الجغرافيا

الأول ثانوي أدبي

icon

 

يتناول هذا الفصل مجموعة من التراكيب السكانية، وأثر تلك التراكيب في قوة الدولة حيث يتداول التركيب العمري النوعي، والعوامل المؤثرة فيهما، ثم التركيب العرقي واللغوي وانعكاسهما على الدول ثم يدرس الفصل توزع الأديان في العالم، وأثر ذلك التوزع في قوة الدولة. وأخيرا؛ يتناول التركيب التعليمي والاقتصادي للسكان، وأثر تلك التراكيب في وضع الدولة.

يقصد بالتركيب العمري: توزع السكان حسب الفئات العمرية المختلفة، وهي فئة الأطفال، وفئة الشباب، وفئة الشيوخ. ويمكن توضيح الفئات العمرية للسكان كما يأتي:

أ - صغار السن أو الأطفال الأقل من (15) عاما.

ب- الشباب (15 -64) عاما. ج- كبار السن (65) عاما فأكبر.

يطلق على الدول النامية ومنها الدول العربية التي تتصف بارتفاع نسبة صغار السن من مجموع السكان، المجتمعات الفتية أو الشابة؛ لارتفاع معدلات المواليد فيها. أما الدول المتقدمة فتتصف بانخفاض نسبة صغار السن وارتفاع نسبة كبار السن، نتيجة انخفاض معدلات المواليد، وتسمى المجتمعات الهرمة أو المسنة.

تعد بيانات العمر من أهم العوامل الديموغرافية في دلالتها على قوة السكان الإنتاجية ومقدار حيويتهم، فإن التخطيط السليم يعتمد على المعرفة الصحيحة والدقيقة لتركيب السكان من حيث العمر والنوع، وفي البلدان العربية

كما يعد التركيب العمري للسكان ذا أهمية بالغة في دراسة السكان لتوضيح نسبة المعالين، وهي النسبة المئوية للناس الذين لا يسمح لهم بالعمل سواء أكانوا أطفالا صغارا أم شيوخا طاعنين في السن وتؤثر نسبة صغار السن في الدول النامية في معدل الإعالة على الحكومات، من حيث توفير الخدمات المطلوبة كالمدارس والمستشفيات

يطلق على توزيع السكان الخاص بين الذكور والإناث اسم التركيب النوعي ويتأثر التركيب النوعي في الدولة بعدة عوامل؛ في أثناء الحروب مثلا، يتعرض الذكور لأخطار الوفاة بشكل أكبر، ما يؤدي إلى زيادة نسبة الإناث على الذكور، كما حدث خلال الحربين العالمية الأولى والثانية. كذلك، فإن بعض الدول التي تستقبل الأيدي العاملة، ترتفع فيها نسبة الذكور على الإناث. وبشكل خاص، تلك الدول التي لا تسمح قوانينها باستقدام عائلات العاملين إلا في بعض الوظائف العليا، كما هي الحال في بعض دول الخليج العربي، ما يساعد في زيادة نسبة الذكور على الإناث.

يتحدد شكل الهرم السكاني أساسا عن طريق معدل المواليد الخام في الدولة. ومن ثم، اتساع قاعدة الهرم السكاني، بينما تتسع قمة الهرم نسبيا إذا كانت نسبة كبار السن في الدولة كبيرة، وفي واقع الأمر، قد يبدو الرسم البياني أقرب إلى الشكل المستطيل منه إلى الشكل الهرمي.

تملك الدول التي ترتفع فيها نسبة صغار السن (المجتمعات الفنية)، ميزة في تحقيق توازن القوى مع الأمم الأخرى

فالجماعة العرقية هي  جماعة متميزة بيولوجيا، تحمل سمات وخصائص تنتقل بالوراثة، وتميز الجماعة عن غيرها من الجماعات العرقية الأخرى

بينما الأقلية:هي مجموعة من الأفراد ينتمون إلى قومية مختلفة، أو أصول عرقية مختلفة عن الأصل العرقي لغالبية سكان الدولة،

وتمارس بعض الدول سياسة التمييز العنصري ضد بعض المجموعات القومية أو الأقليات العرقية التي تعيش فيها، ما يؤدي إلى حدوث الاضطرابات الداخلية وأعمال العنف في تلك الدول، وإلى الإساءة إلى سمعتها الدولية.

