اللغة العربية4 فصل أول

الرابع

icon

أنار الله قلب سيدنا إبراهيم عليه السلام، فأدرك أن الأصنام التي يعبدها قومه لا تملك نفعًا ولا ضرًّا، وأن الله وحده هو ربّ العالمين. فاختاره الله نبيًّا، وأوحى إليه بالإيمان والدعوة إلى التوحيد.

بدأ سيدنا إبراهيم بدعوة قومه لعبادة الله وترك عبادة الأصنام، وخاطب عقولهم بالحجج والبراهين. وكان أول من دعاه والده آزر الذي كان يصنع الأصنام، لكنه رفض الإيمان، ومع ذلك دعا له إبراهيم بالهداية والمغفرة.

ولكي يبيّن لقومه بطلان عبادة الأصنام، حطّم أصنامهم جميعًا إلا الصنم الأكبر، ليجعلهم يفكرون. ولما سألوه عمّا حدث، قال لهم: اسألوا الصنم الكبير! لِيُظهِر لهم أنه لا ينطق ولا يملك شيئًا.

غضب القوم وقالوا: "أحرقوه وانصروا آلهتكم"، فأشعلوا نارًا عظيمة وألقوه فيها بعد أن قيدوه. لكن الله تعالى حفظه، فقال للنار: "يا نار كوني بردًا وسلامًا على إبراهيم". فاحترقت القيود، وبقي إبراهيم سالمًا يضيء وجهه نورًا وسرورًا.

كانت هذه المعجزة سببًا في إيمان بعض الناس من قومه، بعدما رأوا قدرة الله وحماية رسوله.