يحرص المسلم على التأسي برسول الله ﷺ؛ لأن حياته كاملة تمثل أنموذجا متكاملا في الأسوة، ولا شك في أن الدعوة بالأسوة هي أنجح أسلوب لبث القيم والمبادئ وبناء الشخصيات.
مفهوم التأسي بالنبي ﷺ
هو اتباع المسلم سنة النبي ﷺ في سلوكه وأخلاقه وتعامله، لتحقيق الهداية وتطبيق الإسلام وبناء شخصية متميزة.
أهمية التأسي برسول الله ﷺ
- ضمان تطبيق الإسلام كما أراد الله تعالى، بما يبعد المسلم عن الخطأ والغلو والتطرف.
- نيل مرضاة الله تعالى ومحبته وثوابه.
- الإفادة من العوامل والوسائل التي تحقق له السعادة والنجاح والتميز في الحياة.
مجالات التأسي بالرسول ﷺ
يمكن التأسي بالرسول ﷺ في مجالات الحياة المختلفة، ومنها:
1- السعي نحو النجاح والتميز في أداء دوره ومهمته والتخطيط لحياته
- حرص الرسول ﷺ على تحقيق سعادته الحقيقية في حياته وحياة من عاش معه.
- ويتحقق ذلك عن طريق التنظيم والتخطيط لكل ما يريد أن يصل إليه.
- فبالمثابرة والفاعلية والإيجابية يسعى نحو هدفه، محارباً بذلك عند أصحابه الكسل واليأس والإحباط.
2- تعامل الرسول ﷺ مع من حوله، ويتمثل بالجوانب الآتية:
في أسرته:
- كان الرسول ﷺ يحدّث أسرته بأطيب الكلمات وأرق العبارات.
- وكان يخفف عن أهل بيته فيقوم ببعض الأعمال فيخدم نفسه ويحلب شاته.
- لذلك يجب على الإنسان مهما علا شأنه ألا يتكبر بل يحافظ على تواضعه وحلمه.
- فقد كان ﷺ يبدأ بالسلام على الأطفال؛ حبًا لهم ولإشعارهم بمكانتهم وللثقة بأنفسهم.
تعامله مع المجتمع:
- قام تعامله ﷺ مع صحابته على الثقة المتبادلة والأمانة وحسن الظن والنظرة الإيجابية.
- ويعاملهم جميعًا معاملة واحدة ويقابلهم بالوجه الحسن المبتسم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم.
- كان ﷺ يتلمس حاجة أصحابه ومن ذلك دعوته لأبي هريرة للطعام في بيته عندما شعر بحاجته للطعام. وهذه صورة من التكافل الاجتماعي الذي يؤدي إلى السعادة والنجاح.
تعامله مع غير المسلمين:
- كان النبي ﷺ حريصًا على دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وإرشادهم والتواصل معهم متمنيًا الخير لهم.
- تعامل النبي ﷺ مع يهود المدينة بالرحمة والمسامحة، وأقام معهم العهود والمواثيق، لكنهم نقضوا العهد، فعاملهم بالعدل.
- وعامل أعداءه الذين آذوه قبل إسلامهم بالعفو، ومن الأمثلة على ذلك: عفوه عن أهل مكة عندما دخلها فاتحًا.