الأردن أثناء الحملات الفرنجية
أولا : مرحلة السيطرة الفرنجية على الأردن
تعرضت بلاد الشام في أواخر القرن الخامس الهجري / الحادي عشر الميلادي إلى حملات فرنجية شرسة عدة، إذ استطاعت تلك الحملات احتلال القدس عام ٤٩٢هـ /١٠٩٩م، وتأسيس مملكة بيت المقدس مستغلة حالة الضعف والصراع السياسي في العالم العربي والإسلامي، وقد أدرك الفرنجـة أهمية الأردن الاستراتيجية والاقتصادية لكونهما الخط الدفاعي لمملكتهم في بيت المقدس ضـد غـارات القبائل العربية المجاورة لها؛ لذلك سيطروا عليها، وأسسوا فيها قلاعا حصينة عدة، وقد استمرت الحملات الفرنجية مدة قرنين من الزمان.
الحملات الفرنحية مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها الفرنجة في الفترة (490-691 هـ/ 1096-1291 م) للسيطرة على بلاد الشام ومص |
هل تعلم
أن ابن خلدون وصف همجية الفرنجة في احتلال القدس ونهبها قائلا: "بعد حصار الإفرنج للقدس أربعين يوما دخلوا المدينة من الشمال، وقتلوا بالمسجد عددا كبيرا من المصلين .
ثانيا: القلاع في الأردن ومن مسطرة الفرنجة
أعاد الفرنجة بناء القلاع القديمة، واستخدموها بوصفها نقاط عسكرية في المنطقة، ولتعرف القلاع في الأردن من الفرنجة ، تأمل الشكل الآلي
القلاع في الأردن زمن سيطرة الفرنجة |
|||
قلعة الشوبك (مونتريال) عاد بنادها بلدوين الأول عام 509هـ/ 1115م. من أجل: 1- تقـويـة الـوجـود العسكري الفرنجي في الأردن . 2- السيطرة على الطرق التجارية التي تربط مصر بلاد الشام، وشبه الجزيرة العربية والبحر الأحـمـر بالمشرق . 3- تأمين الحدود الشرقية للدولــة الفرنجية من خـطـر هـجـمـات الممالك الإسلامية. |
قلعة العقبة بنيت في عهد المماليك - السيطرة على الطرق التجارية المارة بالبحر الأحمر
|
قلعة الكرك قلعة قديمة، أعاد الفرنج ترميمها عام 537هـ/ 1142م بهدف: - السيطرة على المنطقة بأكملها؛ لأنها تقع على الطريق بين مصر وبلاد الشام.
2- استغلال ثروات المنطقة الزراعية خاصة القمح. |
قلعة عجلون بناها أسامة بن منقذ، أحد قادة صلاح الدين الأيوبي عام 580 هـ / 1185 بهدف: 1- مراقبة حركة الفرنجة في القدس. 2- جعلها قاعدة للحملات العسكرية ضد الفرنجة. 3- المحافظة على طرق الـمـواصـلات مع دمشق وشمال بلاد الشام. |
ثالثا : مرحلة التحرر من السيطرة الفرنجية
نظر للأهمية الأردن حاول السلاجقة في دمشق والفاطميون في القاهرة استرداده مرات عدة لكن محاولاتهم لم تنجح، ثم جاءت اليقظة الإسلامية التي حمل لواءها عماد الدين زنكي وأن نور الدين زنكي، الذي قرر تحرير قلعة الكرك من الفرنجة، فقد خرج في نيسان عام 565 هـ / 1169م على رأس جيش من درعا قاصدا الكرك حتى وصل البلقاء، فخيم في عمان أياما عدة. ثم واصل السير إلى الكرك مرورا بحسبان ووادي الوالة شمال ذيبان ثم الربة، وحاصر القلعة، ودار بين الطرفين قتال شديد، إذ جمع الفرنجة قواتهم التي جاءت لنجدة الكرك، وانسحبت قوات نور الدين إلى حوران من دون تحقيق نتيجة، على الرغم من مساندة سكان الأردن وأمراء في بني ربيعة لجيش نور الدين الذي تمكن من ضم دمشق إلى دولته؛ ليضيع على الفرنجة فرصة احتلالها، ثم تسلم الراية من بعدهما صلاح الدين الأيوبي الذي سعى لتحرير المنطقة من سيطرة الفرنجة.
كان الفرنجة يتعرضون لقوافل التجار والحجاج وهم في طريقهم إلى مكة، فدفع ذلك صلاح الدين الأيوبي للقيام بحملات عدة لتحرير الأردن، وقد نجح في طرد الفرنجة، وهذا مكنه من السيطرة على وادي عربة وخليج العقبة وقلعة الشوبك، فأصبح الطريق بين مصر وبلاد الشام سالكا. ولمعرفة أهم الحملات التي قام بها صلاح الدين لتحرير جنوب الأردن، تأمل الشكل الآتي:
حملات صلاح الدين الأيوبي لتحرير جنوب الأردن من الفرنجة |
|||
الحملة الأولى 566 هـ /1170م |
الحملة الثانية 568هـ/ 1171م |
الحملة الثالثة 579هـ/ 1182م |
الحملة الرابعة 584هـ/ 1188م |
كانت أولى حملات صلاح الديـن موجهـة إلى أيلـة (العقبة)حيث استطاع فتحهـا عـام 566هـ/ 1170م. |
اتجـه صـلاح الدين من القاهرة إلى قلعة الكرك، وكان هدفه قلعة الشوبك التي حاصـرهـا فـي عام 568هـ/ 1171م، ولم يستطع فتحها. |
سـار صلاح الدين إلى الكرك عن طريق الزرقاء عمـان وحسبان، تـم خيـم فـي الربـة، ومنها تقدم جيشه إلى الكرك، وحاصرها شهرا كاملًا، إلا أنه فك الحصار عنها لمناعة أسوارها ووصول الإمدادات إليها من بيت المقدس. |
بعد أن حرر صلاح الدين بيت المقدس في معركة حطيـن توجه إلى الكرك والشوبك وحاصرهما، ، فدخـل قـلـعـة الـكـرك ، في عام 584هـ/1188م بعد حصار دام قرابة سنة ونصف أما الشوبك ففتحت في عام 585هـ / 1189م بعد حصار دام سنتين، وكانـت آخـر المعاقـل الفرنجيـة فـي الأردن |
وبتحرير تلك القلاع، عاد الأمن والاستقرار إلى منطقة الأردن بعد قرن من الزمان كانت فيه رهيئة الهيمنة الفرنجية، وأصبحت الأردن تابعة للدولة الأيوبية بعد معركة حطين. اقرأ النص الآتي
معركة حطين حدثت سنة 583 هـ / 1187م بسبب قيام أمير الكرك بنقض الهدنة بينه وبين صلاح الدين الأموي، ومهاجمة القافية تجارية قادمة من مصر في طريقها إلى بلاد الشاي معركة وأموالها والسير رجالها، فأرسل إليه صلاح الدين لإطلاق سراح الأسرى ، وتعويضهم فرفض ، ولذا أعلن صلاح الدين الجهاد التحرير بيت المقدس، إذ التقى الفريقان في حطين التي تقع بالقرب من طبرية، ودارت يوم الجمعة بينهما معركة من أشهر المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، واجتمعت للمسلمين أسباب النصر وتحرير بيت المقدس.