أولًا: مفهوم التعايش الإنساني
يُقصَد بالتعايش الإنساني: تقبُّل الآخرين على اختلاف معتقداتهم وأعراقهم وثقافاتهم، واحترامهم، والتعامل معهم في جوانب الحياة المُتعدِّدة وَفق مبادئ الشريعة الإسلامية.
ثانيًا: مبادئ التعايش الإنساني في الإسلام
يقوم التعايش الإنساني في الإسلام على أُسس عِدَّة، أبرزها:
أ . وحدة الأصل البشري
ب. الكرامة الإنسانية
ج. الحرية.
-للحرية صور عديدة، أبرزها حرية الإنسان في الاعتقاد.
د . الحوار بالحسُْنى.
ه. البِر والإحسان.
و . العدالة.
ثالثًا:مجالات التعايش الإنساني
أ . التعايش الديني: هو الإقرار بحرية الآخرين في اختيار معتقداتهم.
ويكون ذلك بالسماح لأهل الديانات الأُخرى بحرية الاعتقاد، وحرية ممارسة شعائرهم الدينية، وعدم الاعتداء على أماكن عبادتهم.
ب. التعايش الاجتماعي: هو إظهار الاحترام لمختلف شرائح المجتمع، وعدم المساس بما يُفْضي إليه هذا التنوُّع من عادات وتقاليد وأعراف مُتعدِّدة لا تتعارض مع أحكام الشريعة الإسلامية.
ومن أمثلة ذلك:
1.إشاعة الوئام مع أتباع الديانات الأُخرى في المجتمع.
2.التكافل والتضامن معهم.
3.الإحسان إليهم.
4.قبول هداياهم.
5.مشاركتهم في أفراحهم، ومواساتهم عند المصائب والأتراح.
والمحافظة - في الوقت نفسه- على الثقافة والقِيَم الإسلامية الأصيلة المُنبثِقة من العقيدة والشريعة السمحة.
ج.التعايش الاقتصادي:
تُعَدُّ إقامة العلاقات بين الشعوب ضرورةً حتميةً، وعاملً مُهِمًّا لاستقرار الأوطان، وتحقيق السَّلْم المجتمعي، وجلب الرخاء الاقتصادي.
- تمثَّل ذلك في شراء الحبوب من بلاد الشام التي كانت تَتْبَع الدولة الرومانية وقتئذٍ، وكان تجّار الروم يأتون إلى المدينة المُنوَّرة، ويجلبون إليها البضائع.
الدليل: «تُوفِِّّي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعًا من شعير ».
د . التعايش السياسي: ويكون بين مكونات المجتمع المسلم، فقد كَفَل الإسلام حقَّ المُواطَنة لغير المسلمين داخل المجتمع الإسلامي.
بُغْيَةَ :
- تحقيق التعايش السياسي بين جميع مُكوِّنات المجتمع؛ ما يُسهِم في الحفاظ على السَّلْم والأمن الداخليين، ويتيح لغير المسلمين تعرُّف الإسلام ومبادئه، والمشاركة في السلطة السياسية.
ومن ذلك ما نصَّت عليه وثيقة المدينة المُنوَّرة التي كتبها النبي صلى الله عليه وسلم؛ إذ لم تجعل المُواطَنة للمسلمين وحدهم، بل شملت غير المسلمين، بمقتضى الإقامة في المدينة المُنوَّرة، والالتزام بأحكام الوثيقة.
هـ. التعايش الدولي: يُقصَد بذلك إقامة علاقات مع الدول الأُخرى، والتعايش معها بعيدًا عن الصدام، ما لم تكن مُعادِية ومُُحارِبة للإسلام، أو مُعتدِية على المسلمين.
ويشمل ذلك التبادل الاقتصادي، والعلمي، والثقافي، والحفاظ على مُقدَّرات البيئة، استنادًا إلى مبدأ التعامل بالمثِْل وعدم الاعتداء.
الدليل: قال تعالى:﴿إنما يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ و أَخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وظاهروا على إخراجكم).
الْإِثْراءُ وَالتَّوَسُّعُ
من الأمثلة على التعايش الإنساني بين طوائف المجتمع الأردني على اختلاف أديانها وأعراقها:
- الوصاية الهاشمية على المُقدَّسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
- استضافة الملايين من اللاجئين.
- العمل من أجل الحوار والسلام العالميين.
- مشاركة المملكة الأردنية الهاشمية في مبادرة الوئام العالمي بين الأديان.
- الدعوة إلى قِيَم التعاطف والتسامح والرحمة والعيش المشترك داخل المجتمع الأردني، وترسيخها بين الناس جميعًا على اختلاف أعراقهم ومعتقداتهم.