اللغة العربية 5 فصل ثاني

الخامس

icon

سوق جديدة

لَمْ تَعُدِ الاِبْتِسامَةُ تَجِدُ طَريقًا إِلى وَجْهِ السَّيِّدَةِ سَلْمى مُنْذُ أَنْ أُقْعِدَ زَوْجُها نِزارٌ عَنِ الْعَمَلِ بَعدَ حادِثِ سَيْرٍ مُؤْلِمٍ تَسَبَّبَ بِهِ شَخْصٌ مُسْتَهْتِرٌ، قَطَعَ الْإِشارَةَ الْحَمْراءَ مُسْرِعًا دونَ أَنْ يُبالِيَ بِحَياةِ الْآخَرينَ، وَصارَتْ تُطيلُ النَّظَرَ بِقَلْبٍ مُرْتَجِفٍ حَزينٍ إِلى طِفْلَيْها الصَّغيرَيْنِ: سَناءَ، وَزَيْدانَ.

الشرح :

يعبر النص عن الحزن العميق الذي تعيشه السيدة سلمى بعد أن أصبح زوجها نزار عاجزًا عن العمل نتيجة حادث سير مؤلم سببه شخص متهور قطع الإشارة الحمراء دون مراعاة لحياة الآخرين، فغيّرت هذه الحادثة حياتها وحياة أسرتها تمامًا، وأصبحت سلمى حزينة قلقة تنظر إلى طفليها سناء وزيدان بخوف على مستقبلهما بعد أن فقدا عائلتهما مصدر الأمان والفرح، وكأن الابتسامة غابت عن بيتهم منذ ذلك اليوم.

 

معاني الكلمات :

مستهتر

متسرع

يبالي

يهتم

 

 

 

 

الاستخراج :

حرف جر

إلى

فعل ماضٍ

قَطَعَ

 

 

 

 

 

هِيَ لَيْسَتْ بَخيلَةً بِطَبْعِها، لكِنَّها مُضْطَرَّةٌ إِلى الاِقْتِصادِ وَالتَّدبيرِ؛ فَما تَبَقِّى مِنَ الْمالِ شَحيحٌ جِدًّا وَلا مَصْدَرَ رِزْقٍ يَطْرُقُ بابَهُمْ، فاضْطُرَّتْ أَنْ تُقَتِّرَ في الإِنْفاقِ تَقْتيرًا شَديدًا؛ لِأَنَّ الْمَبْلَغَ الْمُدَّخَرَ كانَ يَنْقُصُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَأَوْشَكَ أَنْ يَنْفَدَ. وَكانَتْ تُحاوِلُ إِخْفاءَ قَلَقِها عَنْ زَوْجِها وَصَغيرَيْها. لاحَظَ الصَّغيرانِ قَلَقَ أُمِّهِما؛ فَانْشَغَلَ بَالُهُما، وَفَكَّرا في مُساعَدَتِها.

الشرح:

يظهر النص  جانبًا إنسانيًا مؤثرًا من حياة السيدة سلمى، فهي امرأة صاحبة قلب كريم وليست بخيلة بطبعها، ولكن الظروف الصعبة أجبرتها على التقشف والاقتصاد في الإنفاق لأن المال الذي ادخرته أسرتها بدأ ينفد شيئًا فشيئًا، ولا يوجد مصدر دخل جديد بعد أن توقف زوجها عن العمل. كانت تحاول أن تتماسك وتبدو قوية أمام زوجها وأطفالها، فلا تُظهر خوفها أو حزنها حتى لا تشعرهم باليأس أو القلق. ومع ذلك، لم يغب الأمر عن طفليها الصغيرين، فقد لاحظا ملامح القلق على وجه أمّهما وشعرا بالضيق من أجلها، فامتلأت قلوبهما بالحب والمسؤولية، وبدآ يفكران في طريقة لمساعدتها والتخفيف من معاناتها.

