الإستماع
صور من تاريخ كرة القدم
ونجمها بيليه الوحدة الرابعة :
الرياضة حياة هذه صورة مما جرى في بطولة كأس العالم لكرة القدم عام ؛1970 فيحفظ تاريخ كرة القدم أن منتخب البرازيل لعب في هذه البطولة كرة قدم برغبة ناسها الاحتفالية، ومشيئة البرازيليين الجمالية والهجومية، في زمن كان قد فُرِضَ فيه على العالم كرة القدم الدفاعية التي تترك الفريق كله في المؤخرة؛ ليمنع دخول أي هدف في مرماه، وصارت العفوية الإبداعية محظورة. كانت البرازيل تلك السنة حدثًا مذهلا؛ لقد قدمت فريقا مندفعا إلى الهجوم؛ فريقا يلعب بأربعة مهاجمين، وقد يصبحون خمسة أحيانا، بل ستة أيضًا، وفي المباراة النهائية سحقت هذه الكتيبة الهجومية إيطاليا. بعد ربع قرن من ذلك، بل بعد أربعة وعشرين عاما تحديدا، صارت تلك الجرأة تعد انتحارا؛ ففي مونديال 1994 فازت البرازيل بمباراة نهائية أخرى ضد إيطاليا، ولكنها فازت بعد مباراة دفاعية، بضربات الجزاء الترجيحية، بعد مئة وعشرين دقيقة دون أهداف. لكننا نظل متعلقين بذلك النمط من اللعب الهجومي الحر، ولا ننسى بيليه، وكيف كان يطير في الهواء ليضرب الكرة برأسه في موندياله( الأخير عام ؛1970 فقد روى بورغنيتش المدافع الإيطالي الذي كان يرصده، قال: »قفزنا معا، ولكني حين رجعت إلى الأرض رأيت أن بيليه ما زال يطفو في الأعلى«. لقد ربح بيليه ثلاث بطولات عالمية مع المنتخب البرازيلي، ولعب ما يزيد على ألف وثلاثمئة مباراة، في ثمانين بلدا، مباراة بعد أخرى بإيقاع أشبه بالجلد، وسجل قرابة ألف وثلاثمئة هدف، وفي إحدى المرات أوقف حربا؛ فقد توصلت نيجيريا وبيافرا إلى هدنة لمشاهدته وهو يلعب. فرؤيته وهو يلعب تستحق هدنة وأكثر من هدنة بكثير عندما ينطلق بيليه راكضًا يخترق الخصوم وكأنه سكين، وعندما يتوقف يضيع الخصوم في المتاهات التي ترسمها قدماه، وحين يقفز يعلو في الهواء كما لو أن الهواء كان سلما، وعندما يسدد ضربة حرة يرغب الخصوم الذين يشكلون الحاجز في الوقوف بالعكس؛ وجوههم إلى المرمى؛ لئلا يضيعوا مشاهدة الهدف الذي سيحققه. كرة القدم في الشمس والظل: إدوارد غاليانو بتصرف