تَحِيَّة مِنَ الفضاءِ
كانَتِ الشَّمسُ ضَخمَةً وَساطِعَةً، لَم يَكُن لَونُها أَصفَرَ بَل كانَ أَبيِضَ مائِلًا إِلى الزُّرقَةِ، ثُمَّ غَارَت بِاتّجاِه الأُفُقِ السّاطِعِ، وَبَينَما هِيَ تَقتَرِبُ، تَحَرَّكَ ظِلٌّ أَسوَدُ عَبَرَ الأَرضَ وَتَرَكَ سَطحَها في ظَلامِ. بَدا الأَفْقُ بَعدَها أَكثَرَ وُضوحًا، مَعَ تَحَوُّلِ لَونِهِ مِنَ اللَّونِ الأَبيَضِ تَقريبًا إِلى لَونِ قَوسِ قُزَحَ لامِعِ امتَدَّ عَلى جانِبَي الشَّمسِ لِمِئاتِ الأَميالِ. هُنا كانَتِ الشَّمسُ نَفسُها مُسَطَّحَةً وَذاتٌ لَونٍ أَصفَرَ مُمَيَّزَ قَبلَ أَن تَغيبَ عَنِ الأَنظارِ.
الشرح :
وصف منظر غروب الشمس. تبدأ الشمس بأنها ضخمة وساطعة، ولونها ليس أصفر كما هو معتاد بل أبيض مائل إلى الزرقة.
الفكرة الرئيسية :
وصف تفصيلي وجمالي لظاهرة غروب الشمس وتأثيرها البصري على الأفق والسماء.
المفردات :
ضَخمَةً : كبيرة جدًا
ساطِعَةً : مُضيئة جدًا
الأُفُقِ : خط التقاء السماء بالأرض من بعيد
وَمَعَ استِمرارِ تَحليقِ مَركَبَةِ (جون جلين) الفَضائِيَّةِ كانَت حَولَهُ في كُلِّ مَكانٍ مَجموعاتٌ هائِلَةٌ مِنَ الجُسَيماتِ الصَّغيرَةِ الَّتي كانَت تَعكِسُ الضَّوءَ، حَتّى دَخَلَ النِّطاقَ الكامِلَ لِضَوءِ الشَّمسِ، وَلَم يَستَطِع تَمييزَها وَسطَ ضَوءِ الشَّمسِ السّاطِع، لكِنَّهُ رَأى ما يُشبِهُ اليَراعاتِ خِلالَ لَحَظاتِ شُروقِ الشَّمسِ الّالِيَة، أَعدادٌ هائِلَةٌ مِنها كانَتِ تَبدو مِثلَ رُقاقاتِ الثَّلجِ المُضيئَةِ. لَم تَكُن هذِهِ إِلّا قِطَعًا صَغيرَةً مِنَ الثَّلجِ تَزَحزَحَت عَن سَطِحِ الكَبسولَةِ البارِدِ، لكِنَّ (جلين) لَم يَكُن يَعرِفُ هذاَ في البِدايَةِ، كانَ الأَمرَ لُغزًا مِنَ الأَلغازِ.
الشرح :
يتحدث النص عن تجربة رائد الفضاء جون جلين خلال تحليق مركبته في الفضاء، حيث كانت تحيط به جسيمات صغيرة تعكس ضوء الشمس. عندما دخل نطاق ضوء الشمس الكامل، لم يستطع رؤية هذه الجسيمات بسبب السطوع، لكنه لاحظ أضواء تشبه اليراعات أثناء شروق الشمس، والتي تبين لاحقًا أنها قطع صغيرة من الثلج تتحرك عن سطح الكبسولة البارد. في البداية، كان هذا المشهد غامضًا بالنسبة له.
الفكرة الرئيسية :
وصف تجربة رائد الفضاء جون جلين مع الجسيمات الصغيرة التي تحيط بمركبته أثناء تحليقها في الفضاء وتأثير ضوء الشمس عليها.
المفردات :
اليَراعاتِ : جمع يَرَاعة، وهي الحشرة الصغيرة التي تضيء في الظلام.
رُقاقاتِ الثَّلجِ : جمع رَقِيقَة، وهي قطع رقيقة ورفيعة جداً من الثلج .
الكَبسولَةِ : غلاف خاص بمركبة فضائية تكون ذات درجة حرارة منخفضة.
