مقدمة
- أمر الإسلام المسلم بحفظ لسانه وصونه عن كل ما لا فائدة فيه.
- وجعل اللسان وسيلة يتقرب العبد بها إلى ربه.
- وحذر من استخدامه في معصية الله تعالى.
- فحرم تداول الأخبار التي تتعلق بحرماتهم؛ سواء أكان الخبر صحيحًا أم كاذبًا؛ لما في ذلك من كشف للأستار وفضح للأستار.
- وقد أعد الله تعالى عذابًا أليمًا لمن يفعلون ذلك.
مفهوم الإشاعة، وأضرارها
- هي نقل الأخبار الكاذبة، أو المبالغة والتهويل في نشر الأخبار ووصف الأحداث وتفسيرها.
- وللإشاعة أخطار كثيرة تنعكس آثارها على الفرد والمجتمع، منها:
- تعمل الإشاعة على هدم الأسرة والتفريق بين الأحبة.
- تَذهبُ بالطمأنينة السائدة في المجتمعات.
- تدمر الاقتصاد وتهدر الأموال.
أسباب نشر الإشاعة
أسباب نشر الإشاعة والترويج لها كثيرة، ومن أبرزها ما يأتي:
1- الحسد: وهو تمني الحاسد زوال النعمة عن الناس، فتجد بعض الناس يفرح بكل خطأ أو عيب يجده في الآخرين، فيضيف إليه من الكذب ما يمكنه من تشويه صورة المحسود، ثم يشيعه، ويوسع نطاق انتشاره بين الناس.
2- الجهل بعواقب الأمور: فالجاهل لا يميز بين حسن وقبيح، ولا يفكر في النتائج السيئة التي تترتب على نقل الأخبار، حيث يسارع في نشر الخبر بمجرد أن يتلقاه، وقد ذم الله تعالى الذين يسارعون في نشر الأخبار بعد تلقيها بلا روية ولا تدبر.
3- العداء الذي يكون بين الأشخاص: فيتخذ من الإشاعة وسيلة للتشهير به، والانتصار عليه.
4- ضعف الوازع الديني، والتهاون في الأحكام الشرعية وأوامر الإسلام.
موقف المسلم من الإشاعة
يجب التعامل مع الإشاعة وفق المنهج الرباني الذي بينته شريعة الإسلام، والذي يتمثل في المواقف الآتية:
1- موقف الناقل للإشاعة
- يجب على ناقل الإشاعة أن يتوب إلى الله تعالى؛ فيرجع عن خطئه، ويعتذر عنه، ويعقد العزم على عدم الخوض فيها مرة أخرى.
- أن يدافع عن الذين أشاع عنهم الأخبار، ويعمل على تحسين صورتهم، مع إبراز الجانب الإيجابي عندهم، فعن أبي الدرداء، عن النبي ﷺ قال: "من ردّ عن عرض أخيه، ردّ الله عن وجهه النار يوم القيامة".
- التفكر في عواقب التسرع في نقل الأخبار ونشرها بين الناس، فيجب على من سمع خبرًا فيه نشر للفاحشة أو لعيوب الآخرين، أو فيه تفريق لوحدة الأمة أو إلحاق الضرر بأمنها أو اقتصادها، ألا ينشره بين الناس، حتى لو كان الخبر صحيحًا؛ لما في نشره من آثار سيئة على الأفراد والمجتمعات، ولأن المسلم مأمور بستر الآخرين وعدم نشر عيوبهم.
2- موقف المتلقي للإشاعة
- الأصل حسن الظن بالمؤمنين، فقد أمر الله تعالى المتلقي للإشاعة بحسن الظن بالآخرين.
- الأصل في المسلم أن يحفظ لسانه، فإن الإنسان مسؤول عن كل ما ينطق به، ومحاسب عليه، ويجب على الإنسان ألا يخوض في كل شيء أو في ما لا يعنيه، حتى لا يكون سببًا في نشر الإشاعات وترويج الأخبار، قال رسول الله ﷺ: "من حُسنِ إسلامِ المرءِ تركُه ما لا يعنيه".
- التثبت: وذلك بطلب الدليل الواضح على صحة الخبر المنقول.
- إرجاع الأمور إلى أهل الاختصاص وأصحاب الرأي والخبرة.
وقد كادت إشاعة مقتل النبي ﷺ يوم أحد أن تزيد من البلاء الواقع على المسلمين في المعركة؛ حيث ضعفت عزائم كثير من الصحابة الكرام، وانهارت معنوياتهم، حتى نادى كعب بن مالك رضي الله عنه في المسلمين يبشرهم بأن رسول الله ﷺ حيٌّ يقاتل بين الصفوف.