الدرس الثاني استقلال المملكة الأردنية الهاشمية
بدأ الشعب الأردني المتعطّش للحرية والاستقلال والكرامة الوطنية يُكافح من أجل استقلال بلاده. وازدادت المطالب الشعبية بالاستقلال إثر المؤتمر الوطني الأردني الأول وصدور الميثاق الوطني لعام 1928م، كما ازدادتمشاركة الأردنيين في حركات المقاومة في فلسطين ضد الهجرة اليهودية
ومع نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945م، تعمقت الرغبة الرسمية والشعبية بضرورة استقلال البلاد استقلالا كاملا، فبعثت الحكومة الأردنية مذكرة إلى الحكومة البريطانية تطلب فيها الدخول في مفاوضات لإعلان استقلال شرقيّ الأردنّ بأسرع وقت ممكن.
استجابت بريطانيا للطلب الأردني، ووجّهت الدعوة للأمير عبد الله ورئيس الوزراء، لزيارة لندن للتباحث في مستقبل شرقيّ الأردنّ.
توجّه الأمير ورئيس الوزراء إبراهيم هاشم إلى لندن، واختُتمت المحادثات (الأردنية - البريطانية) بتوقيع معاهدة التحالف والصداقة (الأردنية - البريطانية) في 22 آذار 1946م، التي ألغت الاتّفاقية السابقة المُبرمة في عام 1928م، ونظام الانتداب البريطاني على البلاد.وتضمّنت المبادئ الآتية:
- اعتراف بريطانيا بشرقيّ الأردنّ دولة مستقلّة استقلالًا تامًّا.
- إقامة تحالف بين الدولتين.
- التشاور بين الدولتين في جميع شؤون السياسة الخارجية.
- إنشاء علاقات دبلوماسية بين البلدين، واعتماد مُمثّلين سياسيين في عاصمتيهما.
- تولّي الأردنّ مسؤولية حفظ الأمن الداخلي، والدفاع عن حدوده الخارجية.
وبناءً على توقيع المعاهدة واعتراف بريطانيا باستقلال الأردنّ، أقرّت هيئة الأمم المتحدة رفع الانتداب عن شرقيّ الأردنّ، والاعتراف به رسميًّا دولة مستقلّة.
إعلان الاستقلال والبيعة للملك
عقد المجلس التشريعي الأردني الخامس جلسته في 25 أيار 1946م، ولدى تلاوة مُقرّرات المجالس البلدية المبلّغة إليه المتضمّنة رغبات البلاد الأردنية العامّة، تم تلاوة مذكّرة مجلس الوزراء المتضمّنة تأييد تلك المقررات واقتراح تلبيتها، وتعديل القانون الأساسي الأردني بمقتضاها؛ أصدر المجلس التشريعي الأردني الخامس بالإجماع القرار التاريخي الآتي:
تحقيقًا للأماني القومية وعملًا بالرغبة العامّة التي أعربت عنها المجالس البلدية الأردنية في قراراتها المبلّغة إلى المجلس التشريعي؛ قرّر المجلس بالإجماع الأمور الآتية:
أوّلًا: إعلان البلاد الأردنية دولة مستقلة استقلالًا تامًّا وذات حكومة ملكية وراثية نيابية.
ثانيًا: البيعة بالمُلْك لسيّد البلاد ومؤسّس كيانها ووريث النهضة العربية (عبد الله بن الحسين) المعظّم، بوصفه ملكًا دستوريًّا على رأس الدولة الأردنية، بلقب حضرة صاحب الجلالة: ملك المملكة الأردنية الهاشمية.
ثالثًا: إقرار تعديل القانون الأساسي الأردني على هذا الأساس طبقًا لما هو مُثبّت في لائحة (قانون تعديل القانون الأساسي) الملحقة بهذا القرار.
رابعًا: رفع هذا القرار إلى سيّد البلاد عملًا بأحكام القانون الأساسي ليوشّح بالإرادة السنية حتّى إذا اقترن بالتصديق السامي عُدَّ نافذًا حال إعلانه على الشعب، وتولّت الحكومة إجراءات تنفيذه، مع تبليغ ذلك إلى جميع الدول بالطرق السياسية المرعيّة.
