حملات الفرنجة
تعرّضت بلاد الشام في نهاية القرن الحادي عشر الميلادي إلى هجمات شرسة، قادها ملوك وأمراء أوروبا للسيطرة على الأراضي المقدّسة، وتأسيس مملكة لهم في بيت المقدس، مستغلّين حالة الضعف والفرقة والصراع السياسي التي كانت سائدة في العالم الإسلامي آنذاك، ومدفوعين بعدة عوامل منها: العامل السياسي الذي تمثّل في رغبة أمراء الفرنجة في تأسيس إمارات لهم في الشرق، والعامل الديني المتمثّل في الفتوحات الإسلامية وما أثارته من حقد وكراهية في قلوب الأوروبيّين، وحماية طريق الحجّ المسيحي إلى البلاد المقدسّة، والعامل الاقتصادي الذي تمثّل في الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي كانت تعاني منها أُوروبّا من الفقر والمجاعة والنظام الإقطاعي.
حملات الفرنجة هي الحملات الأُوروبية التسع التي شنّها الأُوروبيّون على بلاد الشام ومصر من أواخر القرن الحادي عشر الميلادي حتّى الثلث الأخير من القرن الثالث عشر الميلادي، وأنشأوا فيها عدّة إمارات فرنجية، هي: الرها وأنطاكية وطرابلس ومملكة بيت المقدس. |
- أُفكّر: لماذا تركّز الوجود الفرنجي على سواحل بلاد الشام؟
للسيطرة على بحر الروم وقربهم من بلادهم.
لم يُراعِ الفرنجة حرمة الأماكن المقدسة، وارتكبوا المذابح بحقّ سكان المناطق والمدن التي دخلوها دون تمييز.
أعمال الفرنجة في بيت المقدس في ضوء المصادر الغربية والإسلامية يصف المؤرّخ الغربي يعقوب الفيتري دخول الفرنجة بيت المقدس بقوله: " ...وتمّ الاستيلاء على بيت المقدس، بجهد عظيم وسفك دماء...". ويقول المؤرخ العربي المسلم ابن القلانسي: "...فانهزم الناس وهجموا البلد فملكوه، وانهزم بعض أهله إلى المحراب وقُتل خلق كثير...". |
أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر: تعرّضت بلاد الشام في نهاية القرن الحادي عشر إلى هجمات شرسة، قادها ملوك وأمراء أوروبا للسيطرة على البلاد المقدّسة.
للسيطرة على الأراضي المقدّسة، وتأسيس مملكة لهم في بيت المقدس، مستغلّين حالة الضعف والفرقة والصراع السياسي التي كانت سائدة في العالم الإسلامي آنذاك.
السبب |
النتيجة |
استغلال حالة الضعف والفرقة والصراع السياسي التي كان يعاني منها العالم الاسلامي آنذاك |
تأسيس عدّة إمارات فرنجية في بلاد الشام. |
الأردنّ في حملات الفرنجة
اتّجهت أنظار الفرنجة إلى الأردن بعد احتلالهم القدس في عام (492هـ / 1099م)، وذلك لأنّه الخطّ الدفاعي عن مملكتهم في القدس من غارات القبائل العربية المجاورة من جهة، وحلقة وصل بين بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية من جهة أخرى.
شن الملك (بلدوين الأول) ملك القدس هجومًا على القبائل العربية القاطنة بالقرب من البحر الميّت وسبى نساءها وأطفالها ونهب مواشيها؛ بسبب هجوم تلك القبائل على أطراف مملكة بيت المقدس، وتوجه بلدوين الأول لاحتلال ديار تلك القبائل، واختار موقعًا حصينًا وإستراتيجيًّا يُسيطر على المناطق المجاورة له، وبنى عليه قلعة مونتريال (قلعة الشوبك) في جنوبي الأردن، وأقام فيها حامية عسكرية من الفرسان والمشاة وزوّدها بالأسلحة والمؤن.
وفي العام التالي، زار بلدوين قلعة الشوبك وتوجّه منها إلى أيلة (العقبة) واحتلها وأجبر أهلها على مغادرتها، وبنى فيها حصنًا ليكون مركزًا دفاعيًّا عن المدينة، ويسيطر على الطريق بين الشام ومصر. أدرك الفرنجة أهمّية القلاع من الجانب العسكري، فبنى الملك فولك أنجو (Fulk of Anjou) ملك القدس قلعة الكرك، على أنقاض قلعة قديمة تعود إلى المملكة المؤابية؛ لتكون مركزًا للمنطقة الفرنجية في شرقي مملكة بيت المقدس، وإحكامًا لسيطرتها على القبائل المحيطة بها، والسيطرة على طرق المواصلات المارّة بالأردنّ.