تَلَت ذلِكَ لَحظَّةٌ مِنَ الخَطَر، عِندَما رَأى مَسؤولو مَحَطَّةِ التّحَكُّم الأَرضِيَّةِ إِشارَةً إِلى أَنَّ الدِّرعَ الحَرارِيَّ رُبَّما انفَصَلَ قَبَلَ أَوانِهِ؛ إِذ تَسَرَّبَتِ الغازاتُ السّاخِنَةُ وَراءَ الدِّرعِ في أَثناءِ إِعادَةِ الوُلوجِ إِلى المَجالِ الجَوِّيِّ. كانَتِ الغازاتُ سَتَحرِقُ (جلين) حَيَّا، كانَ ثَمَّةَ صاروخٌ مَشدودُ الوَثاقِ مِن خِلالِ أَرِبِطَةٍ، وَنَبَّهَ مَسؤولو مَحَطَّةِ النَّحَكُّمِ الأَرضِيَّةِ (جلين) إِلى أَلَا يَتَخَلَّصَ مِن حُزمَةِ أَرِبِطَةِ هذا الصّاروخِ بَعدَ إِطلاقِ الصَّواريخ الكاِبِحَةِ، بَل أَن يَحتَفِظَ بِها كَما هِيَ، ساعَدَتِ الأَربِطَةُ في إِبِقاءِ الدِّرعِ الحَرارِيِّ في مَوضِعِهِ بَيدَ أَنَّ الإِشارَةَ كانَت خاطِئَةً، لَم تَكُن ثَمَّةَ مُشكِلَةٌ في الدِّرعِ، وَحَمى الدِّرَعُ المَركَبَةَ في أَثناءِ وُلوجِ الغِلافِ الجَوِّيِّ لِإِتمامِ عَمَلِيَّةِ هُبوطِ آمِنَةٍ عَلى سَطحِ المَاءِ.
الشرح :
يتحدث النص عن لحظة خطر واجهت رائد الفضاء جون جلين أثناء عودته إلى الغلاف الجوي للأرض. حيث لوحظت إشارة تشير إلى احتمال انفصال الدرع الحراري للمركبة، مما قد يؤدي إلى تسرب الغازات الساخنة التي قد تحرق جلين. كان هناك صاروخ مربوط بأربطة، ونبه مسؤولو محطة التحكم الأرضية جلين بعدم التخلص من هذه الأربطة بعد إطلاق الصواريخ الكابحة بل الاحتفاظ بها لأنها تساعد في تثبيت الدرع الحراري في مكانه. في النهاية تبين أن الإشارة كانت خاطئة، ولم تكن هناك مشكلة في الدرع، مما ساعد في هبوط المركبة بأمان على سطح الماء.
الفكرة الرئيسية :
وصف لحظة الخطر التي تعرض لها رائد الفضاء خلال إعادة دخول المركبة إلى الغلاف الجوي وكيف تم التعامل معها لضمان هبوط آمن.
المفردات :
الدرع الحراري: الغلاف الواقي الذي يحمي المركبة من الحرارة الناتجة عن دخول الغلاف الجوي.
الغلاف الجوي: طبقة الهواء التي تحيط بالأرض.
الصاروخ الكابح: الصاروخ الذي يبطئ سرعة المركبة أثناء الهبوط.
الأربطة: الحبال أو الأشرطة التي تربط الأجزاء معًا لتثبيتها.
هبوط آمن: نزول المركبة بدون أضرار أو مشاكل.
لَم تَكُن رِحلَةُ (جلين) عامَ 1962م أَصعَبَ الرِّحلاتِ إِلى الفَضاءِ؛ فَقَد دارَ (يوري جاجارين) بمَركَبَتِهِ الفَضائِيَّةِ حَولَ الأَرضِ عامَ 1961م، وَقضى بَعدَهُ بِعِدَّةِ أَشهُرِ (جيرمان تيتوف) أَربَعًا وَعِشرينَ ساعَةً كامِلَةً في الفَضاءِ، وَعَلى الرَّغمِ مِن ذلِكَ احتَشَدَ عَدَدٌ هائِلٌ مِنَ الأَشخاصِ الَّذينَ تَعالَت أَصواتُهُم بِصَيحاتِ التَّهليلِ وَالتَّرحيبِ بـ(جلين)، سارَ مَوكِبُ الإِستِقبالِ وَبَدا كَما لَو أَنَّهُ عاصِفَةٌ ثَلچِيّةٌ في نِهایَةِ الشِّتاءِ، لكِنَّهُ في الحَقيقَةِ لَم يَكُن أَكثرَ مِن سَيلٍ مِنَ الأَوراقِ المُتَطايِرَةِ مِن نَوافِذِ المَكاتِبِ تَرحیبًا بالمَوكِبِ. كانَ هذا المَوكِبُ هُوَ أَبرَزَ المَواكِبِ الَّتي شَهِدَت إِلقاءَ شَرائِطَ وَرَقِيَّةِ عَلى الإِطلاقِ؛ إِذ بَلَغَ عَدَدُ الشَّرائِطِ الوَرَقِيَّةِ 3500 طُنٍّ.