- أحلل مضمون من وثيقة الاستقلال.
وثيقة الاستقلال الأردنية هي القرار التاريخي الذي أعلن عن استقلال المملكة الأردنية الهاشمية عن الانتداب البريطاني.
المعاهدة (الأردنية - البريطانية) لعام 1948م
سعت الحكومة البريطانية لتعديل بنود المعاهدة (الأردنية - البريطانية) لعام 1946م من أجل تجنّب الدخول مع الأردنّ في حرب العرب مع اليهود في فلسطين، حيث جرى توقيع المعاهدة (الأردنية - البريطانية) الثانية في 15 آذار 1948م. ونصّت على ما يأتي:
- التشاور التامّ بين الطرفين في حال نشوب نزاع مسلّح مع دولة ثالثة.
- إقامة مبدأ الدفاع المشترك بين الأردنّ وبريطانيا، وأن يقوم كل طرف في حال نشوب حرب أو التهديد بحرب بطلب المساعدة من الطرف الآخر.
3 - مدّة المعاهدة خمسة وعشرون عامًا.
تقدّم الأردنّ بطلب رسمي للانضمام إلى هيئة الأمم المتّحدة، لكنّه واجه معارضة الاتّحاد السوفيتي وبولندا. ولم ينل الأردنّ عضوية الأمم المتحدة إلّا في 14 كانون الأوّل 1955م.
أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر سبب معارضة الاتّحاد السوفيتي وبولندا طلب الأردنّ الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة.
معارضة الاتحاد السوفيتي وبولندا لطلب الأردن الانضمام إلى هيئة الأمم المتحدة يعود إلى أن الاتحاد السوفيتي كان يتبنى الشيوعية، والتي كانت معارضة للأسس القومية والعروبية التي تأسست عليها الإمارة الأردنية. كانت الأردن تعتبر الشيوعية تقويضًا للأسس التي قامت عليها الإمارة ثم المملكة.
أُبيّن أوجه الشبه والاختلاف بين معاهدة التحالف والصداقة (الأردنية - البريطانية) لعام 1946م، والمعاهدة (الأردنية - البريطانية) لعام 1948م.
أوجه الشبه: إقام تحالف بين الدولتين والتشاور فيما بينهما
أوجه الاختلاف: المدة الزمنية محددة بالمعاهدة الأردنية البريطانية 1948م.
العلم الأردني والسلام الملكي
هو العلم الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية، وبدأ الاستخدام الرسمي له في عام 1928م، وهو مستمدّ من علم الثورة العربية الكبرى التي أعلنها شريف مكة الحسين بن علي في عام 1916.
أتأمّل النص الآتي، ثم أُجيب عمّا يليه:
نصّ القانون الأساسي لعام 1928م في مادّته الثالثة على مواصفات الراية الأردنية، بحيث تكون راية شرقيّ الأردنّ على الشكل والمقاييس الآتية: طولها ضعف عرضها، وتُقسّم أُفقيًّا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية قاعدته مساوية لعرض الراية والارتفاع مساوٍ لنصف طولها، وفي المثلث كوكب أبيض مُسبّع، حجمه ما يمكن أن تستوعبه دائرة قطرها واحد من أربعة عشر من طول الراية، وهو موضوع بحيث يكون وسطه عند نقطة تقاطع الخطوط بين زوايا المثلّث، وبحيث يكون المحور المارّ من أحد الرؤوس موازيًا لقاعدة المثلث. وقد بقيت هذه المواصفات إلى اليوم.
- أُوضّح مواصفات العلم الأردني.
طولها ضعف عرضها، وتُقسّم أُفقيًّا إلى ثلاث قطع متساوية متوازية، العليا منها سوداء والوسطى بيضاء والسفلى خضراء، يوضع عليها مثلث أحمر قائم من ناحية السارية قاعدته مساوية لعرض الراية والارتفاع مساوٍ لنصف طولها، وفي المثلث كوكب أبيض مُسبّع
وتدلّ ألوان العلم الأردني على ما يأتي:
اللون الأسود: راية العقاب، وهي راية الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم. وقد اتّخذه العبّاسيون شعارًا لهم.
