ابن المقفع
نشأته وحياته:
هو عبد الله ابن المقفع ،فارسي الأصل، ولد نحو سنة 106 هجرياً في جور في فارس . انصرف إلى تحصيل الثقافة الفارسية ، ودرس إلى جانبها الثقافة اليونانية. رحل مع أبيه إلى البصرة فتلقى فيها مبادئ الفصاحة والبيان ، و فنون الأدب، وأتقن اللغة العربية إلى جانب اللغتين : الفارسية ، واليونانية ، وهو بذلك يمثل ظاهرة امتزاج الثقافات ، التي عملت على تكوين شخصيته تكويناً نادراً. عاش في الدولتين الأموية والعباسية وهو بذلك من مخضرمي كتاب الدولتين : الأموية، والعباسية ، مات مقتولاً سنة 142 هجرياً .
آثاره:
1- كليلة ودمنة :
كتاب وضع على ألسنة البهائم والطيور .وهو من أصل هندي وترجمه ابن المقفع عن الفهلوية ( الفارسية القديمة ) إلى العربية. وسمي بهذا الاسم نسبة إلى شخصيتين قصصيتين في إحدى أقاصيص الكتاب ، هما : كليلة ،ودمنة. وهو كتاب في تقويم الأخلاق بالعظة ورياضة العقول بالحكمة. ترجم من العربية إلى سائر اللغات.
2- الأدب الصغير :
كتيب حمل دروسًا أخلاقية اجتماعية تحث على طلب العلم ، وتهذيب النفس وترويضها ومحاسبتها، ومعرفة الخالق ، وهو يدعو إلى جمع المال والقناعة بالقليل منه خوفاً من الفقر .
3- الأدب الكبير :
قسم قسمين: الأول: يتناول السلطان وما ينبغي له أن يتحلى به من الخصال الحميدة، وأن يتخذ بطانته من أهل الدين والمروءة، ويوصيه ألا يعاجل بالثواب ولا بالعقاب . والثاني: يتناول فيه الصديق، فقد عرف ابن المقفع عظيم المودة والوفاء للأصدقاء .
أسلوبه :
جمع ابن المقفع في نثره بين الثقافتين : الفارسية ، والعربية، إضافة إلى التأثر بالثقافة اليونانية.
خصائص نثره :
1- العناية البالغة بالمعنى ، فكان يختار اللفظ المؤدي إلى المعنى المراد بدقة تامة، وكان يقول: "إياك والتتبع لوحشي الكلام طمعاً في نيل البلاغة، فإن ذلك العي الأكبر" .فقد كان يختار الألفاظ الواضحة والمناسبة للمعنى المراد بعيداً عن الغرابة والغموض.
2- الحرص على الإيجاز ،فيعبر عن الفكرة تعبيراً واضحاً بعبارات موجزة وقليلة من غير إسهاب أو تطويل .
3- التقسيم المنطقي: فيقسم الكتاب موضوعات، والموضوع فقرات.
4- المزج بين السرد القصصي والإنشاء المبني على التسلسل المنطقي الذي يصلح للتعبير عن الأفكار من غير تكلف، فسمي أسلوبه (السهل الممتنع) ؛لسلاسته وبساطته وإحكامه معاً .
5- استخدام الحوار والرمز .