(النَّصُّ الإقناعيُّ)
خطوات كتابة النّص المقنع
1)التّخطيط المسبق لكتابة النّص الإقناعيّ
يجب أن يمتلك الكاتب خلفية مسبقة عن كيفيّة كتابة النّص الإقناعيّ، ويكون ذلك بقراءة العديد من النّصوص الإقناعيّة للاطّلاع على أساليب كتابتها أولًا ، وفي هذه المرحلة أيضاً يجب التّخطيط لكتابة النّص الإقناعيّ، فيفكر الكاتب في الموضوع أو القضيّة الّتي يرغب في تبنّيها إن لم تكن حاضرة في ذهنه مسبقًا، ثمّ يقوم بفهم وجهة نظر القارئ؛ ليكون قادرًا على مقاربة فكره والتّأثير عليه، ليأتي بعدها دور البحث على أدلّة مقنعة تدعم آراءه وتثبتها، فيما عليه ألّا يعتمد في ذلك على مصدر واحد بل ينبغي أن يرجع إلى مصادر متنوعة تدعّم آراءه، ثمّ يطرح الدّليل الأكثر إقناعًا، بالإضافة إلى ذكر النّقاط الرّئيسية لوجهة النّظر المعارضة.
2)صياغة نص مقنع
عند كتابة النّص الإقناعيّ يجب كتابته أولًا في صورة مسوّدة أوليّة، على أن يحتوي على العناصر الآتية:
المقدّمة: تُعدّ المقدمة بمثابة البوابة الّتي يدخل من خلالها القارئ إلى النّص ككل، وعليه يجب أن تكون هذه المقدّمة جاذبة تثير انتباه القارئ، فتبدأ بعنوان يفضل أن يُطرح على شكل سؤال، ثمّ يفتتح الكاتب النّص الإقناعيّ بحكاية، أو اقتباس، أو إحصائيّة غريبة تتعلّق بالموضوع الّذي يناقشه، بالإضافة إلى إدراج جزء الخلفية الّذي يقوم الكاتب من خلاله بعرض المعلومات الأساسيّة المتعلّقة بالموضوع، فيضع الموضوع في سياقه ويوجز الآراء المختلفة الخاصّة به، ثمّ يقوم بتلخيص الفكرة أو الهدف من النّص الإقناعيّ، بالإضافة إلى قيامه بعرض آرائه، وإيجاز النّقاط الّتي سيقوم بتوضيحها لاحقًا .
فقرات العرض: يعتمد عدد فقرات العرض في النّص الإقناعيّ على عدد النّقاط الّتي يدعم فيها الكاتب رأيه، فكل نقطة تشكّل فقرة، ويختلف عدد الأدلّة اعتمادًا على مستوى الكاتب فإن كان مبتدئًا قلّ عدد الأدلّة وإن كان متقدّمًا زاد، وفي فقرات العرض يعمد الكاتب إلى عرض الفكرة الرّئيسية الّتي يريد في فقرته وشرحها، ثمّ تدعيمها بالأدلّة الّتي رآها مناسبة أثناء بحثه، ثمّ يعرض الكاتب تحليلاته، وتفسيراته الشّخصية الّتي توصل إليها، ويقوم بربطها بما سبق بأسلوب رصين متماسك يجعلها تظهر كوحدة واحدة.
الخلاصة: لا يقوم الكاتب في هذه المرحلة بتقديم أيّة أدلّة جديدة، لكنّه يقوم بعرض الاستنتاجات الّتي توصل إليها بعد تلخيصها بطريقة سلسة مع ربطها المستمر مع أجزاء النّص؛ فهذه هي فرصة الكاتب لتقديم وجهة نظره وإقناع القرّاء بها، بالإضافة إلى ذلك يجب أن يقوم بإنهاء النّص الإقناعيّ نهاية تتسم بالقوّة كما هو الحال عند افتتاح النّص، فعلى سبيل المثال يمكن للكاتب أن ينهي النّص باقتباس يضخّم بيان النّص الإقناعيّ، ومن الجدير بالذكر وجود بعض التّقنيات الأدبيّة الّتي تساعد كتّاب النّص الإقناعيّ على تقديم أفكارهم بطريقة مقنعة، ومنها:
1- التّكرار: يمكن استخدام استراتيجيّة تكرار الفكرة بأكثر من صورة بطريقة تخدم كاتب النّص الإقناعيّ بشرط أن يفهم القارئ تمامًا ما يقصده الكاتب؛ لأنّ من الصّعب أن يوافق القارئ على رأي الكاتب إذا لم يفهمه تمامًا ، فقول الشّيء نفسه بطرق متكررة يضمن تقوية الحجّة، أو الفكرة في ذهن القارئ .
2- رواية القصص: تعدّ هذه التّقنية من التّقنيات الذّكية في التّأثير؛ لأنّ البشر يميلون إلى فهم الأشياء بشكل أفضل عند سردها بشكل قصصيّ