الدراسات الاجتماعية فصل أول

الثامن

icon

الدّرسُ الرابعُ: إدارةُ الكوارثِ الطبيعيةِ

أَتخيّلُ نفسي هناكَ: في المركزِ الوطنيِ للأمنِ وإدارةِ الأزماتِ، أتجوّلُ في أقسامِهِ المختلفةِ، وأفكّرُ في أهميةِ وجودِهِ والمهامِّ المنوطةِ بِهِ.

 

إدارةُ الكوارثِ الطبيعيةِ: هيَ مجموعةُ الإجراءاتِ اللازمةِ للتعاملِ معَ الخطرِ الطبيعيِّ؛ للتقليلِ منَ الأضرارِ والخسائرِ في الأرواحِ والممتلَكاتِ إلى أقصى حدٍّ ممكنٍ، إذْ تتطلّبُ هذِهِ الكوارثُ استجابةً سريعةً وفاعلةً منَ الحكوماتِ والهيئاتِ الإنسانيةِ.

وتشتملُ إدارةُ الكوارثِ الطبيعيةِ على مجالاتٍ عدّةٍ، منها:

1- المراقبةُ وجمعُ البياناتِ؛ لتقييمِ مستوياتِ الكوارثِ الطبيعيةِ وشدّتِها، ووقتِ حدوثِها، ومدى تكرُّرِها، وتحديدِ المناطقِ الأكثرِ عُرضَةً لها.

2- وضعُ السياسياتِ، وتعزيزُ البنيةِ التحتيةِ وأنظمةِ الإنذارِ المُبكِّرِ، ويعتمدُ هذا على وجودِ مركزٍ متخصّصٍ لإدارةِ الكوارثِ.

3- مشاركةُ المجتمعِ، إذْ تُعنى الجهاتُ المُختصَّةُ بإتاحةِ البياناتِ والمعلوماتِ المتعلّقةِ بالكوارثِ للمجتمعاتِ، وتدريبِ الأفرادِ على التعاملِ معها.

 

نظامُ الإنذارِ المُبكِّرِ: نظامٌ متكاملٌ لرصدِ المخاطرِ وتوقُّعِها، والتنبُّؤِ بها، وتقييمِ مخاطرِ الكوارثِ وأنظمةِ الاتصالاتِ والتأهُّبِ وعملياتِها، بما يُمكّنُ الأفرادَ والمؤسّساتِ منَ اتخاذِ الإجراءاتِ في الوقتِ المناسبِ؛ لتخفيفِ مخاطرِ الكارثةِ.

يتكوّنُ نظامُ الإنذارِ المُبكِّرِ منْ أربعةِ مكوِّناتٍ رئيسةٍ، ويُعَدُّ كلُّ مكوِّنٌ منها عنصرًا حيويًّا؛ لأنَّ فشلَ أيِّ عنصرٍ سيؤدّي إلى فشلِ النظامِ. وهذِهِ المكوِّناتُ هيَ:

  1. تطويرُ المعرفةِ بالكوارثِ.
  2. رصدُ المخاطرِ، وتحليلُها، والتنبُّؤُ بها.
  3. نشرُ تحذيراتٍ واضحةٍ ودقيقةٍ، وإجراءاتٍ قابلةٍ للتنفيذِ.
  4. التثقيفُ والتدريبُ، وتنفيذُ تمارينِ المحاكاةِ.

 

مراحلُ إدارةِ الكوارثِ الطبيعيةِ:

أوّلًا: الجاهزيةُ (التخطيطُ): تُعَدُّ منْ أهمِّ الخطواتِ الواجبِ اتباعُها لتقليلِ الآثارِ السلبيةِ للكوارثِ، وتتطلّبُ معرفةً علميةً بنوعٍ الكوارثِ وشدّتِها ودوريةِ حدوثِها، وتحديدَ طرقِ الإخلاءِ وأماكنِ الإيواءِ، والتركيزَ على توفُّرِ أدواتِ الإسعافاتِ الأوّليةِ وتدريبِ المجتمعِ على التعاملِ معها، ومراعاةَ احتياجاتِ الأطفالِ والنساءِ وذوي الاعاقة.