الشرح :
رحلة رائد الفضاء جون جلين عام 1962م، التي لم تكن الأصعب مقارنة برحلات سابقيه مثل يوري جاجارين (1961م) وجيرمان تيتوف الذي قضى يومًا كاملًا في الفضاء. ومع ذلك، لاقى جون جلين استقبالًا شعبيًا عظيمًا؛ فقد احتفل الناس به بموكب ضخم، أُطلقت فيه شرائط ورقية بلغ وزنها 3500 طن، مما جعل الموكب من أبرز المواكب في التاريخ.
الفكرة الرئيسية :
وصف حفاوة الاستقبال والترحيب الكبير الذي قُدم لرائد الفضاء جون جلين بعد رحلته الفضائية عام 1962م، رغم أنه يوجد رحلات فضائية أخرى سبقته.
المفردات :
رحلة: السفر من مكان إلى آخر، هنا تشير إلى السفر إلى الفضاء.
موكب: مجموعة من الأشخاص أو الأشياء التي تسير معًا في مناسبة معينة.
صيحات التهليل: أصوات التشجيع والفرح والترحيب.
شرائط ورقية: قطع طويلة ورفيعة من الورق تُلقى في الهواء خلال الاحتفالات.
طن: وحدة لقياس الوزن، تعادل 1000 كيلوغرام.
مَثَّلَت هذِهِ الرِّحلَةُ نُقطَةً فارِقَةً بِإِرسالِ إِنسانٍ إِلى القَمَرِ، وَخِلالَ النِّصفِ الثّاني مِن عام 1961م، التَزَمَت («ناسا» بِدَعم ((أبولو) مِن خِلال بِناءِ أَربَعَةِ مَراكِزَ وَمُنشَآتٍ جَديدَةٍ كُبری، تَحَقَّقَ فيها شَرطُ نَقلِ الصَّواريخ عَلى طُرُقَ مائِيَّةٍ خالِيَةٍ مِنَ الثُّلوجِ؛ إِذ كانَت تِلكَ الصَّواريخُ أَكبرَ كَثيرًا مِن أَن يَتَسَنّى نَقلُها مِن خِلال خُطَوطِ السِّكَكِ الحَديدِيَّةِ أَوِ الطُّرُقَ السَّريعَةِ.
وَفي عامِ 1963م، حَصَلَت عَلامَةٌ فارِقَةٌ في غَزوِ الفَضاءِ، فَقَد كانَ أَحَدُ رائِدي الفَضاءِ في هذِهِ الرِّحلَةِ امرَأةً تُدعى (فالنتينا تريشكوفا)، الَّتي كانَت تَعمَلُ في مَصنَعٍ نَسيجٍ، وَلَم تَكُن عَلى دِرايَةِ بِما هُوَ أَكثَرُ مِنَ القَفزِ الحُرِّ بِالمِظَلّاتِ، لكِنَّها حَصَلَت عَلى تَدريبِ شَامِلٍ وَمُوَسَّعِ في قِيادَةِ الطّائِراتِ، أَهَّلَها لِتكونَ أَوَّلَ امرَأَةٍ تُحَلَّقُ في مَدارٍ حَولَ الأَرضِ.
الشرح :
يتحدث النص عن نقطة تحول مهمة في استكشاف الفضاء، حيث التزمت وكالة ناسا بدعم مشروع أبولو من خلال بناء مراكز ومنشآت كبيرة، لتسهيل نقل الصواريخ الضخمة عبر طرق مائية خالية من الثلوج، لأنها كانت أكبر من أن تُنقل عبر السكك الحديدية أو الطرق السريعة. وفي عام 1963م، حدثت علامة فارقة عندما أصبحت فالنتينا تريشكوفا، التي كانت تعمل في مصنع نسيج ولم تكن تعرف سوى القفز الحر بالمظلات، أول امرأة تحلق في مدار حول الأرض بعد تدريب مكثف في قيادة الطائرات.
الفكرة الرئيسية :
وصف التطورات الكبيرة في برنامج استكشاف الفضاء، مع التركيز على أول رحلة فضائية لامرأة ودعم ناسا لمشروع أبولو.
