التعريف بالإمام النووي
- الإمام النووي هو أبو زكريا، يحيى بن شرف النووي.
- ولد في قرية نوى من قرى حَوْران في سوريا عام 631هـ.
- بدأ حفظ القرآن وتعلّم الفقه في العاشرة من عمره.
- في سنة 649هـ قَدِمَ مع أبيه إلى دمشق لاستكمال تحصيله العلمي في مدرسة دار الحديث، ودرس على علمائها.
صفاته ومناقبه
كان الإمام النووي:
- وقورًا.
- جريئًا في قول الحقّ.
- زاهدًا ورعًا.
- مطبقًا لوصية الرسول ﷺ: "الدين النصيحةُ"، فكان ناصحًا أمينًا لأهل زمانه، مخلصًا في علمه.
حياته العلمية
تميزت حياتُهُ العلميةُ بأمورٍ عديدة منها:
(1) الجدّ في طلب العلم.
(2) غزارة علمه وتنوع ثقافته:
فقد كان يقرأ كلَّ يوم اثني عشر درسًا على المشايخ شرحًا وتصحيحًا.
(3) كثرة تأليفه:
- فقد بدأ بالتأليف عام 660هـ، أي في الثلاثين من عمره، فكتب مؤلفات عظيمة، بلغت أكثر من ثلاثين مؤلفًا.
- وتميّزت مؤلفاته:
- بسهولة العبارة.
- وقوة الدليل.
- ووضوح الأفكار.
- ولا تزال مؤلفاته حتى الآن تحظى باهتمام كل مسلم، ومثال ذلك: شرحه لصحيح الإمام مسلم، وكتابه المجموع في الفقه.
(4) حسن استثماره الوقت، كان النووي يحسن استثمار وقته.
- كان يعطي العلم جلّ اهتمامه.
- ويحسن توزيع وقته بين التعليم والعمل والعبادة.
- وكان يحرص على ألا يفوّت وقته من غير أن يشغله، حتى في ذهابه في الطريق ومجيئه كان يكرر ويطالع ما يحفظه، وبقي على التحصيل على هذا الوجه نحو ست سنين.
- ثم اشتغل بالتصنيف، والعمل بدقائق الفقه، وكان مُحَقّقًا في علمه وفنونه، مدققًا حافظًا لحديث رسول الله ﷺ، عارفًا بأنواعه كلّها، من صحيحه وضعيفه، وغريب ألفاظه، وصحيح معانيه، واستنباط فقهه.
- وصرف أوقاته كلها في أنواع العلم والعمل؛ فبعضها للتصنيف، وبعضها للتعليم، وبعضها للصلاة، وبعضها للتلاوة، وبعضها للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
العلوم التي تميز بها الإمام النووي
وتميّز الإمام النووي بأنه عالمٌ موسوعيٌّ، ألمَّ بعلوم متنوعة، وبرع فيها، على النحو الآتي:
(1) النووي فقيهًا
- أخذ النووي الفقه الشافعي عن كبار عصره.
- فأتقن الفقه، وعرف قواعده وأصوله حتى عُرف بذلك بين العامة والخاصة.
- فكان من أعلم علماء عصره وأحفظهم للمذهب.
- وصفه ابن العطّار: بأنه كان متقنًا للمذهب الشافعي، بقواعده وأصوله وفروعه، ومذاهب الصحابة والتابعين، وأقوال العلماء.
(2) النووي محدثًا
- درس النووي على شيوخه كتبًا كثيرة منها: كتب السنن الستة، وغيرها الكثير من كتب الحديث.
- لم يكن النووي مهتمًا برواية الحديث فقط، وإنما كان هَمُّه في الحديث معرفة دلائله وما فيه من فقه، فبرع في علم الحديث رواية وفقهًا.
(3) النووي لغويًا
- فقد كان النووي أول من كتب في لغة الفقه، في كتاب "التحرير في ألفاظ التنبيه"،
- ويرى النووي أنه لا سبيل إلى فهم الكتاب والسنة والتفقه بهما واستنباط الأحكام منهما إلا بإتقان اللغة العربية: نحوها وصرفها واشتقاقها ومعاني مفرداتها.
(4) النووي ومناصبه العلمية
- تولي النووي التدريس في أكثر من مدرسة علمية في عصره، من أهمها: دار الحديث الأشرفية في المدة "665- 676هـ"، وهي أشهر دار في بلاد الشام لعلم الحديث، وكان لا يدرّس فيها إلا صاحب علم غزير، ومنزلة عالية في العلم.
مؤلفاته
عاش الإمام النووي (46 سنة) فقط، ورغم هذا فقد ترك الكثير من المؤلفات العظيمة، التي ما زالت طريقًا منيرًا لكلّ من طلب العلم، ومن أشهر ما صنَّف النووي:
(1) في الحديث الشريف
- شرح مسلم: وشرح فيه صحيح مسلم، شرحًا ميسرًا وافيًا.
- رياض الصالحين: وضمّنه مجموعة من أحاديث الرقائق والزهد والأخلاق.
- الأذكار: ذكر فيه عمل اليوم والليلة، وزاد عليها أذكار المناسبات مع كثير من الأحكام المتناسبة مع الذكر.
(2) في الفقه
- روضة الطالبين(الروضة): وهو من الكتب الكبيرة المعتمدة في المذهب الشافعي.
- المنهاج: وهو من أكثر كتب النووي تداولًا بين العلماء.
وفاته
بعد أن رجع الإمام إلى نَوى من دمشق، ردَّ الكتب المستعارة من الأوقاف، وزار مقبرة شيوخه، فدعا لهم وبكى، وزار أصحابه الأحياء، وزار قبر والده وشيوخه ودعا لهم، ثمّ مرض، وتوفي سنة (676هـ)؛ رحمه الله تعالى، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.