معاني الكلمات :

طبعها

عادتها

تدبير

التخطيط

شحيح

قليل

تقتر

تنفق القليل

مدَّخر

محفوظ /  متوفر

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستخراج :

حرف جر

من

فعل مضارع

ينقص

مثنى

الصغيران

 

 

 

 

 

 

أَعَدَّتِ الأُمُّ ذاتَ يَوْمِ كَعْكًا، وَتَحَلَّقَتِ الأُسْرَةُ حَوْلَ الْمائِدَةِ، وَشَرَعوا يَتَناوَلونَ فَطائِرَ الْكَعْكِ اللَّذيذَةَ، وَيَرْتَشِفونَ عَصيرَ اللَّيْمونِ الْمُنْعِشَ. قالَتْ سَناءُ: (الْكَعْكُ لَذيذٌ يا أُمّي، أَلَذُّ بِكَثيرٍ مِنَ الْكَعْكِ الَّذي يُباعُ في السّوقِ)

 أَضافَ زَيْدانُ مُسانِدًا: إِنَّهُ لَذيدٌ حَقًّا، وَالْعَصيرُ الَّذي تُعِدّينَهُ يا أُمّي مُنْعِشٌ، وَلَوْ عُرِضَ عَلى الْمُشْتَرينَ لَاستَحْسَنوا مَذاقَهُ، وَأَقْبَلوا عَلى شِرائِهِ

- قالَتِ الْأُمُّ وَقَدْ أَحَسَّتْ أَنَّ وَلَدَيْها اتَّفَقا عَلى أَمْرٍ: انْتَظِرا، أَنا أَعْرِفُكُما جَيِّدًا، أَنْتُما تُخْفِيانِ عَنّي أَمْرًا ما.

- قالَ زَيْدانُ: (تَعْلَمينَ يا أُمي أَنَّنا لا نُخْفي عَنْكِ أَيَّ شَيْءٍ، جالَتْ في خاطِري فِكْرَةُ مَشْروع، فَعَرَضْتُها عَلى سَناءَ، فَرَحبَتْ بِها، وَأَمّا أَبي، فَلَمْ يَتَرَدَّدْ بِالْمُوافَقَةِ، وَقَدْ) فاجَأَنا بِأَنَّهُ سَيَكونُ جُزْءًا مِنْهُ. نَعَمْ، سَيَعْمَلُ أَبي مِنْ جَديدٍ)

قالَتْ سَناءُ بِلَهْفَةٍ وَحَماسٍ: ((نَحْنُ نُفَكِّرُ في بَيْعِ الْكَعْكِ)).

- قالَتِ الْأُمُّ: (ماذا؟ هَلْ سَيَتَغَيَّبُ زَيْدانُ وَسَناءُ عَنِ الْمَدْرَسَةِ؟ وَكَيْفَ سَتَعمَلُ مَعَهُما؟ لا تُوافِقْ يا نِزارُ.)

بَدَأَتْ عَيْنا الْأُمِّ تَدْمَعانِ، وَأَحَسَّتْ بِخَفْقَةٍ مُؤْلِمَةٍ في صَدْرِها، خَشِيَتْ أَنَّ صَغيرَيْها قَدِ انْكَسَرا.

 

الشرح :

يظهر النص مشهدًا عائليًا دافئًا يجتمع فيه أفراد الأسرة حول مائدة الكعك والعصير الذي أعدّته الأم، لكن وراء الأجواء البسيطة تختبئ فكرة جميلة في ذهن الطفلين سناء وزيدان، إذ يُفصحان عن رغبتهما في بيع الكعك لمساعدة أسرتهما بعد ضيق الحال، وقد وافق الأب نزار على الفكرة ليعمل معهم من جديد. غير أن الأم تتأثر وتبكي، خوفًا من أن يترك طفلاها دراستهما، وحزنًا لأنهما شعرا بثقل المسؤولية، لكنها في الوقت نفسه تشعر بفخرٍ وحنانٍ كبيرين تجاه حبّهما وحرصهما على الأسرة.

