التربية الإسلامية

الثامن

icon

الفكرةُ الرئيسةُ

منْ مقاصدِ الإِسلامِ المحافظةُ على النفسِ البشريَّةِ منَ الأمراضِ ولا سيَّما المُعديةِ؛ لذا شرعَ تدابيرَ وقائيَّةً وعلاجيَّةً، وأكّدَ ضرورةَ التزامِها عندَ انتشارِ الأمراضِ المُعديةِ.

وانتشارُ مرضٍ مُعيَّنٍ، يكونُ عددُ حالاتِ الإِصابةِ بهِ كبيرًا؛ ممّا تصعبُ السيطرةُ عليهِ، مثلَ وباءِ كورونا (كوفيد - 19).

ومن الإجراءات الصّحيّة التي تهدف للمحافظة على النفس البشرية من الأمراض:

  • أغطّي فمي وأنفي بمنديل عمد العطسِ والسُّعال.
  • أتخلّص من المناديل مباشرة بعدَ استخدامها، وأغسل يديّ.
  • أغسلُ الفاكهة والخَضروات جيّدًا.
  • أحرص على تعقيم الأسطح في المنزلِ والمكتبِ.
  • أغسِل يديّ بالماء والصابون مدّة (30) ثانية.
  • أتوجّه إلى الطبيب فور إصابتي بحُمَّى أو سُعال أو صعوبةٍ في التنفّس.

 

أَسْتَنيرُ

حرَصَ الإِسلامُ على حمايتِنا منَ الأَمراضِ؛ كيْ نستطيعَ تأْديةَ واجباتِنا الدينيّةِ، ونخدمَ أنفسَنا وأَهلَنا ووطنَنا وأُمَّتَنا.

أَوَّلًا: مفهومُ الأَمراضِ المُعديةِ

الأَمراضُ المُعديةُ: هيَ الأَمراضُ الَّتي تنتقلُ بسرعةٍ منْ شخصٍ إِلى آخرَ، أَوْ منَ الكائناتِ الأُخرى إِلى الإِنسانِ؛ فتسبِّبُ خللًا في وظائفِ الجسمِ، وقدْ تؤدّي إِلى الوفاةِ، مثلَ: الطاعونِ، ووباءِ كورونا (كوفيد - 19)

 

ثانيًا: منهجُ الإِسلامِ في التعاملِ معَ الأَمراضِ
شرعَ الإِسلامُ قواعدَ للمحافظةِ على الصحَّةِ وتجنُّبِ الأَمراضِ، واتَّخذَ لذلكَ منهجيْنِ، هما:

أ. المنهجُ الوقائيُّ:

وضعَ الإِسلامُ منهجًا للوقايةِ منَ الأَمراضِ قبل إصابتنا بالمرض، يتمثَّلُ في أُمورٍ منْها:

  • حثَّ الإِسلامُ على نظافةِ الجسمِ وطهارتِهِ، ومنْ ذلكَ:
    • أَنَّهُ جعلَ الوضوءَ شرطًا لصحَّةِ الصلاةِ.
    • وأَكَّدَ ذلكَ عندَ اجتماعِ الناسِ في المناسباتِ العامَّةِ، مثلَ: الجمُعةِ، والعيديْنِ، قالَ رسولُ اللهِ  صلّى الله عليه وسلّم: ( إِذا جاءَ أَحَدُكُمْ إِلى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ).
  • نهى الإِسلامُ عنِ العَلاقاتِ الجنسيَّةِ المحرَّمةِ؛ لأَنَّها تؤدّي إِلى الأَمراضِ القاتلةِ مثلَ الإيدزِ،قالَ تعالى: (وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا).
  • دعا الإِسلامُ إِلى مجموعةٍ منَ الآدابِ العامَّةِ الَّتي تحافظُ على الصحَّةِ، وتمنعُ انتقالَ الأَمراضِ المُعديةِ، منْها: 
    • آدابُ العُطاسِ: فقدْ أرشدَنا الإسلامُ إلى أنَّ مَنْ يعطِسُ عليهِ أنْ يضعَ يدَهُ أَوْ مِنديلًا على فمِهِ وأنفِهِ؛ حتّى لا ينتقلَ المرضُ إلى الناسِ، قالَ أَبو هريرةَ رضي الله عنه: (إِنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم كانَ إِذا عَطَسَ، غَطّى وَجْهَهُ بِيَدِهِ، أَوْ بِثَوبِهِ ، وَغَضَّ بِها صَوْتَهُ).
    • النهيُ عنِ الشربِ منْ فمِ الإناءِ: حتّى لا ينتقلَ المرضُ إلى الآخرينَ، عنْ أَبي هريرةَ رضي الله عنه قالَ: (نَهى رَسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ يُشْرَبَ مِنْ في السِّقاءِ أَوِ القِرْبَةِ). (في: أي فم).
    • تغطيةُ آنيةِ الطعامِ: قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: (غَطّوا الإِناءَ، وَأَوْكوا السِّقاءَ) )وَأَوْكوا السِّقاءَ: أي اربطوا فَمَ قِرَبِ الماءِ وغيرِها(.

