icon

العبادات غاية خلق الله تعالى للإنسان، وإقرار بعبوديته وتطبيق لمنهج الله عز وجل، وامتثال لأوامره، وابتعاد عمّا نهى عنه، قال الله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ".

أثر الصلاة في الإنسان

للصلاة تأثير كبير في نفس المسلم:

  • يعلن ولاءه وخضوعه لله تعالى.
  • يقوي صلته به سبحانه.
  • تُشعر المسلم بالراحة والطمأنينة.
  • تعينه على ضبط نفسه وحمايتها من الغضب والتسرع والتهور، فهي تُعلّم الإنسان كيف يكون هادئًا وخاشعًا وخاضعًا لله عز وجل، لذلك أمرنا الله تعالى بالاستعانة بالصلاة، فقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ".

والحرص على الصلاة والالتزام بها يعينان المصلي على:

  • الإقلاع عن ذنوبه والابتعاد عن الأعمال السيئة، قال الله تعالى: "وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ".
  • تقويم سلوك الإنسان وتهذيبه، فتربيه على الأخلاق الفاضلة كالصدق والأمانة والاستقامة والإخلاص، وتعوده على الانضباط والنظام والانتباه والتركيز.
  • تزكية النفس وتطهيرها، قال الله تعالى: "قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى (14) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (15) ".
  • وكلّما أتقن المسلم صلاته وخشع فيها، طَهُرَت نفسه وزكت.

من الأسباب التي تساعد على الخشوع في الصلاة:

  • الاستعداد والتهيؤ لها بالوضوء واختيار المكان المناسب.
  • تذكر الوقوف بين يدي الله تعالى في الصلاة.
  • تدبر الآيات التي تقرؤها أو تسمعها في الصلاة.
  • استشعار أن هذه الصلاة قد تكون آخر صلاة تؤديها.

 

أثر الصيام في الإنسان

الصيام يحقق في النفس:

  • معاني التقوى والورع والصلاح.
  • حب الخير ومراقبة الله والخوف منه قبل مراقبة البشر.
  • فيه صحة جسمية وعقلية.
  • يقوي الإرادة والعزيمة؛ لأنه مجاهدة للنفس، فالامتناع عن الطعام والشراب مع الحاجة إليه، من أسباب تقوية الإرادة.
  • فيه توحيد لمشاعر المسلمين، وجمعهم على الشعور بالألفة والمحبة والمودة.
  • هو فرصة للإكثار من صلة الأرحام والصلح بين الناس، والعطف على الفقراء والمحتاجين.
  • فيه استشعار لعظيم نعم الله تعالى على الإنسان، وتقديرها والحفاظ عليها وشكرها.
  • يعين المسلم على الوقاية من المنكرات والشرور، ويأخذ النفس بالفضائل، فتزكو وتطهر، فلا تقول زورًا، ولا تعمل به. قال : "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجةٌ في أن يدعَ طعامه وشرابَهُ".
  • وقال : "يا معشر الشباب من استطاعَ منكم الباءة فليتزوج، فمن لم يستطع فعليهِ بالصيام، فإنّه له وجاءٌ"، وقد وعد الله تعالى الصائم بالثواب الجزيل، والأجر العظيم، قال رسول الله : "من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدَّم من ذنبه، ومن قام ليلَةَ القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدّم من ذنبه".
  • ولفضل هذه العبادة، خصّها الله تعالى بشهر عظيم، ذكره في القرآن، إنه شهر رمضان شهر الصوم ومن فضائله:
    • شهر يجتمع فيه المسلمون جميعًا على طاعة واحدة وعبادة واحدة.
    • شهر الإكثار من قراءة القرآن.
    • شهر مجاهدة النفس عن الشهوات.
    • شهر الزكاة.
    • شهر التعاون والتآلف والتكافل بين الأغنياء والفقراء، وعمل الخير والتطوع.

 

أثر الحج في الإنسان

فرض الله تعالى الحج على المسلمين من استطاع إليه سبيلًا من مال وقوة جسدية، والحاج يقصد بحجه وجه الله تعالى وتحقيق العبودية له وذكره سبحانه، قال الله تعالى: "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آَبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا"، وللحج آثار عديدة على النفس البشرية منها ما يأتي:

  • التوبة النصوح والرجوع إلى الله تعالى؛ فجعل الله الحج المبرور مكفرًا للذنوب والخطايا، يرجع منه المسلم كيوم ولدته أمه؛ قال عليه الصلاة والسلام: "من حجَّ فلم يرفُثْ ولا يفسُقْ رجعَ كيومَ ولدتهُ أمُّهُ".
  • استشعار عظمة الله تعالى عن طريق تعظيم شعائره وحرماته بما يحقق التقوى، قال الله تعالى: "ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ".
  • اعتياد حب النظام والانضباط السلوكي والأخلاقي بما يحقق المصلحة الفردية والجماعية، فقد أمر الله تعالى الحاج بالصبر والحلم والتعاون، والبعد هن الفوضى وفحش القول، قال الله تعالى: "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ".
  • تلاقي المسلمين من مختلف بقاع الأرض؛ يؤدي إلى تعارفهم فيزيد بينهم الألفة والمحبة.

إن تحقق آثار هذه العبادات في النفس البشرية، له أثر كبير في تزكيتها، وانتظام سلوكها، وتحقيق الطمأنينة والراحة النفسية لها؛ ما ينعكس إيجابًا على الفرد والمجتمع، فتنمو القيم الإيجابية، وتزدهر الحياة الإنسانية، ويتحقق رضا الله تعالى، فيُنال أجره في الدنيا والآخرة.