يشكل كل من (الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) و(الاتفاقية الدولية لإزالة أشكال التمييز العنصري كافة) إدانة لصور التمييز العنصري المختلفة، وتأكيدا لحرية الناس جميعهم. ومساواتهم في الكرامة والحقوق

وتعد اللغة من المقومات الرئيسة التحقيق التماسك الاجتماعي، فهي أداة التفاهم والفكر ووسيلة  نقله بين الأجيال. بينما تؤدي وحدة اللغة إلى قوة الدولة وتماسكها، وتوجد بعض الدول التي يوجد فيها  أكثر من لغة كسويسرا التي فيها أربع لغات، هي: الالمانية والإيطالية واللاتينية والفرنسية، وعلى الرغم من ذلك، لم تؤثر في قوة الدولة وتماسكها .

تعد اللغة أساس قيام الحضارة، ومصدرا للشعور الوطني المشترك والوحدة الثقافية، ولاشك  أن وجود مجموعات تتكلم لغات مختلفة داخل البلد الواحد، يحدث كثيرا من المشكلات السياسية، ويقود إلى مشكلات اجتماعية واقتصادية قد تحدث الانقسام بين أفراد الشعب و تصنيف لغات  العالم إلى: 

1- لغات تنتشر في عدة دول: العربية، الفرنسية، الإنجليزية، الإسبانية، البرتغالية، الألمانية)

2- عدة لغات في دولة واحدة: الهند، الصين، دول أفريقيا.

3- لغة في دولتين أو أكثر (أقليات): الكردية، الباسك.

4- لغة في دولة واحدة.

ويعرف  الدين بأنه نظام للاعتقاد و الفصيلة، أو مجموعة من الاعتقادات المبدئية والملاحظات الاجتماعية، وهو من الظواهر البشرية التي تحدد سلوك الناس، ويعكس أثره  في الخارطة السياسية، وهو عامل من العوامل التي تميز الجماعات البشرية عن  بعضها بعضا

تهتم الدراسات السكانية بالتركيب الديني بوصفه عنصرا مهما في تركيب  السكان فتصنف الأديان في العالم تبعا لنشأتها (سماوية او غير سماوية)، أو عدد اتباعها ، وأحيانا تبعا لفروعها الرئيسة. ويمكن تقسيم الدول إلى ثلاث مجموعات وفق التوزع الديني في العالم كالآتي:

أ - تشمل الدول التي يعتنق فيها ( 90%) من السكان أو أكثر ديانة واحدة

ب - تشمل مجموعة الدول التي يوجد بها أكثر من ديانة، أو أكثر من مذهب

ج- تضـم الـدول ذات المذاهـب والطوائف المتعـددة، مثـل يوغسلافيا السابقة. فتوجد الكاثوليكية التي يعتنقها الكروات

وينعكس تباين التركيب الديني على بعض المشكلات في العالم

ويمثل المستوى التعليمي والتقدم العلمي والتقني للسكان، دورا مهما في بناء القوة السياسية للدولة، فالحجم السكاني الكبير ليس عاملا وحيدا في بناء قوة الدولة، إذ لا بد من توافر الخبرات العلمية والفنية للسكان. فدولة مثل فنلندا متقدمة صناعيا، ولديها عدد كبير  من ذوي المهارات الفنية والخبرات العلمية المتخصصة، والعلماء والمهندسين في مجالات البحث والتطوير العلمي والتقني، . على عكس دولة فقيرة مثل بنغلاديش، تتميز بارتفاع نسبة الأمية بين سكانها وذات حجم سكاني يفوق فنلندا بعشر مرات تقريبا

ومن مؤشرات التركيب التعليمي المستوى التعليمي للسكان و نسبة البالغين في أي مرحلة أكاديمية ثم قضاؤها بنجاح و نسبة الملتحقين في المدارس والمعاهد والجامعات و نسبة الأمية بين الجنسين في مختلف الأعمار ومن مؤشرات المستوى العلمي والتقني عدد المهندسين في مجالات البحث والتطوير العلمي و نسبة الخبراء والفنيين والمختصين و نسبة الإنفاق على البحوث العلمية.

وتهدف دراسة التركيب الاقتصادي، إلى تحديد ملامح النشاط الاقتصادي وأهمية عناصره، وارتباطها بظروف البيئة الجغرافية ، التي يمكن تقسيمها في المجتمع إلى قسمين:

1 – أفراد داخلون في القوى العاملة:

٢ – الأفراد الخارجون عن القوى العاملة

يمكن تعريف البطالة بأنها الحالة التي يكون فيها الشخص قادرا على العمل وراغبا فيه، ولكن لا يجد العمل والأجر المناسبين. وتقسم البطالة إلى نوعين هما:

1 - البطالة الظاهـرة

2 - البطالة المقنعة