التربية الإسلامية فصل أول

التاسع

icon

الفكرة الرئيسة

  • أحلَّ اللهُ تعالى لعبادِهِ الطيّباتِ مِنَ الطعامِ والشرابِ، لِما فيهِ منفعتُهُمْ وصلاحُهُمْ، وحرّمَ عليهِمْ ما يضرُّهُمْ مِنَ الخبائثِ.
  • الأصلُ في الأطعمةِ والأشربةِ جميعِها الحِلُّ والإباحةُ، إلّا ما وردَ نَصٌّ شرعيٌّ على حُرمَتِهِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا).

 

أستنير

الغِذاءُ مِنْ متطلَّباتِ الجسدِ الأساسيةِ الّتي لا غِنى للإنسانِ عَنْها؛ لأنَّهُ المصدرُ الأساسيُّ للطاقةِ والنُّموِّ، وقَدْ نظّمَ الإسلامُ أحكامَ الأطعمةِ والأشربةِ.

 

أَوَّلًا: أحكامُ الطعامِ

أحلَّ اللهُ تعالى الطيّباتِ مِنَ الأطعمةِ، وحرّمَ الخبيثَ مِنْها، قالَ تعالى: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ)، ومِنَ الخبائثِ الّتي حرَّمها الشرعُ:

  • المَيْتَةُ:
    • هيَ كلُّ حيوانٍ ماتَ مِنْ غيرِ ذكاةٍ شرعيةٍ، مثل:
      • المُنخنقِةِ الّتي ماتَتْ بالخَنقِ.
      • والمَوقوذةِ الّتي ماتَتْ بسببِ الضربِ.
      • والمتُرَدِّيةِ الّتي ماتَتْ بسببِ سُقوطِها.
      • والنّطيحَةِ الَّتي ماتَتْ بسببِ نَطحِ حيوانٍ أَوْ غيرِهِ، أَوِ الّتي ماتَتْ بسببِ المرضِ، أَوِ افترسَتْها السباعُ كالأسدِ والنَّمِرِ، قالَ تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ).
    • ويُستَثْنى مِنَ المَيْتَةِ مَيْتَةُ السّمكِ والجَرادِ، فَلا يُشترَطُ لَهُما التذكيةُ، قالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتانِ وَدَمانِ، فأمّا المَيْتَتانِ: فالحوتُ والجَرادُ، وأمّا الدَّمانِ: فالكَبِدُ والطِّحالُ».
    • يُشترَطُ لصحّةِ أكلِ الذبيحةِ أَنْ تُذَكّى ذكاةً شرعيّةً، وهيَ ذبحُ الحيوانِ المُباحِ أكلُهُ، أمّا الحيوانُ غيرُ المقَدورِ على إمساكِهِ وذبحِهِ، كالصّيدِ فيُباحُ أكلُهُ مِنْ غيرِ تذكية.
  • الدَّمُ المسفوحُ:
    • هوَ الدّمُ الذي يسيلُ مِنَ الحيوانِ نتيجةَ جرحِهِ أَوْ ذبحِهِ، قالَ تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ)، وقالَ تعالى: (أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا).
    • أمّا الدَّمُ الّذي يَبقى في العُروقِ بعدَ الذّبحِ فلا يشملُهُ التحريمُ؛ لأنَّ التخلّصَ منهُ صعبٌ.
    • ويُستَثنى مِنَ الدّمِ المحرّمِ: الكَبِدُ، والطّحالُ.
  •  الخِنزيرُ:
    • يحرُمُ أكلُ لحمِ الخِنزير سواءٌ أكانَ هذا الخِنزيرُ بَرِّيًّا، أَوْ ممّا يربّيهِ الناسُ في المزارعِ.
    • ويحرُمُ أيضًا كلُّ ما ينتجُ منهُ كالشّحمِ وغيرِهِ، قالَ تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ).
  •  ما أُهِلَّ لغيرِ اللهِ بِهِ، وما ذُبِحَ على النُّصُبِ:
    • يُقصَدُ بِـ «ما أُهِلَّ لغيرِ اللهِ بِهِ»: ما ذُبحَ تقرّبًا لغيرِ الله تعالى أَوْ ذُكِرَ غيرُ اسمِ الله تعالى عليهِ عندَ الذّبحِ؛ لأنَّ الذكاةَ الشرعيةَ عبادةٌ لله تعالى ولا تكونُ لغيرِهِ.
    • يُقصَدُ بِـ «ما ذُبِحَ على النُّصُبِ»: ما كانَ أهلُ الجاهليةِ يفعلونَهُ مِنَ الذّبحِ عندَ الأصنامِ والحجارةِ الّتي كانوا يعبدونَها، قالَ تعالى: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ).
  • كُلُّ ذي نابٍ مِنَ السِّباعِ، وكُلُّ ذي مِخلَبٍ مِنَ الطيورِ:
    •  يُقصَدُ بِـ «ذي النّابِ مِنَ السِّباعِ »: كلُّ حيوانٍ لَهُ أنيابٌ يقطعُ بِها فريستَهُ مِنَ اللحومِ؛ كالكلبِ، والأسدِ، والنَّمِرِ، والذئبِ وغيرِها.
    •  يُقصَدُ بِـ «ذي المِخلَبِ مِنَ الطيورِ»: الطيور الّتي تصطادُ فريستَها وتقطّعُها بمخالبهِا؛ كالنّسرِ والصّقرِ والعُقابِ.
      • النّاب: السِنُّ بَيْنَ القواطعِ والأضراسِ.
      • المخِلبُ: ظُفرُ كلِّ سَبعٍ مِنَ الماشي والطائرِ.
  • الحُمُرُ الأهليّةُ:
    • هيَ الحُمُرُ المستأنَسةُ الأليفةُ الّتي تعيشُ بَيْنَ الناسِ.
    • وقَدْ حرّمَ الإسلامُ أكلَ لحومِ الحُمُرِ الأهليّةِ.
    • أَمّا الحُمُرُ الوحشيّةُ الّتي تعيشُ في البَراري، فقَدْ أباحَ الإسلامُ أكلَها.