 

معاني الكلمات :

تحلَّقت

صنعت دائرة أو حلقة

شرعوا

بدأوا

يرتشف

يشرب ببطء

جالت في خاطري

مرت في ذهني

لهفة

تشوق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستخراج :

فعل مضارع

يتناولون

حرف جر

على

اسم مؤنث

سناء

اسم مذكر

زيدان

أداة استفهام

كيف

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

- قالَ نِزارٌ: ((اهْدَئي يا سَلْمى، أَعْلَمُ أَنَّ التَّساؤُلاتِ تَتَدَفَّقُ في ذِهْنِكِ كَتَدَفُّقِ الْأَمْطارِ مِنْ غُيومِ السَّماءِ)).

- قالَتْ سَلْمى: ((كَيْفَ أَهْدَأُ وَالْأَمْرُ يَتَعَلَّقُّ بِمُسْتَقْبَلِ زَيْدانَ وَسَناءَ؟أُريدُ أَنْ أَتَحَدَّثَ إِلَيْكَ مُنْفَرِدَيْنِ)).

اسْتَأْذَنَ زَيْدانُ والِدَيْهِ لِلْحَديثِ قَبْلَ الإِنْصِرافِ إِلى غُرْفَتِهِ، فَأَذِنا لَهُ ، وَقالَ: ((وَمَنْ قالَ إِنَّنا سَنَبيعُ الْكَعْكَ بِالطَّرائِقِ التَّقْليدِيَّةِ؟))

- رَدَّتِ الأُمُّ: ((ماذا تُريدُ إِذَنْ؟ نَحْنُ لا نَمْلِكُ الْمالَ الْكافِيَ لِنَفْتَحَ مَخْبَزًا أَوْ مَحَلًّا للحلويات وَلا عَرَبَةً صَغيرَةً لِبَيْعِ الْعَصيِرِ ))

ضَحِكَتِ ابْنَتُها سَناءُ، وَقالَتْ: (لَيْسَ هذا ما قَصَدْناه). سَكَتَتِ الْأُمُّ مُنَتَظِرَةً، وَالدَّهْشَةُ تَتَمَلَّكُها.

- قالَتْ سَناءُ: (يُمْكِننا يا أمي بَيْعُ الْكَعْكِ دونَ أَنْ يَكونَ لَنا مَحَلٍِّ).

- قالَتِ الْأُمّ: (أَتَقْصِدينَ أَنْ نَتَعاقَدَ مَعَ مَطْعَمٍ أَوْ مَقهَى؛ لِيَشْتَرِيَ مِنّا الْحَلْوى الْبَيئِْيَّةَ وَيَبيعَها؟))

- قالَتْ سَناءُ: ((كَلّا يا أُمّي، لَيْسَ هذا ما أَرَدْتُهُ، لَقَدْ شَرَعْنا في إِعْدادِ صَفْحَةٍ عَلى مَواقِعٍ التَّواصُلِ الاِجْتِماعِيِّ، وَوَضَعْنا فيها صُوَرَ الْمُرَطِّباتِ الَّتي تَصْنَعينَها لَنا. وَتَحَدَّثْنا عَنَ حَلاوَةِ مَذاقِها، وَعَنِ الْتِزامِكِ شُروطَ النَّظافَةِ في إِعْدادِها. وَقَدْ رَغِبَ كَثيرٌ مِنْ مُتابِعي صَفْحَتِنا في الْحُصولِ عَلَيْها)).

- قالَ الأَبُ: ((يَكْفي أَنْ نَضَعَ رَقْمَ الْهاتِفِ؛ لتنهالَ عَلَينا الطَّلَباتُ في بِضْعَةِ أَسابيعَ، وَسَأَتَوَلّى الرَّدَّ عَلى الْمُكالَماتِ الْهاتِفِيَّةِ، وَالرَّسائِلِ الإِلِكْتُرونِيَّةِ، وَالتَّسْويقَ الرَّقْمِيَّ، وَسَيَتَوَلّى زَيْدانُ وَسَناءُ التَّصويرَ، وَأَمّا أَنْتِ؛ فَتَعْرِفينَ المُهِمَّةَ الْموكَلَةَ إِلَيْكِ يا سَلْمى)).

