تاريخ الأردن فصل ثاني

المواد المشتركة أول ثانوي

icon

كان من نتائج الثورة العربية قيام حكومة عربية في سورية بزعامة الأمير فيصل بن الحسين، بين عليها اسم الحكومة العربية (الفيصلية)، وتعد أول حكومة عربية في تاريخ العرب الحديث. حيث سعى الأمير فيصل لإنشاء حكومة عربية تضم بلاد الشام على أسس حديثة، ومن أجل هذه الغاية عقد المؤتمر السوري العام الأول ١٩١٩م، الذي انتخب أعضاءه من الشام كلها، وشارك فيه عشرة مندوبين من الزعامات العشائرية في الأردن

وعند وصول لجنة كنج - كراين إلى الأردن عام ١٩١٩م أجمع السكان على رأي واحد وهدف واحد ورؤية واحدة، تتمثل في استقلال بلاد الشام، ورفض وعد بلفور وتجزئة البلاد العربية، ووقف الهجرة الصهيونية ورفض انتقال الأراضي للصهاينة في فلسطين، ولما أدرك زعـمـاء المنطقة المؤامرات الاستعمارية قرروا وضـع دول الحلفاء أمـام الأمر الواقع فعقد المؤتمر السوري العام الثاني 8 آذار ۱۹۲۰ م، وكانت التقسيمات الإدارية في الأردن في العهد الفيصلي

حيث ألغت الحكومة العربية التشكيلات الإدارية العثمانية عام ١٩١٩م، واستحدثت تشكيلات جديدة قسـمت بـلاد الشـام إلى ثمانية ألوية وأيضا أسهمت الحركة الوطنية السورية في تطور الحياة السياسية في الأردن، إذ كان القومي باستمرار بزعماء الأردن، وقد شكلت الدواوين (المضافات) الأردنية ملتقى لأحرار العرب. كان الأردنيون على قدر كبير من الوعي في إدراك الخطر الداهم الذي شهدته فلسطين نتيجة لسياسة بريطانيا الاستعمارية في بلاد الشام، فبرز موقف الأردني تجاه الوطن القومي لليهود والهجرة الصهيونية إلى فلسطين، وانتقال الأراضي إلى اليهود، في غالبية المظاهرات وعرائض الاحتجاجات التي رفعوها إلى ممثلي دول الحلفاء ومؤتمر فرساي، فقد أكدوا أن الأمة العربية ترفض الهجرة الصهيونية وفكرة الوطن القومي رفضا قاطعا، وأنها مستعدة للدفاع عن فلسطين حيث

 

أهمية المرحلة الفيصلية التي استلم عدد من وجهاء شرق الأردن ومثقفيه بعض الوظائف السياسية الحكومية، إذ عين في الكرك ارفيفان المجالي مديرا للأمن الخارجي وحسين الطراونة مديرا للأمن الداخلي، وعين هشال الطوالبة مديرا لناحية ذيبان واندفعت أوساط اجتماعية شعبية نحو العمل السياسي بفعل تأثير الجو العام الذي كان سائدا في الصراع مع فرنسا بانتخاب المؤتمر السوري في 7 تموز 1919م. وأصبح الأردن قاعدة متقدمة لثوار الجولان وحوران وجبل العرب، ومن أرضه انطلقت العمليات العسكرية، وقد قدم أهله كل وسائل الدعم المادي والعسكري والمعنوي. وكان للدور الوطني الذي قام به على خلقي الشرايري ضد الفرنسيين في سورية عام ١٩١٩م، أثر في تشجيع الوطنيين على تأليف المجموعات المسلحة من الأردن وفلسطين لقتال الفرنسيين، كانت معركة تل الثعالب أول الحركات النضالية المسلحة لأبناء الأردن ضد الجيش البريطاني والمستوطنين الصهاينة، وقد وقعت بالقرب من سمخ يوم ٢٠ نیسان ۱۹۲۰م، واستشهد فيها كابد مفلح العبيدات وعدد من رفاقه، وهو أول شهيد أردني على ثرى فلسطين.