 

ب. المنهجُ العلاجيُّ:

أَرشدَ الإِسلامُ إِلى مجموعةٍ منَ التدابيرِ للتعاملِ معَ الأَمراضِ المُعديةِ عندَ وقوعِها انتشارِها، ومنْ ذلكَ:

  • التداوي والعلاجُ: فقدْ أَمرَنا الإِسلامُ أَنْ نأْخذَ بكلِّ ما نستطيعُ منْ سبُلِ الرعايةِ الصحِّيَّةِ، قالَ رسولُ صلّى الله عليه وسلّم: (ما أَنْزَلَ اللهُ داءً إِلّا أنْزَلَ لَهُ شِفاءً).
  • الحَجْرُ الصحِّيُّ: وهوَ التزامُ عدمِ مخالطةِ الآخرينَ؛ لمنعِ انتشارِ الوباءِ بينَ الناسِ، قالَ الرسولُ صلّى الله عليه وسلّم: (لا يورِدُ المُمْرِضُ عَلى مُصِحٍّ) (يوردُ: يدخلُ، الممرضُ: أيِ المريضُ، مُصِحٌّ: أيْ غيرُ مريضٍ). ومنعُ الناسِ منَ الخروجِ منَ الأَرضِ أَوِ البلدِ الَّتي انتشرَ فيها المرضُ المُعدي، قالَ رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم: (إذِا سَمِعْتُمْ بالطّاعونِ بِأَرْضٍ فَلا تَدْخُلوها، وَإذِا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بها فلا تَخْرُجوا مِنْها).

 

أَسْتَزيدُ

لمّا كانَتِ الصحَّةُ المجتمعيَّةُ مسؤوليَّةَ الجميعِ؛ فقدْ حرَصَتِ الدولةُ على أنْ تضعَ بعضَ الإِجراءاتِ الصحِّيَّةِ؛ للحدِّ منِ انتشارِ الأوبئةِ المُعديةِ، منْها:

  • لبسُ الكِماماتِ.
  • والتباعدُ الجسديُّ.
  • واستخدامُ المُعقِّماتِ.
  • وإِرشادُ المواطنينَ إِلى أَخذِ المطاعيمِ اللازمةِ.
  • وفرضُ حظرِ التَّجوالِ في أَوقاتٍ مُعيَّنةٍ.
  • وإلغاءُ كثيرٍ منَ التجمُّعاتِ الاجتماعيَّة.
  • ومنُع دخولِ المسافرينَ إِلى الدولةِ أَوِ الخروجِ منْها.

 

أربط مع الطبِّ

  • يؤكِّدُ الأَطبّاءُ ضرورةَ إِجراءِ الفحصِ الطبِّيِّ الدوريِّ؛ للتأَكُّدِ منْ خُلوِّ الجسمِ منَ الأَمراضِ، والإِسراعِ في الإِجراءات العلاجيَّةِ قبلَ انتشارِ الأَمراضِ.
  • ينصحُنا الأَطبّاءُ للوقايةِ منَ الأَمراضِ بـ:
    • منحِ أجسامِنا حقَّها منَ النومِ الكافي.
    • الغذاءِ الصحِّيِّ.
    • ممارسةِ الرياضةِ.