- أَضافَ زَيْدانُ: ((نَحْنُ واثِقونَ مِنْ نَجاحِ هذا الْمَشْروعِ)). هَدَأَتِ الْأُمُّ وَتَنَفَسَّتِ الصُّعَداءَ، وَقَبِلَتِ الْفِكْرَةَ بَعْدَ أَنِ اطْمَأَنَّ قَلْبُها بِأَنَّ ابْنَيْها لَنْ يَهْجُرا الدِّراسَةَ.

الشرح :

تصف الفقرة كيف طمأن زيدان وسناء والدتهما سلمى بأن مشروع بيع الكعك لن يؤثر على دراستهما، فهو مشروع إلكتروني عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أنشآ صفحة لعرض صور الكعك الذي تصنعه أمّهما، ولاحظا إقبال الناس عليه. تحمس الأب نزار وقرر المشاركة في التسويق والاتصالات، بينما يتولى الطفلان التصوير وتبقى الأم مسؤولة عن إعداد الكعك. عندها اطمأنت سلمى ووافقت بعدما أدركت أن أبناءها سيواصلون دراستهم، فامتلأ قلبها بالفخر والراحة.

معاني الكلمات :

تدفق

تتابع ، تتوارد

التقليدية

المعتادة

مرطبات

منعشات

تنهال

تأتي بكثرة

الموكلة

المكلَّفة

تنفست الصعداء

تعبير عن الراحة بعد

توتر أو قلق

يهجرا

يترك أو يقطع

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الاستخراج :

حرف جر

إلى

فعل ماضٍ

قال

اسم إشارة

هذا

 

 

 

 

 

 

بَدَأَ الْمَشْروعُ يَكْبُرُ وَيَتَوَسَّعُ، وَما هِيَ إِلَّا أَيَامٌ مِنَ الْعَمَلِ الْجادِّ، حَتّى اسْتَعانَتِ الْأُسْرَةُ بِعامِلَةٍ لِمُساعَدَتِها في صُنْعِ الْمُرَطِّباتِ، وَبَعْدَ أَسابيعَ انْتَدَبَتْ عُمّالًا لإيصالِ الطَّلَباتِ إِلى الْمَنازِلِ. كَانَتِ الْأُسْرَةُ فَرِحَةً بِما حَقَّقَتْهُ مِنْ نَجاحِ. وَقَالَتْ سَناءُ: ((أُريدُ أَنْ أَتَخَصَّصَ في التجارَةِ الإِلِكْتُرونِيَّةِ))، وَقالَ زَيْدانُ: ((ُريدُ أَنْ أُصْبحَ مُهَنْدِسًا في صِناعَةِ الْبَرامِجِ الْحاسوبِيَّة)).

 

سوقٌّ جَديدَةٌ، سامي الْجازي، دَارُ الْماسَةِ، بِتَصَرُّفٍ

الشرح :

بدأ المشروعُ يكبُر ويتوسّع بفضل العمل الجادّ الذي قامت به الأسرة، ومع مرور الأيام زادت الطلبات حتى استعانت الأسرة بعاملةٍ تساعدها في صنع المرطّبات، ثم بعد أسابيع وظّفت عُمّالًا لتوصيل الطلبيات إلى المنازل. شعرت الأسرةُ بالسعادة والفخر بما حققته من نجاح، وأصبحت الطموحات تكبر أيضًا؛ فقالت سناء إنها تريد أن تتخصص في النجارة الإلكترونية، بينما قال زيدان إنه يطمح أن يصبح مهندسًا في صناعة البرامج الحاسوبية

 

معاني الكلمات :

انتدبت

وظفت

استعانت

طلبة المساعدة

 

 

 

 

الاستخراج :

حرف جر

في

فعل مضارع

يتوسع

فعل  ماضٍ

بدأ

 

 

 

 

 

 

الفكرة الرئيسة :

العمل الجاد والمثابرة الأسرية تؤدي إلى نجاح المشروع وتوسع أعماله، مما يشجع الأبناء على تطوير طموحاتهم واختيار تخصصاتهم المستقبلية

 

 

 

Jo Academy Logo