 

ثانياً: أحكامُ الشرابِ

  • الأصلُ في المشروباتِ الحِلُّ إلّا ما حرّمَهُ الشرعُ.
  • وقدْ حرّمَ الشرعُ الخمرَ؛ لِما فيهِ مِنْ أخطارٍ وأضرارٍ خُلُقِيَّةٍ واجتماعيةٍ وصحّيّةٍ على الفردِ والمجتمعِ، قالَ تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
  • وقَدِ اتفقَ العلماءُ على أنَّ عِلّةَ تحريمِ الخمرِ هيَ إذهابُ العقلِ.
  • وألحقوا بالخمرِ كلَّ ما يُذهِبَ العقلَ مِنَ المُسْكِراتِ والمْخُدِّراتِ؛ كالحَشيشِ، والحبوبِ المخدِّرَةِ.
  • وقَدْ نَهى النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ كلِّ مُسْكِرٍ، ومُفَتِّرٍ.
    • مُفَتِّرٍ: ما يورثُ استرخاءً وضَعفًا في البدنِ.

 

أستزيد

  • أمرَ الإسلامُ بالتوسُّطِ والاعتدالِ في الأكلِ والشربِ، ونَهى عَنِ الإسرافِ، قالَ تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، وقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : «ما مَلأَ آدَمِيٌّ وعاءً شرًّا مِنْ بَطنٍ، بحسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فإنْ كانَ لا محالةَ فثُلثٌ لطعامِهِ، وثُلثٌ لشرابِهِ، وثُلثٌ لنفَسِهِ»
  • وقَدْ أثبتَ الطّبُّ أنَّ الأكلَ فوقَ الشّبَعِ يؤدّي إلى الإصابةِ بأمراضِ الجهازِ الهضميِّ، واضطراباتٍ في النومِ، وداءِ السمنة، وما يصاحبُهُ مِنْ أمراضِ القلبِ والضغطِ والسكّريِّ.

 

أَرْبِطُ مَعَ الصحة

  • هناكَ فوائدُ كثيرةٌ لتذكيةِ الحيواناتِ، مِنْها: تصفيةُ أكبرِ كمّيّةٍ مِنَ دَمِ الحيوانِ بعدَ ذبحِهِ، فالدّمُ يحملُ إفرازاتِ الجسمِ الضارّةَ، فإذا بقيَ الدّمُ في جسمِ الحيوانِ وتناولَهُ الإنسانُ أُصيبَ بأضرارٍ كثيرةٍ، لا سيَّما إذا كانَ الحيوانُ مريضًا.