المفردات :
نقطة فارقة: حدث مهم يغير مسار التاريخ
ناسا: وكالة الفضاء الأمريكية
أبولو: برنامج فضائي أمريكي لاستكشاف القمر
مدار: المسار الذي تدور فيه الأجرام السماوية حول الأرض
تدريب شامل: تدريب مكثف يغطي جميع الجوانب
قفز حر بالمظلات: القفز من ارتفاع باستخدام المظلة للهبوط الآمن
كانَت فالنتينا تُرسِلُ عِباراتٍ عَبرَ جِهازِ اللّاسِلكِيِّ بِصورَةٍ مُتكَرِّرَةٍ تَقولُ فيها: "تَحِيّاتي الحارَّةُ مِنَ الفَضاءِ"، وَظَلَّت في الفَضاءِ ثَلاثَةَ أَيَّامِ، ثُمَّ هَبَطَت إِلى الأَرضِ بِاستِخدامِ نِظامِ الطَّيَرانِ الآلِيِّ لِإِعادَةِ الوُلوجِ إِلى الغِلافِ الجَوِّيِّ.
وَأَخيرًا تَكَلَّلَت جُهودُ العُلَماءِ بِنَجاحِ (نيل ارمسترونج) وَ(باز ألدرين) عامَ 1969م في الهُبوطِ عَلى سَطحِ القَمَرِ وَالمَشي عَلى تُرابِه؛ لِتَكَونَ بِذلِكَ العَلامَةَ الأَبرَزَ في تاريخِ أَبحاثِ الفَضاءِ.
وَفي لَحظَةِ اعتِزازٍ وَفَخرٍ عَرَبِيَّةِ نَجَحَ الأَميرُ سُلطانُ بنُ سَلمانَ في أَن يَكوِنَ أَوَّلَ عَرَبِيٍّ وَمُسلِمِ يُحَلِّقُ في الفَضاءِ عامَ 1985م، كما شَهِدَ العامُ 2023م لَحظَةَ اعتِزازٍ وَفَخرِ أُخرى لِتاريخِ الفَضاءِ العَرَبِيِّ؛ إِذِ انطَلَقَت رَيّانَةُ بَرناوي في 21 أيّارَ في رِحلَتِها إِلى الفَضاءِ، وَوَصَلَتِ المَركَبَةُ إِلى المَحَطَّةِ الفَضائِيَّةِ الدَّوليَّةِ يَومَ الاِثنَين 22 أَیّارَ 2023م، وَذلِكَ بَعدَ 16 ساعَةً مِنَ انطِلاقِ الرِّحلَةِ. وَقَبلَ انطِلاقِها في رِحلَتِها الفَضائِيَّةِ، أَعرَبَت رَيّانَةُ عَن فَخرِها وَأَنَّها وَزَميلَها العَرَبِيَّ عَلِيًّا القَرنِيَّ تَتَعَلَّقُّ آمالُهُما
بِوَضعٍ بَصمَةٍ عَرَبِيَّةِ في مَجالِ الفَضاءِ، وَأَنَّها سَعيدَةٌ؛ فَهِيَ أَوَّلُ امرَأَةٍ عَرَبِيَّةٍ وَصَلَتِ الفَضاءَ.
الشرح :
يتناول النص رحلة فالنتينا تريشكوفا في الفضاء، حيث أرسلت تحياتها من هناك وظلت في الفضاء ثلاثة أيام قبل أن تهبط باستخدام نظام الطيران الآلي. ثم يذكر النجاح التاريخي لهبوط نيل أرمسترونج وباز ألدرين على سطح القمر عام 1969م، وهو علامة بارزة في أبحاث الفضاء. بعد ذلك، يبرز النص إنجاز الأمير سلطان بن سلمان كأول عربي ومسلم يحلق في الفضاء عام 1985م، ويختتم بذكر انطلاق ريانة برناوي في 2023م كأول امرأة عربية تصل إلى الفضاء، معبّرة عن فخرها وأملها في ترك بصمة عربية في مجال الفضاء.
الفكرة الرئيسية :
عرض أهم المحطات والإنجازات العربية والعالمية في رحلات الفضاء، مع تسليط الضوء على دور المرأة العربية في هذا المجال.
المفردات :
جهاز لاسلكي: جهاز يستخدم لإرسال واستقبال الإشارات دون أسلاك.
نظام الطيران الآلي: نظام يحكم حركة المركبة بدون تدخل يدوي.
هبوط: نزول المركبة على سطح الأرض أو أي جسم آخر.
بصمة عربية: أثر أو إنجاز متميز يعود للعرب.
المحطة الفضائية الدولية: منشأة فضائية تدور حول الأرض وتستخدم للأبحاث.
رحلة فضائية: سفر إلى الفضاء الخارجي.