التربية الإسلامية فصل أول

الخامس

icon

الفكرة الرئيسة

  • أُمُّ الْمُؤْمِنينَ السَّيِّدَةُ عائِشَةُ رضي الله عنها هي إحِدى زَوْجاتِ سَيِّدِنا رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، اتَّصَفَتْ باِلْعِلْمِ وَمُساعَدَةِ الْمُحْتاجينَ.
  • أُمُّ الْمُؤْمِنينَ: وَصْفٌ يُطْلَقُ عَلى كُلِّ زَوْجَةٍ مَنْ زَوْجاتِ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
  • لِأُمِّ الْمُؤْمِنينَ السَّيِّدَةِ عائشِةَ رضي الله عنها مَكانَةٌ كَبيرَةٌ عِنْدَ الْمُسْلِمينَ؛ لقرْبها مِنْ سَيِّدِنا رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم، وَلِما لَها مِنْ فَضائِلَ كَثيرَةٍ.

 

أولاً: التعريف بالسيدة عائشة رضي الله عنها

بطاقة تعريفية

اسْمُها: عائِشَةُ بِنْتُ أَبي بَكْرٍ الصِّدّيقِ رضي الله عنهما

مَكانُ وِلادَتهِا: مَكَّةُ الْمُكَرَّمَةُ.

صِلَتُها بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِحْدى زَوْجاتِهِ.

مِنْ أَهَمِّ صِفاتِها: الذَّكاءُ، وَقُوَّةُ الْحِفْظِ، وَمُساعَدَةُ الْمُحْتاجينَ.

وفاتها: تُوُفِّيَتْ سَنةَ (57 هـ) في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، وَدُفِنَتْ في الْبَقيعِ.

 

ثانياً: مكانتها عِنْدَ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم

  • تَزَوَّجَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالسَّيِّدَةِ عائِشَة رضي الله عنها بَعْدَ الْهِجْرَةِ في الْمَدينَةِ الْمُنَوَّرَةِ، فَكانَتْ مِنْ أَحَبِّ زَوْجاتِهِ إِلَيْهِ. سُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: "أَيُّ النّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قالَ: "عائِشَةُ"، فَقالَ: مِنَ الرِّجالِ؟ فَقالَ: "أَبوها".
  • وَكانَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُنادي السَّيِّدَةَ عائِشَةَ رضي الله عنها تَحَبُّبًا: "يا عائِشُ".
  • وَقَدِ اسْتَأْذَنَ سَيِّدُنا رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم زَوْجاتِهِ - في مَرَضِهِ الَّذي تُوُفِّيَ فيهِ - أَنْ يَبْقى في بَيْتِ السَّيِّدَةِ عائِشَةَ رضي الله عنها لِتَعْتَنِيَ بِهِ، فَبَقِيَ عِنْدَها حَتّى تَوَفّاهُ اللهُ تَعالى. وهذا يدل على عظم مكانتها عنده r وشدة حبه لها.

 

ثالثاً: من صفاتها رضي الله عنها

1- الْعِلْمُ وَالْمَعْرِفَةُ: فَالسَّيِّدَةُ عائِشَةُ رضي الله عنها مِنْ أَكْثَرِ الصَّحابَةِ عِلْمًا في أُمورِ الدّينِ، وَرِوايَةً لِلْحَديثِ الشَّريفِ، كانَتْ ذَكِيَّةً، قَوِيَّةِ الْحِفْظِ، تَسْأَلُ عَنْ كُلِّ أَمْرٍ تَجْهَلُهُ، وَبَعْدِ وَفاةِ سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم كانَ الصَّحابَةُ رضي الله عنهم وَلا سِيَّما النِّساءُ يَسْأَلونَها كَثيرًا في عُلومِ الدّينِ، وَمِنْ ذلِكَ أَنَّ أَحَدَ الصَّحابَةِ الْكِرامِ سَأَلَها: «كَيْفَ كانَتْ قِراءَةُ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِاللَّيْلِ؛ يَجْهَرُ أَمْ يُسِرُّ؟ قالَتْ: كُلُّ ذلِكَ قَدْ كانَ يَفْعَلُ، رُبَّما جَهَرَ وَرُبَّما أَسَرَّ».

ويقَوْل الصَّحابيِ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ t عَنِ السَّيِّدَةِ عائشِةَ رضي الله عنها: (ما رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالْحَلالِ وَالْحَرامِ، وَالشِّعْرِ وَالطِبِّ مِنْ عائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنينَ).

2- مُساعَدَةُ الْمُحْتاجينَ: اتَّصَفَتْ رضي الله عنها بِالْكَرَمِ وَحُبِّ مُساعَدَةِ الْمُحْتاجينَ؛ وَمِنْ ذلِكَ أَنَّهُ بُعِثَ إِلَيْها بِمِئَةِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَهِيَ يَوْمَئِذٍ صائِمَةٌ، فَفَرَّقَتْها عَلى الْفُقَراءِ، فَلَمّا أَمْسَتْ، قالَتْ مُرافِقَتُها: يا أُمَّ الْمُؤْمِنينَ، لَوِ اشْتَرَيْتِ لَنا بِدِرْهَمٍ لَحْمًا، فَقالَتْ: لَوْ ذَكَّرْتِني لَفَعَلْتُ.

3- الإيثار وتقدير الصحابة: وَمِنْ ذلِكَ أَنَّها أَذِنَتْ لِسَيِّدِنا عُمَرَ بْنِ الْخَطّابِ t أَنْ يُدْفَنَ مَعَ صاحِبَيْهِ: سَيِّدِنا رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبي بَكْرٍ الصِّدّيقِ t حينَ اسْتَأْذَنَها وَهُوَ عَلى فِراشِ الْمَوْتِ، عِلْمًا أَنَّها كانَتْ تُحِبُّ أَنْ يَكونَ الْمَكانُ لَها بَعْدَ وَفاتِها، فَقالَتْ: «وَلَأُوثِرَنَّهُ بِهِ الْيَوْمَ عَلى نَفْسي».