الفكرةُ الرئيسةُ: حينَ وصلَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ المنوّرةِ مهاجرًا، عمِلَ أعمالًا كثيرةً لبناءِ المجتمعِ الإسلاميِّ، منْها: |
1) بناءُ المسجدِ النبويِّ.
2) المؤاخاةُ بينَ المسلمينَ منَ المهاجرينَ والأنصارِ.
3) إيجادُ سوقٍ خاصة للمسلمين.
4) تأسيسُ جيشٍ للدفاعِ عنِ المدينةِ المنوّرةِ.
إضاءةٌ
- المهاجرونَ: المسلمونَ الذينَ هاجروا إلى المدينةِ المنوّرةِ طلبًا لمرضاةِ اللهِ تعالى، ونُصرةً لدينِهِ.
- الأنصارُ: المسلمونُ منْ أهلِ المدينةِ المنوّرةِ الذينَ استقبلوا سيّدَنا رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وأصحابَهُ المهاجرينَ.
أولاً: بناءُ المسجدِ النبويِّ
- أوّلُ عملٍ فعلَهُ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بعدَ الهجرةِ بناءُ المسجدِ النبويِّ.
- حينَما دخلَ صلى الله عليه وسلم إلى المدينةِ المنورةِ راكبًا راحلَتَهُ، بركَتْ على أرضٍ لغلامَيْنِ يتيمَيْنِ، فقالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه ووسلم: "هذا إنْ شاءَ اللهُ المَنْزِلُ" [رواهُ البخاريُّ]، واشترى تلكَ الأرضَ منَ الغلامَيْنِ.
- ما أنِ استقرَّ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في المدينةِ المنوّرةِ حتّى بدأَ ببناءِ المسجدِ النبويِّ، وشاركَهُ الصحابةُ رضي الله عنه العملَ في أجواءٍ منَ الفرحِ وهمْ يُنشِدونَ: "اللّهُمَّ لا عَيْشَ إلّا عَيْشُ الآخِرَة فاغْفِرْ لِلأنْصارِ والمُهاجِرَة" [رواهُ البخاريُّ ومسلمٌ[.
- استخدمَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم المسجدَ النبويَّ لـ:
1) أداءِ الصلاةِ.
2) التعليمِ.
3) الشورى.
4) الحُكْمِ بينَ الناسِ في الخصوماتِ.
ثانيًا: المؤاخاةُ
- أرادَ سيّدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ يوثّقَ العلاقةَ بينَ أفرادِ المجتمعِ، فدعا إلى المؤاخاةِ بينَ المهاجرينَ الذين تركوا ديارَهُمْ وأموالَهُمْ وتجارتَهُمْ، والأنصارِ الذينَ نصروا دينَ اللهِ تعالى واستقبلوا إخوانَهُمُ المهاجرينَ.
- مدحَ الله تعالى الأنصارَ، قالَ تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9 ] .
- "خَصَاصَةٌ" تعني: حاجةٌ.
ثالثاً: إيجادُ السوقِ
- كانَ اليهودُ يسيطرونَ على سوقِ المدينةِ المنوّرةِ قبلَ الهجرةِ، وكانَتْ معاملاتُهُمْ قائمةً على الرِّبا.
- فأوجدَ رسولُ اللهِ صلى اللهعليه وسلم سوقًا جديدةً في المدينةِ المنوّرةِ حينَ وصلَ إليها؛ لتتناسبَ هذهِ السوقُ معَ مبادئِ الإسلامِ في البيعِ والشِّاءِ وسائرِ المعاملاتِ.
- الرِّبا: اقتراضُ أحدٍ ما منْ شخصٍ مبلغًا منَ النقودِ بشرطِ إعادتِهِ معَ زيادةٍ بعدَ مدّةٍ منَ الزّمَنِ، وقدْ حرّمَهُ الإسلامُ.
رابعًا: تأسيسُ الجيشِ لحمايةِ المدينةِ المنورةِ منَ العُدوانِ الخارجيِّ
- أَسَّسَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جيشًا لحمايةِ المدينةِ المنورةِ منْ أيِّ اعتداءٍ،
- وأرسلَ السَّرايا لاستطلاعِ أخبارِ العدوِّ.
أَستزيدُ
منَ المواقفِ المشرقةِ للمؤاخاةِ ما حدثَ بينَ عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ وسعدِ بنِ الربيعِ رضي الله عنهما حيثُ عرضَ سعدٌ على عبدِ الرحمنِ بنِ عوفٍ رضي الله عنهما أنْ يأخذَ نصفَ مالِهِ، فشكرَ عبدُ الرحمنِ لسعدٍ صنيعَهُ، وأَثنى على كرمِهِ، ثمَّ طلبَ إليهِ أَنْ يَدُلَّهُ على سوقِ المدينةِ، ولمْ يمرَّ الا وقت قصيرٌ حتّى استطاعَ عبدُ الرحمنِ رضي الله عنه أَنْ يكونَ منْ أَصحابِ المالِ والثراءِ.
أربط مع التربية الوطنية
يُعَدُّ بلدي الأردنُّ مقصِدًا للاجئينَ منَ الدولِ العربِيّةِ والإسلاميّةِ نتيجةَ الحروبِ، والبحثِ عنْ حياةٍ آمنةٍ، وقدِ استضافَ الأردنُّ ثلاثةَ ملايينِ لاجئٍ؛ لما يتمتّعُ بهِ منْ أمنٍ واستقرارٍ بحكمةِ قيادتِهِ الهاشميّةِ، ويتلقّى هؤلاءِ اللاجئونَ الرعايةَ والخدماتِ الأساسيّةَ منَ الصحّةِ والتعليمِ.