اللون الأبيض: راية الدولة الأموية.
اللون الأخضر: راية الدولة الفاطمية، وشعار آل البيت.
اللون الأحمر: راية الهاشميين منذ عهد جدهم الشريف أبي نُمّي.
ويُمثّل الكوكب سباعي الأشعّة (النجمة السباعية) فاتحة القرآن الكريم (السبع المثاني) سورة الفاتحة من سبع آيات، ووجوده في وسط المثلّث يدلّ على هدف الثورة العربية الكبرى وهو توحيد الشعوب العربية.
أمّا السلام الملكي فقد أقرّته لجنة تربوية في عام 1938م، وكتب كلمات النشيد الأميري الشاعر عبد المنعم الرفاعي.
شعار المملكة الأردنية الهاشمية
يستمدّ الشعار الرسمي للمملكة الأردنية الهاشمية، مكوّناته ودلالاته الدينية والتاريخية والعسكرية من الحضارة العربية الإسلامية وتاريخ الهاشميين والثورة العربية الكبرى، ويعود تصميمه لرغبة الملك المؤسّس عبد الله بن الحسين بوضع شعار يُمثّل الدولة. وبناءً على ذلك؛ أصدر المجلس التنفيذي قرارًا بهذا الخصوص في عام 1934م، ونُحِت هذا الشعار فوق مدخل قصر رغدان العامر، ليُعبّر عن هيبة الدولة ويرمز إلى جذورها التاريخية ويشهد على مراحل تطوّرها السياسي.
شهد شعار المملكة تحديثًا على عدّة مراحل كان آخرها في عام 2006م، حيث صدر نظام شعار المملكة الأردنية الهاشمية مبيّنًا مكوّنات الشعار ودلالاته واستعمالاته ومواصفاته وقياساته وألوانه.
التاج الملكي الهاشمي: يرمز إلى أنّ نظام الحكم في المملكة نظام ملكي وراثي، ويعلو التاجَ رأسُ حربة ترمز إلى حربة راية الهاشميين.
الوشاح: يرمز إلى العرش الهاشمي، وهو رمز للفداء والصفاء.
الرايتان: ترمزان إلى راية الثورة العربية الكبرى.
طير العقاب: يرمز إلى القوة والبأس والعلوّ، بينما يرمز لونه إلى راية الرسول محمّد صلّى الله عليه وسلّم.
الكرة الأرضية: ترمز إلى انتشار الإسلام وحضارته في العالم.
الأسلحة العربية: يوضع أمام الكرة الأرضية ترسٌ مصنوع من معدن البرونز، ويرمز الترس إلى الدفاع عن الحق، ويوضع على جانبي الترس سيفٌ ورمحٌ وقوسٌ وسهامٌ ذهبية اللون.
السنابل الذهبية وسعفة النخيل: تحيط بالترس ثلاثُ سنابل من اليمين، وسعفة نخيل من اليسار، وترتبط السنابل والسعفة بشريط وسام النهضة من الدرجة الأولى، يُثبّت في منتصفه شريطٌ أصفر مرتبط بقاعدة السنابل والسعفة.
الشريط الأصفر: يتدلّى أمام وسام النهضة من الدرجة الأولى، شريطٌ أصفر يتكوّن من ثلاثة مقاطع تُطرّز عليها العبارات الآتية:
"عبد الله الثاني ابن الحسين بن عون"، في الجهة اليمنى (بعكس الناظر إليه).
"ملك المملكة الأردنية الهاشمية"، في الوسط.
"الراجي من الله التوفيق والعون"، في الجهة اليسرى (بعكس الناظر إليه).
أتحقّق من تعلّمي
- أُصنّف مكوّنات شعار المملكة الأردنية الهاشمية إلى دلالات إسلامية وعربية ووطنية.
|
دلالات إسلامية |
دلالات عربية |
دلالات وطنية |
|
طير العقاب الكرة الأرضية |
الأسلحة العربية الرايتان السنابل الذهبية وسعفة النخيل |
التاج الملكي الهاشمي الوشاح الشريط الأصفر |