التربية الإسلامية فصل ثاني

التاسع

icon

 

الْفِكْرَةُ الرَّئيسَةُ

يُسهمُ حسنُ إدارة الوقتِ في تنظيمِ أولوياتِ العملِ وأدائِهِ، والاستفادةِ منَ الوقتِ على أفضلِ وجهٍ.

 

أستَنيرُ

  • أنعمَ اللهُ تعالى على الإنسانِ بنعمةِ الوقتِ.
  •  وجعلَهُ مسؤولًا عنهُ ومحاسَبًا عليهِ؛ لذا دعا الإسلامُ إلى حُسنِ إدارةِ الوقتِ واستثمارِهِ على أحسنِ وجهٍ.

 

إضاءَةٌ

  • وردَ في القرآنِ الكريمِ والسُّنّةِ النبويةِ الشريفةِ عدّةُ تعبيراتٍ دالّةٍ على الوقتِ، منها:
    •  الضُّحى.
    •  والعصرُ.
    •  والساعةُ.
    •  والسنينَ.
    •  والدهرُ.

 

أولًا: مفهومُ إدارةِ الوقتِ

  • إدارةُ الوقتِ: هيَ حُسنُ استثمارِ الوقتِ بما يضمنُ أداءَ الواجباتِ والحقوقِ، وتنظيمَ الأولوياتِ؛ بهدفِ تحقيقِ أقصى فائدةٍ منَ الوقتِ المتاحِ.

 

ثانيًا توجيهاتُ الإسلامِ في إدارةِ الوقتِ

  • وجّهَ الإسلامُ إلى حُسنِ إدارةِ الوقتِ واستثمارِهِ عنْ طريقِ توجيهاتٍ عدّةٍ، منْ أهمِّها:

أ. إدراكُ الإنسانِ أهميةَ الوقتِ وقيمتَهُ؛ فقد أقسمَ اللهُ تعالى بالوقت في مواضعَ كثيرةٍ منَ القرآنِ الكريمِ؛ دلالةً على أهميتِهِ.

  • منها قولُهُ تعالى: (وَالْعَصْرِ)(العصر: ١).
  •  وقولُهُ تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى)2))(الليل: ١-٢).

 

ب. تحذيرُ الإنسانِ من إضاعةِ وقتِهِ وعدمِ استثمارِهِ في الأعمالِ الصالحةِ.

    • فقد عدَّ اللهُ تعالى تفريطَ الإنسانِ بالوقتِ وجهًا من أوجُهِ الخسرانِ المبينِ، فقالَ سبحانَهُ: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2(إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3)) (العصر: ١-٣).
    •  لأنَّ ضياعَ الوقتِ من دونِ فائدةٍ خسارةٌ كبيرةٌ، يُسألُ عنها الإنسانُ يومَ القيامةِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: (نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ منَ الناسِ: الصحةُ، والفراغُ) (رواه البخاري) (مغبونٌ: خاسرٌ).

ج. ضرورةُ إنجازِ الإنسانِ الأعمالَ المطلوبةَ في وقتِها المحدَّدِ.

    • سواءٌ أكانَت في علاقتِهِ معَ ربِّهِ سبحانَهُ مثلَ: العباداتِ.
    •  أَم في علاقتِهِ معَ الناسِ مثلَ: الأعمالِ الدنيويةِ.
    •  وحينَ سُئِلَ سيدُنا رسولُ اللهِ ﷺ عَنْ أَحبِّ الأعمالِ إلى الله تعالى قالَ: (الصلاةُ على وقتِها) (رواه البخاري ومسلم).

د . أهميةُ ترتيبِ المسلمِ لأولويّاتِهِ.

    • فيقدّمُ الأعمالَ الضروريةَ على غيرِ الضروريةِ.
    •  والواجبةَ على غيرِ الواجبةِ.
    •  والمهمّةَ على الأقلِّ أهميةً.
    •  ما يمكّنُهُ منَ الإفادةِ منْ وقتِهِ في أفضلِ صورةٍ.