 

ثانيًا: الإجراءات الاستباقية والاستجابة للكارثة:

- وضعِ نظامِ إنذارٍ مُبكِّرٍ.

 -التخطيطِ للإجراءاتِ التي ستُنفَّذُ قبلَ وقوعِ الكارثةِ.

-التوعيةِ والتدريبِ وإجراءِ تمارينِ المحاكاةِ.

 - إخلاءِ السّكّانِ والحيواناتِ.

 - توفيرِ المأوى لسكّانِ المناطقِ المُتضرِّرةِ والنازحينَ.

- إعلانِ حالةِ الطوارئِ.

 

 

 

يشيرُ مفهومُ النزوحِ البيئيِّ إلى اضطرارِ الأشخاصِ إلى مغادرةِ أماكنِ إقامتِهِمْ نتيجةً لكارثةٍ أوْ لتجنُّبِ خطرٍ مُتوقَّعٍ، مثلِ: الفيضاناتِ، والأعاصيرِ، وحرائقِ الغاباتِ، ويمكنُ أنْ يكونَ النزوحُ داخلَ حدودِ الدولةِ أوْ خارجَها، ويجبُ تقديمُ المساعداتِ لجميعِ النازحينَ بِغَضِّ النظرِ عنْ جنسيّاتِهِمْ.

 

 

 

ثالثًا: التعافي منَ الكارثةِ

 يبدأُ التعافي بتقييمِ آثارِ الكارثةِ وإعلانِها، ثمَّ تنفيذِ الإجراءاتِ الفعليةِ؛ لاستعادةِ القدرةِ على العملِ بعدَ الكارثةِ، والتأكُّدِ منْ خُلُوِّ المكانِ منْ آثارِها، ومنْ أنَّ خدماتِ البنيةِ التحتيةِ كافّةً تعملُ بصورةٍ سليمةٍ لإنهاءِ حالةِ الطوارئِ.

ولمرحلةِ التعافي أبعادٌ بيئيةٌ، منْ أهمِّها:

1- معالجةُ الأضرارِ البيئيةِ الناجمةِ عنِ الكارثةِ، مثلِ: تلوُّثِ المياهِ السطحيةِ والجوفيةِ.

2 - تجنُّبُ التسبُّبِ في أضرارٍ بيئيةٍ إضافيةٍ نتيجةَ أنشطةِ التعافي.

 3 -الاستفادةُ منْ مرحلةِ التعافي في حمايةِ البيئةِ، عنْ طريقِ إعادةِ بناءِ المساكنِ والبنيةِ التحتيةِ باستخدامِ تصميماتٍ تعتمدُ بدرجةٍ أقلَّ على غازاتِ الدفيئةِ.

التعاونُ الدَّوْلي على إدارةِ الكوارثِ الطبيعيةِ:

يُعَدُّ تقديمُ المساعداتِ الإنسانيةِ في أثناءِ الكوارثِ الطبيعيةِ وخلالَ فترةِ التعافي واجبًا ينبغي للدُّوَلِ كافّةً التزامُ أدائِهِ، فهوَ حقٌّ منْ حقوقِ الإنسانِ التي كفلَتْها المواثيقُ والمعاهداتُ الدَّوْليةُ، ومنْها:

  1. اتفاقيةُ التعاونِ العربيِ في مجالِ تنظيمِ وتيسيرِ عملياتِ الإغاثةِ (1987).
  2. اتفاقيةُ (آسيانْ) للتصدي للكوارثِ والاستجابةِ لحالاتِ الطوارئِ (2005).
  3. اتفاقيةُ الاستجابةِ السريعةِ للكوارثِ التابعةِ لرابطةِ جنوبِ آسيا للتعاونِ الإقليميِّ (2011).

 

أبرر  أهمية تقديم تسهيلات لحركة البضائع والاشخاص عبر الحدود الدولية للاستجابة في حالات الكوارث

من الضرورة ان يكون هناك تسهيلات ورفع القيود لتسهيل وصول المساعدات للمناطق المنكوبة أو حركة أفراد من المنطقة المنكوبة الى المناطق المجاورة.