مقدمة
* للإيمان بالله تعالى جانبان:
1- الأول يتعلق بوجود الله سبحانه.
2- الثاني يتعلق بوحدانية الله سبحانه.
وتوحيد الله تعالى أعظم واجب كُلف به الإنسان؛ لسببين:
- لأنه حق الله تعالى على عباده.
- وهو شرط لصحة الإيمان به سبحانه.
أولاً: مفهوم التوحيد
- هو الإعتقاد الجازم بأن الله تعالى هو الإله المستحق للعبادة دون سواه، مع نفي الكفؤ والشريك عنه سبحانه.
- من أدلة وجوب توحيد الله تعالى قوله تعالى:" قُل هو اللهُ أحد (1) الله الصمد (2) لم يلد ولم يولد (3) ولم يكن له كفواً أحد (4)"
- لماذا يُعد الإيمان بوحدانية الله تعالى أعظم الواجبات التي كلُف بها الإنسان ؟
- لأنه لا حياة للقلوب ولا نعيم ولا طمأنينة إلا بتوحيد الله تعالى، وعندما تكون معرفة العبد بربه صحيحة، يكون أكثر تعظيماً واتباعاً لشرع الله تعالى.
- ما الدليل على أن رسالات الأنبياء عليهم السلام جميعاً جاءت بدعوة الناس إلى التوحيد؟
- قوله تعالى:"وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون ".
ثانياً: مقتضيات الإيمان بوحدانية الله تعالى
لا يتم الإيمان بوحدانية الله تعالى إلا بثلاثة مقتضيات، هي:
1. الإيمان بأن الله تعالى خالق العالم ومدبر شؤونه، والمتصرف فيه بعلمه وقدرته كما يشاء ، وأنه مالك الدنيا والآخرة وهو رب العالمين جميعاً ولا رب سواه.
- ويُعرف هذا النوع من التوحيد بتوحيد الربوبية.
2. إفراد الله سبحانه بالعبادة، وذلك من خلال الدعاء والصلاة والصوم والنذر وغيرها من العبادات، رغبة بما عند الله من ثواب، ورهبة من عقوبته مع كمال الحب له سبحانه، والتذلل له فلا يجلب النفع ولا يدفع الضرر إلا الله سبحانه،
- ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى: "فاعلم أنه لا إله إلا الله".
- وهذه العبادة تقتضي الإخلاص له سبحانه.
- ويُعرف هذا النوع من التوحيد بتوحيد الألوهية.
3. الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته العلا جميعها التي أثبتها الله تعالى لنفسه في القرآن الكريم، أو أثبتها له رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنة الصحيحة.
- وهي صفات كمال لا نقص فيها، مع وجوب تنزيهه سبحانه،
- ومعنى التنزيه: خلو صفات الله تعالى من النقص، كاتخاذ الزوجة والولد ومشابهة الخلق.
- ومن الأدلة عليه قوله تعالى: "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ".
- ويعرف هذا النوع من التوحيد بتوحيد الأسماء والصفات.
ثالثاً: الرد على منكري وحدانية الله تعالى
- من الأدلة النقلية للرد عليهم:
- قوله تعالى: " أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب "
- وقوله سبحانه: " لو كان فيها آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصيقون ".
- ومن الأدلة العقلية للرد عليهم:
- أن وجود الآلهة المتعددة يؤدي إلى فساد الكون ، فلو كانا اثنين وأراد أحدهما أمراً فإما أن يكون قاهراً قادراً على فعله وبالتالي الآخر يكون ضعيفاً عاجزاً والعكس صحيح ، فكيف لو كانت آلهة متعددة، إذن لزاد الأمرُ تعقيداً والكون فساداً.