هـ. دعوةُ الإنسانِ للمسارعةِ إلى فعلِ الخيراتِ.

    • فقد أثنى اللهُ تعالى على المؤمنينَ الذينَ يسارعونَ إلى عملِ الخيرِ، قالَ تعالى: (أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ)(المؤمنون:61)

 

صورةٌ مشرقةٌ

  • حرصَ الصحابةُ الكرامُ رضي الله عنهم على تنظيمِ أوقاتِهِم وترتيبِ أولويّاتِهِم.
  •  وكانوا يوفِّقونَ بينَ أعمالِهِمُ الدنيويةِ وواجباتِهِمُ الشرعيةِ.
    •  ومن ذلكَ أنَّ سيدَنا عمرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه كانَ يعملُ في مكانٍ بعيدٍ عنِ المدينةِ المنورةِ، وفي الوقتِ نفسِهِ يحرصُ على تلقّي العلمِ عن سيدِنا رسولِ اللهِ ﷺ والسماعِ منهُ، فاتفقَ معَ أحدِ أصحابِهِ أن يتناوَبا حضورَ مجالسِ سيدِنا رسولِ اللهِ يومًا بعدَ يومٍ، ثمَّ يُخبرُ الحاضرُ منهما الغائبَ بما سمعَهُ منهُ ﷺ.

 

أَستَزيدُ

  • إدارةُ الوقتِ مهارةٌ يحتاجُ إليها كلُّ إنسانٍ.
  •  إلّا أنَّ هناكَ معيقاتٍ كثيرةً تَحولُ دونَ تنظيمِ الإنسانِ وقتَهُ، منها:
  • التسويفُ:
  • ويكونُ بتأجيلِ الواجباتِ الدينيةِ والدنيويةِ عن وقتِها المطلوبِ.

ب. الغفلةُ:

  • ويكونُ ذلكَ حينَ لا يبالي الإنسانُ بما يفوتُهُ من أوقاتٍ.

 ج. الكسلُ:

  • وذلكَ بضَعفِ الهمّةِ عنِ القيامِ بالأعمالِ المطلوبةِ.
  •  وقد ذكرَ اللهُ تعالى أنَّ مِنْ صفاتِ المنافقينَ قيامَهُم إلى الصلاةِ وهُمْ كُسالى.
  •  فقالَ سبحانَهُ: (وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَا يُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ)(التوبة:54)

د . التواكلُ:

  • فتركُ الأسبابِ يمنعُ إنجازَ العملِ.
  •  ويستهلكُ الوقتَ بلا فائدةٍ.
  •  فمَنْ ينتظرُ النجاحَ من دونِ أنْ يدرسَ يضيّعُ وقتَهُ بلا فائدةٍ؛ لأنَّهُ لم يأخذْ بأسبابِ النجاحِ.
  •  والإنسانُ حينَ يطلبُ في دعائِهِ الرزقَ من دون أنْ يعملَ، يضيّعُ وقتَهُ بلا فائدةٍ؛ لأنَّ اللهَ تعالى جعلَ العملَ وسيلةً لتحصيلِ الرزقِ.

 

أربِطُ مع التِّكنولوجيا

  • أسهمَتِ التكنولوجيا الحديثةُ، مثلُ: شبكةِ الإنترنتْ ووسائلِ الاتصالِ الحديثةِ، في توفيرِ الوقتِ والجهدِ على الإنسانِ.
    • إذ ساعدَتْهُ على سرعةِ اتخاذِ القراراتِ.
    •  والحصولِ على المعلوماتِ وتبادلِها.
    •  والوصولِ إلى أكبرِ عددٍ منَ المستفيدينَ والمستفيداتِ خلالَ وقتٍ قصيرٍ.

 

أَسمو بقِيَمي

1. أَحرصُ على استثمارِ وقتي في الأعمالِ الصالحةِ.

2. أُنجزُ الأعمال المطلوبة مني على وقتها.

3. أُدرك أهمية الوقت.