الاستماع :
أستعد للاستماع :
أتأمّل الصّورتين ، وأوجد الاختلاف بينهما :
ثمّ أتنبأ بموضوع درس الاستماع :

الصّورة الأولى تمثّل عملات نقديّة وورقيّة ملموسة( محسوسة ) ، والصّورة الثّانيّة تمثّل العملات الرّقميّة المتداولة عبر المواقع
( غير ملموسة ، غير محسوسة )
موضوع النّص المتوقّع : العملات الرّقميّة
نص الاستماع :
العملات الرّقميّة
نسمع كثيرًا مصطلح العُمْلاتِ الرَّقْميَّةِ ، ولكننا نجهل معناه، ونجهل كيفية الشّروع بتداول هذهِ العُملاتِ ، وفي ظلّ السُّرعةِ الَّتِي يعرفُها العالمُ وسَطَ هَذا التَّطوُّرِ التكنولوجي الهائل، يتبادر إلى مسامعنا أيضًا مصطلح التداول أو الاستثمار في العملات الرّقميّة .
فَمَا العملةُ الرَّقْميَّةُ؟ إنّها عملة إلكترونيّة تكون على شكل مجموعة من
الرّموزِ الرَّقْميَّةِ غير الملموسة الّتي ليس لها شكل ماديّ، صُمِّمت ليجْرِيَ تبادلها بين الأشخاص في معاملات افتراضيّة، وهي تتوافر في شكل بياناتٍ ؛ إذ لا يمكنُ الاحتفاظ بها في جيبك أو في خزانتِكَ؛ لكنَّها تُمكّنك من شراء البضائع والأمتعة، وتفتح لك طريقًا واسعًا للخدماتِ عبر الإنترنت؛ فإِنَّها تَستعْمِلُ دفتر حساباتٍ رقميًّا
ذا تشفير قوي لضمان حماية المعاملاتِ الماليَّةِ عبر الإنترنت، ولأنَّها لا تملك شكلًا ماديًا، فلا يمكنُ التَّعامل معها أو تخزينها أو التَّلاعب بها
وقد أُطلق اسم العملاتِ الرَّقْمِيَّةِ على مجموعة من العملات الافتراضيَّةِ الَّتي يتم تداولها على شبكة الإنترنت، ومع كونها غير ملموسة ؛ فإنَّها تتمتَّع بقابلية كبيرة من المستعملين والمتداولين في معظم دول العالم؛ إذْ بدأ العديد من التجار والمؤسسات في استخدامها؛ لتكون بديلًا عن العملة والأموال التّقليديّة ، قثد أصبح بالإمكان تسديد فواتير الشّراء والخدمات بها، كما غدا العديد من الأشخاص يستعملونها في عملية تجارة من نوع مختلف عن طريق الاحتفاظ بها على المدى الطويل ؛ لاستثمار قيمتها وتحقيق الأرباح.
وحتّى يجري تداول هذهِ العملات ؛ فإنَّ هناك مجموعةٌ مِنْ عمليَّاتِ التّشفير
المُعقدةِ الَّتي تُسْتَعْمَلُ لتلك الغاية؛ بهدف حماية المتداولينَ مِنَ التَّعرُّضِ لأي عملية احتيال أو تزوير. أما عمليَّةُ تعدين العملات ؛ فهي معاملات معقّدة، تحتاج إلى أجهزة متخصّصة؛ بهدف الحفاظ على القيمة السّعرية لها، في حين أَنَّهُ لا تُنتَجُ كميات كبيرة منها لحمايتها مِنَ التَّضِخُمِ؛ وفي حالِ زيادة عددِ العملاتِ الرَّقْمِيَّةِ المعروضة فإنَّ ذلكَ يُسْهِمُ في انخفاض أسعارها؛ لذا فإنَّهُ يُصار إلى تحجيم القدرِ المعروض منها في كلّ عام.
ويحتاج تداول العملاتِ الرَّقْمِيَّةِ ، أيا كان نوعها من المتداولين، إلى المبادرة
بفتح محفظة إلكترونيّة خاصة بذلك، وهي تطبيق إلكترونيّ يُحَمَّلُ على الهواتف الذّكية ، وتوضَعُ العملاتُ الرَّقْمِيَّةُ الَّتي يقوم المتداول بشرائها في هذه المحفظة ؛ مَا يُسهل استخدامها بإرسالها واستقبالها وتبادلها بسهولة ويسر
،وتتعدد أشكال العملاتِ الرَّقميّةِ ونماذجها، فهناك أكثر من (4000) عملة
مشفّرة يجري تداولها في الفضاءِ الرَّقْمي، وتعدُّ عملةُ (البتكوين) مِنْ أَشهرِ العُملات الرَّقْميَّةِ وأهمها على مستوى العالم، بالإضافة إلى كونها الأكثر تداولًا، ولها تأثير كبير في باقي العملات في السُّوقِ الخارجيَّةِ ، فحركة أسعار (البتكوين) تؤثر تأثيرًا كبيرا في باقي العملاتِ الرَّقْمِيَّة على مستوى العالم ،أمّا المخاطر المحدقةُ بهذه العملات ؛ فهي ناتجة عن عدم استقرار أسعار ها الخاصة في الأسواق ، ويمكن القول: إنَّها تشكو من تذبذب مستمر يجعلُها في حالةٍ من الارتفاع والانخفاض في فتراتٍ وجيزة دون أسباب واضحة أو تشكو من تذبذب نتيجة مضاربات موجهة إلى العملة ؛ ما يزيد من هامش الرّبح والخسارة، وذلك على عكس غيرِها مِنَ العملاتِ التَّقليديَّةِ الَّتي يَرجعُ انخفاض أسعارها إلى أسباب اقتصاديّة واضحة .
إِنَّ أهم ما يميّز العملاتِ الرَّقْمِيَّةَ السُّرعةُ في التَّحويل بأي نوعِ مِنْ أنواعِ
العملاتِ الرَّقْمِيَّة لفترة زمنيّة تتراوح بين (15) ثانيةً إلى (10) دقائق حدًّا أقصى لإنجازها، فهي لا تعتمد على جهةٍ مركزيَّةٍ مُعيَّنةٍ تديرها، أو وجودِ وسطاء؛ ما يقلل رسوم التّحويل بين المرسل والمستقبل وعليه ؛ فإنَّ العملاتِ الرَّقْمِيَّةَ نوع من العملاتِ الَّتي لا تملك سماتٍ ماديَّةٌ
ولا تتوافر إلّا بشكل رَقْمِيّ، وتجري المعاملاتُ بها عبر الإنترنت؛ إذْ يمكن لأي شخص لديه اتّصال بالإنترنت الاستفادة منها في أي مكانٍ في العالم، وهي عملةٌ ذات عددٍ من الميّزاتِ وبعض المخاطر.
(واقع العملاتِ الرَّقْمِيَّةِ ، سلسلة كتيّبات تعريفية، العدد (10)، 2021، بتصرّف))..