أمّا المناطق الواقعة إلى الشمال من وادي الموجب كعمّان وجرش وعجلون، فقد كانت بعيدة عن السيطرة الفرنجية، واستمرت تبعيّتها للخلافة العبّاسية.
أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر ما يأتي:
- اتّجهت أنظار الفرنجة إلى الأردنّ بعد احتلالهم القدس في عام 492هـ / 1099م.
وذلك لأنّه الخطّ الدفاعي عن مملكتهم في القدس من غارات القبائل العربية المجاورة من جهة، وحلقة وصل بين بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية من جهة أخرى.
- إعادة بناء الفرنجة قلعة الكرك.
لتكون مركزًا للمنطقة الفرنجية في شرقي مملكة بيت المقدس، وإحكامًا لسيطرتها على القبائل المحيطة بها، والسيطرة على طرق المواصلات المارّة بالأردنّ.
السبب |
النتيجة |
السيطرة على الطريق بين الشام ومصر |
بناء الفرنجة حصنًا لهم في العقبة. |
تحرير الأردنّ من احتلال الفرنجة
أدرك نور الدين محمود زنكي سلطان الدولة الزنكية في العراق وبلاد الشام، أهمّية سرعة مواجهة إمارة الكرك الفرنجية، وفتح الطريق أمام الجيوش والحجّاج والتجّار؛ فتحرك على رأس قوة عسكرية من الشام قاصدًا الكرك مرورًا بالبلقاء، فحاصرها أربعة أيام لكنّه لم يتمكن من فتحها بسبب الإمدادات الفرنجية لها.
وجهّز صلاح الدين الأيوبي مؤسس الدولة الأيوبية التي ورثت الدولة الزنكية جيشًا توجّه به إلى الكرك وخيّم في الربة (قُرب الكرك)، وحاصر قلعتها ولكنّه لم يستطع فتحها بسبب مناعة أسوارها ووصول الإمدادات إليها.
وبعد تحرير صلاح الدين الأيوبي للقدس بعد معركة حطّين التي هزم بها الفرنجة في عام (583هـ / 1187م)، توجّه إلى الكرك والشوبك وحاصرهما وحرّرهما.
معركة حطّين بعد وفاة الملك (بلدوين الخامس) بدأ الصراع والانقسام الداخلي بين الأمراء الفرنجة على عرش مملكة بيت المقدس؛ فاستفاد صلاح الدين من هذا الانقسام وبدأ الاستعداد العسكري لتحرير بلاد الشام من الاحتلال الفرنجي. نقض أرناط (رينو دو شاتيون Renaud de Chatillon) أمير الكرك الهدنة مع صلاح الدين واستولى على قافلة تجارية في أثناء مرورها بالكرك قادمة من مصر إلى الشام وقتل حرّاسها وأسر تجّارها في قلعة الكرك، فكان هذا الحدث سببًا مباشرًا للمعركة. حدثت معركة حطّين الواقعة بين طبريا والناصرة في فلسطين في عام (583هـ / 1187م)، بين الفرنجة بقيادة أمرائهم وعلى رأسهم ملك مملكة بيت المقدس (غي دو لوزنيان)، والمسلمين بقيادة صلاح الدين الأيوبي، وانتهت بانتصار المسلمين واسترجاع بيت المقدس من أيدي الفرنجة. |
- أُحدّد على الخريطة موقع معركة حطّين.
الواقعة بين طبريا والناصرة في فلسطين.
- أتتبّع طرق سير الجيوش الإسلامية في معركة حطّين.
كما هو ظاهر حسب الألوان في مفتاح الخريطة.
أتحقّق من تعلّمي
- أُفسّر: انسحاب السلطان نور الدين محمود زنكي من محاصرة قلعة الكرك.
بسبب الإمدادات الفرنجية لها.
- أُوضّح أسباب قيام معركة حطّين.
نقض أرناط (رينو دو شاتيون Renaud de Chatillon) أمير الكرك الهدنة مع صلاح الدين واستولى على قافلة تجارية في أثناء مرورها بالكرك قادمة من مصر إلى الشام وقتل حرّاسها وأسر تجّارها في قلعة الكرك